عندما استشهد المصري الشيخ حسن شحاتة وبالطريقة المأساوية حزنت وغضبت انتصارا للحق وللإنسانية ،لكن عقلي استوقفني بأسلة استفهامية ترتقي الى استنكارية ببعدها الباطني ، فقد قارنت بردة الفعل الاعلامية والشعبية التي ثارت وأثيرت لاستشهاد الشيخ المصري وكمية مقاطع الفيديو المنتشرة ومطالبة الكثير من الناس المرجعية بالتحرك العملي وردة الفعل والدعوة الى اقامة مظاهرات شعبية ومقاطعة وقارنتها مع ما يستشهد من العراقيين فشعرت بالخجل والخزي معا ، فلم نخرج أي مظاهرة بعنوان صريح لإيقاف نزف الدم العراقي ولم نعتصم ولم نقاطع الدول التي تقتلنا بالانتحاريين ومنها مصر ، ولم نحاسب المقصرين بدأ من المسئول الاول في الدولة وانتهاء بتصريحات سياسية تفتك بالعراقيين ، بل ان الشريط الاخباري الذي يشير الى استشهاد العراقيين يمر مرور الكرام كأن العراق لا يحزن على أبنائه ، كم هي مسكينة الام العراقية تصبح ضحية بعد استشهاد ابنها وتبقى مكسورة الخاطر فلا وسام شرف تعطى ولا حقوق معنوية للشهيد من اقامة نصب تذكارية بل حتى زيارتنا الدينية الكبرى لا ندعو للشهداء العراق فقط بالصورة الروتينية من لقلقة وسرد في نهاية ألخطابة.
ما هي الاسباب ؟ فمنهم من يقول ان طائفة معينة لا تغير الحكومة وتستبدلها خوفا على الحكم ، ونحن نقول ان هذه الطائفة يمتلكون الاكثرية في المجلس الوطني ومنهم هو البديل في كل الاحوال خصوصا الشهداء هم اكثرية منهم ، ومنهم من يقول ان طائفة اخرى لا يتفاعلون من نزف الدم العراقي فالاتهامات بالقتل موجه الى تنظيمات ذات غالبية واضحة ضمنهم ونحن نقول هم إسلاميون فأين الحق من ذلك ، والعراق بين فكي كماشة الموت بمساعدة الاهل والأصدقاء مسكين يا عراق ، بربكم هذا منطق عادل أين تشريعات الاسلام من ذلك وأين الانسانية وأين روح البناء والإخوة وحب الوطن، وأخيرا ان الدم لا يعرف المجاملات الدم حقيقة صارخة لا يسدل عليها ستار ويبقى راسخ الأثر في القلب والعقل وعلى الأرض ويكون لصيق الذكر للقاتل والمقتول ودم الشهداء هو اعلى درجات الشرف ، ودم المظلوم هو دوي وصرخة الإنسانية الصادعة والباكية وهو سينتصر .
والدم العراقي يحمل درجة الشرف والمظلمة ، الدم أمانة في أعناقنا فهو يمثل عنوان الحياة والشر .