22 أبريل، 2024 11:59 ص
Search
Close this search box.

الدم المغيب

Facebook
Twitter
LinkedIn

ونحن على أعتاب مناسبة يوم الشهيد العراقي الذي أقرته سلطة الحكم في العراق آنذاك على خلفية إستشهاد السيد محمد باقر الحكيم الذي طالته أيادي الخيانة في نيف وسبعين من أصحابه ورفقاء دربه ،
على أعتبار أنهم عراقيين أولا فلم يكونوا أمريكان أو بريطانيين أو رومان .
وبالنظر لأهمية شخصية شهيد المحراب ومكانته العلمية الدينية والسياسية فقد جعلت السلطة العراقية حينها تاريخ إستشهاد سماحته يوماً للشهيد العراقي ، وبالرغم من قوافل الشهداء التي يسيرها العراق من أبناءه في كل يوم لأكثر من عقد من الزمن في منعطف تاريخي كبير قل نظيره في تاريخ الشعوب ، فقد أعطى العراق الكثير من أبناء شعبه من رجال ونساء وشباب وأطفال، منهم علماء ومفكرين ومثقفين وموظفين ومواطنين فيهم فقراء ومساكين وكسبة ليبقى بلداً موحداً بكل أطيافه وتنوع ألوان أبناءه واختلاف اديانهم ومعتقداتهم .
فقد تصدى العراق لأفاعي الإحتلال ومخططاتهم في بداية الاجتياح العسكري للبلد فضحى بكوكبة من أبناءه ،
ورفض الفرقة والتناحر بين مكوناته وحافظ على نسيجه الوطني فراح ضحيتها كوكبة أخرى في نزيف دامي لم يخلو يوماً من أيام العراقيين دون أن يشموا فيه رائحة الدم وهي تختلط برائحة البارود .
مثلما أبى العراق أن يكون ألعوبة بيد البلدان الإقليمية ورفض التدخل في شؤونه الداخلية ، فكانت الضريبة قاسية تم استيفاءها من دماءنا .
أما التصدي للإرهاب كان له الحظ الأوفر في حصد أرواح العراقيين .
وها نحن اليوم في حرب مباشرة مع أعتى عصابات عرفها العالم من كلاب الأرض وقوافل الشهداء لم تتوقف يوماً واحداً ولاتمر ساعة من دون شهادة أحد أبناءنا.
إلا إننا للأسف نجد ساسة العراق وشخصياته لم تولي أي إهتمام ليوم الشهيد ولم تسلط الأضواء عليه ولم يحاولوا إحياءه وفاءاً للدماء التي سالت لكي نبقى أحياء بفضلها ، ساعدهم على ذلك الإعلام العراقي في عدم إثراء وإغناء هذا اليوم ، بل إن الإعلام وقف بالضد من هذه المناسبة أحيانا ً عندما يحاول بعض الإخوة والأخوات الكتاب تغطية هكذا يوم
مهم يمس الحياة اليومية لجميع العراقيين ، فيجدون صعوبة بالغة في نشر كتاباتهم حيث تمتنع الكثير من المواقع عن نشر هكذا كتابات.
يوم الشهيد العراقي أقرته أعلى جهة رسمية عراقية التي كانت تمثل مكونات الشعب وإن كانت المناسبة نتيجة إستشهاد شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ، إلّا إنها تخص كل شهداء العراق فهو يوم عراقي بأمتياز ، فلا يوجد أي مبرر لتسييسه أو تحزيبه ولا يوجد مسوغ لتغييب جميع دماء شهداء العراق من أجل تغييب شخصية الشهيد الحكيم.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب