الكلّاو فى العراق هو ملبس الرأس و يسمونه فى مصر المحروسة الطربوش. فهو رداء الرأس و لكن اجتماعياً و سياسياً عندما يقال هذا الفرد لبسوه كلاو يقصد به تمرير ملعوب ما على هذا الشخص و باللغة العربية الفصحى مرور كذبة عليه.
عندما اتخيل الجنة (وللعلم, اسم صفة فى لغة اهل سومر هى الحديقة), اتخيلها صحراء فيها واحة خضراء يجلس فيها قِلَة من البشر الغير كاذبين, وعندما اتخيل جهنم تكون مزدحمة بالسكان الذين يعيشون مزدحمين فيها و يستخدمون كل وسائل التكييف لتبريد البيوت مثل دولة خليجية درجة الحرارة و الرطوبة مرتفعة جداً و مع هذا يسمونها جنة …
الكذب عملة مطبوعة متداولة و يعاد طبعها يومياً. اما الصدق فهو عملة نادرة تولد مرة غير قابلة لإعادة الطباعة فهى تولد مع الإنسان و لكن الأخرى يوَلِدها الإنسان.
الكل يكذب رئيس الدولة, الحاكم, الأمير, الملك, حاجب الملك, رئيس الشرطة, رئيس البلاد والعباد, قائد الجيش, قائد الحرس, التلميذ, المدرس, رجال الدين, و العمائم البيض و السود و الملونين … ويستمر مسلسل الكذب منذ الفجر و حتى الليل و يتوقف لمدة خمس دقائق فقط هى فترة الصلاة و ما ينتهى البشر من الصلاة تبدأ طقوس و ثقافة الكذب! الأب يكذب و الأم تكذب خصوصاً عندما تحرج بالأسئلة المختلفة و لعدم تمكنها من الإجابة, الحاكم يكذب لأنها بالنسبة له تسلية, السياسى يكذب لأنها مهنته, رجل الدين يكذب لأنه يستطيع استخدام ثقافة الاستغفار و يمحى الكذبة كما يمحى الطفل الصغير فى المدرسة الخط باستخدام “المحاية”.
الكل كاذبون وكاذبين وهم يعلمون و لكن يصنفون الكذب:
1. الكذبة البيضاء و تعنى كذبة لا تضر
2. كذبة المأزق, عندما تكون فى مأزق وهذا مسموح به شرعا (تفسير العمائم).
3. التَقية .. كذبة يراد بها تمرير حالة للحصول على حالة.
4. الكذبة الأوروبية .. الميكافيلية.
5. الكذبة الأمريكية .. هوليود.
6. الكذبة الهندية .. الكارى غير حار.
7. الكذبة الأسبانية .. الثور لا ينطح.
8. الكذبة البريطانية .. سبقت الخليقة.
9. الكذبة الروسية .. الدب رشيق.
إن لثقافة الكذب اسباب اجتماعية:
• عدم قناعة البشر بواقع الحياة.
• عدم قناعة البشر بالأديان ومع هذا يمارسونها.
• ثقافة الخوف.
• قسوة السلطة السياسية.
• قسوة الحياة الإجتماعية.
• قسوة الحياة الإقتصادية.
• ثقافة الاعتياد على الكذب لأنها اصبحت ادبيات عامة.
• اصبحت الشعوب لا تفرق بين الكذب و الحقيقة.
• الخيال العلمى و الإعلام و الصحافة ووسائل الدعاية.
• شركات الإعلان التجارية.
• اقتصاد قائم لحاله ومصدر رزق جيد.
• ثقافة (غسيل الأخلاق) ..اكذب و اتوب, ثم اكذب و استغفر, اكذب و أُخرج كفارة.
• كرسى الاعتراف فى الكنيسة – القس يقوم بدور غسالة الملابس.
• ثقافة عامة هى (ثقافة الكلام) تصديق القصص المتوارثة لكونها متفق عليها فبقولون هذا الموضوع متفق عليه و تَعبر الكذبة حاجز التاريخ و تصبح حقيقة.
• لا يوجد قانون يحاسب على الكذب إلا فى المحكمة و المحكمة هى كذبة العدالة.
<< الآن اريد ان اتوقف عن وصف انواع الكذب خوفاً من ان ابتدأ انا بالكذب! >>
إذن اين هى الحقيقة فى هذا العالم؟ انى ادعوا العالم لمؤتمر انسانى بشرط ان لا يعقد فى الجمعية العمومية للأمم المتحدة حيث اصبح الكذب داخل المبنى هو الحقيقة الوحيدة. نجتمع فى غابة و يكون زعيم الجلسة حيوان وبذلك نضمن بان الحاكم لا يكذب لأنه حيوان, لأنه بفطرته ينطق اصوات فطرية لم يلوثها الإنسان فالصدق فطرة لوثها الإنسان.
هذه مقدمة لفهم الواقع الحالى. يقول المثال الصينى: لا تصدق ما تراه و صدق نصف ما تسمعه. ويقول العرب : سمات الكاذب فى الجبين, عندما يكذب لا يخجل و إنما تحمَّر خدوده فقط. وهذه حالة ايمانية كما يدعى و عندما يؤتمن يحافظ على الأمانة فى جيبه و لا يخرجها مطلقاً …
إخوانى الغرب كالشرق و الشمال كالجنوب , فالكذب له لغات متعددة بتعدد لغات البشر. إنى ادعوكم ان لا تصدقوا المسرحيات اليوم فغلّوم مثل عبد الله, جورج مثل ديفيد, شافيز مثل هولاكو و كين مون مثل اخيه كلهم ينتمون لثقافة الراديو, فكلهم اعلان مدفوع الأجر.
نصيحة للبشر جميعاً ” لا تكذبون موكافى و الله كافى مو انهجم بيتنا و احترق البستان”.
الحل:- التوقف عن الكذب الأبيض و إلغاء يوم اول ابريل يوم الكذب العالمى, آسف هو اليوم الوحيد الذى يكون به البشر صادقون مع انفسهم لأنهم يعبرون عن حقيقتهم.
دعاء:- (اللهم ضع لمبة على كل رأس كل كذاب تضوى كلما تكلم). المصيبة, اللمبة لا تنطفىء نهائياً!!