يظهر شيخ على شاشة التلفاز يفتي باهدار الدماء، السمة الغالبة على هؤلاء انهم يرتدون الثياب البيضاء، جرب انت بنفسك، ضع امام المفتي على الطاولة زجاجتين، زجاجة دم وزجاجة خمر.
بدون فاصل يقوم المفتي بقلب الطاولة على المقدم ويغادر البرنامج، خمر، منكر، ام الخبائث، اعوذ بالله، لالا ياراجل، هذه اهانة مقصودة، انت تكفر بالله،لالاياراجل، لن اقبل اي عذر،وتستمر الحكاية ، تقول للشيخ، شيخ هذه زجاجة خمر معبأة بمياه زمزم ، لالا ….وان…هي خمر…ماشابه الخمر هو خمر…لالا…تقول للشيخ شيخ انظر الزجاجة الثانية هذه زجاجة دماء،لالا…لاتغير الموضوع، الخمر هي الخمر…دعك من الدماء…فسرلي هذه الاهانة، انا…انا الشيخ فلان…تضع امامي زجاجة خمرلالالا…وتستمر الحكاية…ويستمر الصراع بين الحمراء والصهباء.
يتطامن مشايخ الاسلام الى الدماء لكنهم يرتعدون من الصهباء، ماهي الحكاية؟ ولماذا اصبح سفك الدم لايثير الغيظ بقدر الخمر؟
لماذا اصبح مشايخ الاسلام يلبسون ملابسا منقوعة بالدماء ويثورون اذا وقعت على ملابسهم قطرة خمر؟
جرب بنفسك انت ان تعمل اختبار بقعة الخمر، في العالم الاسلامي يمكنك قيادة شاحنة جثث تنزف دما لكن لايمكنك المرور بالاسواق وانت تحمل زجاجة خمر، حتى القتلة في سجون العالم الاسلامي يخافون من الخمر اكثر من خيفتهم من الدماء، ماهي السالفة في هذا العالم الاسلامي؟
يعيش العالم الاسلاميحالة ( انقلاب المستفزات) تعال احدثك عنها من خلال مدينتنا.
ثم منتج قديم نسخه البشر عن الطبيعة، التظليل، صنعوا مظلات تقي من حر الشمس ثم حولها الرجل الاوروبي الى مطريات، عندنا يسمونها شمسية ، هل تريد ان ترجم بالحجارة في مدينتنا؟ جرب ان تحمل شمسية للوقاية من الشمس.
وانا في طريقي الى دار المحكمة ( نفس البناية والمدينة طفرت نفوسها من 60 الف الى 600 الف) امطرت السماء ، مطر وبيل ، تناولت شمسية ، شمسية سوداء بدون اي الوان مضافة، حجم متوسط وانيقة، كانت المدينة تغرق لانها بدون مجاري( لاانتاج استهلاك لاتفريغ) مجتمع الحلقة الوسطى، كان الناس يتراكضون بكل الاتجاهات ، قطع من الكارتون المقوى واكياس نايلون وحتى الكتب ، البعض يحتمي من المطر بعباءته والبعض الاخر بما تيسر من ملابس، كنت امشي تحت المطر بهدوء ملابسي لم تصلها قطرة مطر، من البيت حتى دار المحكمة لم يكن المطر كافيا لصرف انظار الناس عن الشمسية ، قبالة باب المحكمة تحولت الى عنوان ، كل دوائر العراق لاتحمل لائحة باوقات الدوام ، كلما سال احدهم الشرطي بباب المحكمة عن وقت الدوام قال له مستخفا روح اسئل ابو شمسية وكان الشرطي مبللا من البيرية الى البسطال، لااحد يعرف على وجه الدقة متى يبدا الدوام الرسمي او غير الرسمي في العراق، شوية بعد، بعد شوية، لااحد يستفزه عدم وجود لائحة باوقات الدوام، حتى القاضي، صيحوا هذا ابو شمسية.
انحطاط النظرة الى الدراجة الهوائية
انحطاط النظرة الى الدراجة النارية
انحطاط النظرة لملابس العمل
في السعودية يمكنك ان تمشي فخورا وانت تحمل خنجرا مشدودا الى بطنك لكن جرب بنفسك ان تحمل وردة، من المؤكد ان اهل مكة عندما يصلون الى قول القران والحب ذو العصف والريحان يطفرونها.
في كل العالم الاسلامي يمكن التقصير بابنية المدارس او تضييق ممرات السيارات وحتى تضييق ردهات الولادة، لايهمفي العالم الاسلامي ان يسقط التعليم ولا ان تنقلب سيارة ولا ان يمتن الحوامل الذي يستفز الوجدان هو ظهور فتاة بثوب قصير او ضيق.
اتذكر ان خطيبا في مكان مقدس يهم ملايين الناس استفزته حمالات الصدر المعروضة بواجهة المحلات فاعتبر ان ذلك فسادا في الارض ولم يستفزه مصدر هذه الحمالات وما اذا كانت من مواد رخيصة تسبب سرطان الثدي.
من نماذج ( انقلاب المستفزات) هو (نجمة فرهود) التي باتت تسمى نجمة داوود الحقيقة ان هذه النجمة عراقية ليس لان بني اسرائيل عائلة عراقية بالاصل بل لان هذا الشكل الهندسي من اصل عراقي والنبي داوود عند المسلمين او الملك داوود عند اليهود ليس له نجمة كهذه ، ما ان نرى نجمة فرهود حتى يجن جنوننا مع ان النجمة الخماسية هي رمز من رموز السحر في الحضارة الهندية.
بين الحين والاخر تقام الدنيا ولاتقعد لان احدهم عثر على قطعة شوكلاته مصدرها كيبوتز في اسرائيل بينما لاتخضع جميع المواد الغذائية الداخلة الى العراق الى فحص السلامة من مسببات السرطان، جميع حلويات الاطفال تحتوي على صبغات صناعية تدمر الكلى والمثانة والسؤال عن الجلاتين هل فيه شحم خنزير ام لا وقصة الخنزير قصة في انقلاب المستفزات انه اكثر حيوان يستزفنا مع اننا ناتيبافعال اكثر حرمة من لحمه.
من ( انقلاب المستفزات) المثل العراقي القائل اجلس اعوجا وتحدث جيدا، المتعارف ان الشعوب تعلم افرادها كيف يجلسوا بصورة صحيحة حتى لايصابوا بفقراتهم وبامكانهم ايضا الحديث جيدا.
تخيل انك نهضت من النوم صباحا ووجدت ان البلدية بدل ان تصبغ الارصفة قامت باستخدام الصبغ لتخطيط الشوارع حتما ستصاب بالاحباطلانه في الغالب عندنا يتم صبغ الرصيف ويترك الشارع بدون تخطيط ولا احد تستفزه تلك الحكاية منذ عشرات السنين.