15 نوفمبر، 2024 6:53 م
Search
Close this search box.

الدهاء الإيراني وبلادة المشهد السياسي

الدهاء الإيراني وبلادة المشهد السياسي

ما من شك ان اللاعب الإيراني هو الأكثر تفردا بالساحة العراقية لان المساحة التي يتصرف بها تمتد من كابل الى بيروت وغزة بلا توقف … له سبق الدراية الاستخبارية وحرية صنع القرار وامتلاك أدواته في هذه المنطقة بكافة أطيافها السنية والشيعية وكافة ألوانها وقومياتها … ليس له عقدة الانتماء الطائفي فهو يراهن على الأرمن في وقوفهم بوجه الشيعة الأذربيجانيين وله الامتداد والتأثير في غرب العراق حتى بات المسمى لبعض المشاركين انهم سنة المالكي او سنة طهران وله اتفاق غير معلن مع القاعدة ان لا تجعل من ايران ساحة الصراع على الرغم من التضاد الفكري فيما بينهما فنجد ان عوائل قادة القاعدة لا تختار سكنا لها الا ايران.

قبل عام ونيف وبعد اعلان نتائج انتخابات مجالس المحافظات كتبت مقالا بعنوان “وضوح الرؤيا الإيرانية في رسم الخارطة السياسية للعراق”

http://www.kitabat.com/ar/page/13/05/2013/12140/وضوح-رسم-في-الايرانية-الرؤى-للعراق-السياسية-الخارطة.html

بينت فيه ان الإيرانيين تواقين لان يستنسخوا رسم المشهد السياسي في طهران على الساحة العراقية حيث تقاسم الأدوار الى محافظين كنجاد وإصلاحيين كخاتمي والتيارين مؤمنين إيمانا مطلق بولاية الفقيه اي انهم من صنع بودقة واحدة… وقلنا ان المحافظين في العراق سيكونوا بقيادة المالكي حيث ألحقت به الأجنحة العسكرية للمجلس الأعلى متمثلة بمنظمة بدر وعصائب الحق من التيار الصدري ليتشكل جناح المحافظين وبذلك اهتزت صورة دولة القانون في انتخابات مجالس المحافظات ليتحرك الجمود السياسي للمجلس الأعلى بعد انكفاء مرير لفترة من الزمن بعد انسحاب منظمة بدر والتحاقها في ركب المالكي

الا ان بعد اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية بدء الجميع يتحدث عن الولاية الثالثة للمالكي وكأن جميع مشاكل العراق تحل بعدم وجود هذه الولاية واللاعب الإيراني يترقب المشهد ليعلن هنا وهناك تمسكه بالمالكي لكن ليس له أية رغبة ببقائه وهو يراهن ان القادم سيكون من بوابة التحالف الوطني الشيعي بعد انكفاء التيار المدني والليبرالي في العراق بواسطة الاسلام السياسي والسلطة والمال العام وانكماش الدور الامريكي كونه يتحمل المسؤولية الأخلاقية من جراء الدخول للعراق وسقوط الدولة وتعهده برعاية الديمقراطية وفق ما جاء بالمعاهدة الستراتيجية واللاعب الامريكي يمنح نفسه العذر لانشغاله بالدوامة السورية وتنامي بؤر الإرهاب في المنطقة ويعتبر الامر شان داخليا لا يريد الانغماس به.

ولكن هذه المرة تريد طهران ان تلعب دورا مسرحيا لتعلن للعالم أنا لست لاعبا فاعلا في الشأن العراقي ولم اصمد امام الرغبة الوطنية العراقية في اختيار رئيس الوزراء ولم أتمكن من تثبيت المالكي ليعلن مرحلة جديدة بدفع المجلس الأعلى والتيار الصدري الى ما يسمى بشراكة وطنية لحكومة قادمة ضعيفة يشترك بها الاخوان السنة عبر بوابة طهران باشتراط ان يكون رئيس مجلس الوزراء القادم من كتلة التحالف الوطني الشيعي وحصرا من كتلتي المجلس الأعلى والتيار الصدري .. حقاً انها لعبة لا ترتقي لها الذهنية الغربية وحتى العراقية الغير عالمة بخفايا النتاج الفكري للمؤسسة الدينية.

حتى لا نتحدث عن المعضلة دون الحلول … في اعتقادي ان الحل الوطني ان يجتمع البرلمان العراقي الحالي قبل انقضاء ولايته… لإقرار الميزانية العراقية وإصدار قانون مجلس الاتحاد وكيفية اختياره من الذوات والشخصيات الوطنية وبإشراف المنظمة الدولية والجامعة العربية وتفعيل المعاهدة الستراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية برعاية الديمقراطية في العراق لاختيار أعضاءه حتى ان حل مجلس البرلمان الحالي يكون هناك آلية لتشكيل مجلس الاتحاد الذي يعول عليه في إصلاح الراب حين يتعثر البرلمان القادم في اتخاذ القرار لتسمية الرئاسات الثلاث وقبول الكابينة الوزارية .. فان توقفت العملية السياسية باستطاعة مجلس الاتحاد تشكيل حكومة إنقاذ وطني يعلن برنامجها امام الجميع تأخذ البلاد الى شاطئ الأمان.

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات