لا يمكن ان يُقيم دم الانسان وفق انتماءهِ الديني أو العرقي أو الفكري ، ولا يجوز أن نُقدم دم الفئة أو الطائفة الفلانية لاننا ننتمي إليها بالفطرة على دم الفئات والطوائف الاخرى ، فمن يفكر بهذا الشكل عليه ان يفهم جيداً انه يعاني من مرض نفسي أو افكاره ملوثة بحاجة إلى ارشاد وتصحيح .
تفجيرات ومفخخات واحزمة ناسفة انهكت الجسد العراقي طوال عشر سنوات مضت ، ولا تزال تستنزف الدم العراقي دون تمييز أو تفريق بين عراقي وآخر كما يحاول البعض ان يظهر الصورة ، فالخاسر هو العراق ، كل العراق . مؤخراً مع تصاعد حدة التوتر الطائفي في البلاد بسبب سياسات حكومة المالكي ضربت موجة جديدة من التفجيرات مناطق شعبية في بغداد وعدد آخر من محافظات البلاد حاول الاعلام المُسيس والطائفي ان يبرز الحالة على انها استهدافات ذات طابع طائفي بهدف الانتقام من الطائفة “ش” أو الطائفة “س” لخلق حالة ذعر ورغبة بالانتقام لدى القوى البشرية المحسوبة على “ش” والمحسوبة على “س” !.
فالمالكي والقوى السياسية والميليشياوية الفاعلة بالمشهد السياسي والامني لا تتحرك وفق اجندة عراقية وانما تحركها اجندات خارجية قادمة من ايران وامريكا ، ففي تقرير نشره مجلس المقاومة الايرانية أشار الى معلومات أكدت على ان الميليشيات الموالية لايران تسعى للقيام بعمليات تفجير وتفخيخ تستهدف مناطق وتجمعات شعبية وسكنية في بغداد ومناطق اخرى محسوبة كما يروج لها الاعلام على السنة والشيعة في آن واحد!. ، وذلك بهدف التصعيد بين الطرفين في وقت تشهد فيه البلاد توترات طائفية بسبب سياسات المالكي والكتل النيابية من داخل مجلس النواب المُسيرة وفق اجندات خارجية خاصة بها!.
فعلينا كعراقيين ان لا ننساق كالخراف خلف تلك الاصوات الداعية الى إدخال البلاد في غياهب حرب اهلية تأكل الاخضر واليابس ولن يكون فيها رابح على الاطلاق ، فالجميع فيها سيكون خاسر لا محال ،فعلى نخب المثقفين والوطنيين والعشائر ورجال الدين مهمة كبيرة في إنقاذ البلاد من الخطاب الطائفي الذي تسعى إيران الى اخذ العراق إليه ، وإنقاذ ارواح ملايين العراقيين من موت محتم في حال انزلق العراق الى تلك الهاوية ، فالدم العراقي واحد.
فاليكن شعارنا العراق ،ولنعيد الهيبة الى الهوية الوطنية عبر تفعيل الخطاب الوطني واسقاط رموز وعناصر العملية السياسية التي جاءت بها دبابات الاحتلال واحتضنتها إيران حتى أصبحت ترسم سياسات العراق الداخلية والخارجية وأصبح العراق باحة خلفية لإيران وسفارة إيرانية سفيرها المالكي!.