22 ديسمبر، 2024 10:40 م

” الدنيا ” في عيون الشعراء

” الدنيا ” في عيون الشعراء

” الدنيا” عالم من الأسرار والعجائب ، وفضاء واسع للتأمل ، تباينت المواقف بشأنها
 وتعددت الآراء فيها بين ذام وساخط وبين مادح ومبتهج ، فكل واحد يراها من زاوية ومن منظورخاص بتكوينه الثقافي والاجتماعي .
لقد انشغل الشعراء ومنذ القدم في التعبير عن أمور الدنيا ، فهاهو ابو العلاء المعري ينظر لها بعين التشاؤم ،فلا يرى أمل في صلاحها وكأنها دولاب ثابت لايتحرك :
فلا تأمل من الدنيا صلاحا        فذاك هو الذي لايستطاع
ويبالغ في ذمها والتحقير من شأنها ويحذر من الجري وراء سرابها حتى لصغار السن فيقول :
فلا تطلب الدنيا وان كنت ناشئا    فاني عنها بالاخلاء أربا
وهي ذات النظرة المريبة المعبرة عن عدم الرضا التي جاءت في قول الشاعر ابي نؤاس :
اذا امتحن الدنيا لبيب        تكشفت له عن عدو في ثياب صديق
في حين تعجب ” المتنبي ” من حسد الحاسدين له وهو يتلقى الاساءة من عبيد القوم :
ماذا لقيت من الدنيا واعجبه        اني بما انا شاك منه محسود
ماكنت احسب احيا الى زمن        يسيء بي فيه عبد وهو محمود
هكذا المرء لايعترف بتقاعسه وعدم استثماره للفرص التي تتاح له فتراه يصب جام غضبه على الدنيا وسوء الاقدار على حد قول الشاعر يحيى بن زياد بن عبدالله:
المرء تلقاه مضياعا لفرصته      حتى اذا فات امر عاتب القدرا
والشعراء الشعبيون لايختلفون عن اقرانهم شعراء الفصحى في نظرتهم الى الدنيا واحوالها ، ففي مطلع سبعينيات القرن الماضي جمعت حوارية شعرية ثلاثة شعراء من الديوانية حول مطلع شعري تركه لهم احد الشعراء جاء فيه :
 
يدنيا اشبالعجل لو ردتي تجفين            وكيـحه ودوم طبـعـﭺ ماتبــدل
دولابـﭺ عـكس بينـــــــة تفرين            ولزرع النوايب صرنه مشتل
فجاءت مواقف الشعراء متباينة لكنها تجمع على ان الدنيا فيها من الغواية والقسوة والغدرالشيء الكثير .
حسن الشيخ كاظم
يدنيا ليش طكاتــﭺ ثجيــــلة              ماعنـدج رحم ويــه اليوافيــﭺ
بعكلي وفكرتي انتي هزيلة              ولو غيري يدنيا بغالي يشريـﭺ
حملي شما ثكل مرتاح اشيله            وآنه الي ﭼنت باليسره الآويـﭺ
لاﭼن لاجفيتي وماترحميــن             شحـجي والحـجه وياﭺ يخجـــل
عاكول وكطب دربي تزرعين         وأنه الكل المصايب عندي تسهل
 
 
 
 
كاظم خبط
 
يعشـﮒونـﭺ يدنيا ومادروا بيــﭺ           ﭼم واحد هواﭺ وماتوافيــــن
حلوه امزوكه ومعطره يلكيـﭺ          لـﭽـن عربيد واكثر من تلدغين
وصيه عندي الـﭺ خليني اوصيـﭺ     احصديهم حصد اولا ترحمين
تراهم أمضه من عندج ملايين        وسيوف الغدر منهم دوم تنسل
الوطن واحد يصيح اواحد الدين      ولاكلمن حجه حجيه ايتمثــــل
 
علي جاسم الحمد
كطعت الظن يدنيا والأمل فــــــات        ومالي وياﭺ ابداً بعد طمعــه
وغابت شمس عمري والوكت فات       وماظلت بجفن العين دمعــــه
من جورج براسي اشكثر فشـخات    اﭽوح الوحده تدمي براسي سبعه
كل من عاملـﭺ بالزين والليــــــن         تالي يعض اصبعه وروحه تنـزل
عبن غضيت عن افعالـﭺ العيـــن        عميت او بعد اريد الدرب مـــندل