عندما تسير في شوارع العاصمة او اي محافظة اخرى فانك لن تبذل جهدا كبيرا في تسجيل علامات التعجب للفوارق الموجودة في حجم الخدمات المقدمة لمناطق معينة ولما أل اليه الوضع من تردي وسوء للخدمات في مناطق اخرى متعددة من العاصمة او محافظات الوسط والجنوب خاصة في المناطق الشعبية المكتظة بساكنيها.
في الاتجاه الاخر وربما تجد فيها شيئا من التضخيم الا انها حقيقة مطلقة فان هناك مناطق في العاصمة وفي المحافظات على نقيض كامل لما اشرنا اليه في اعلاه فالخدمات متوفرة والاهتمام متواصل والنظافة والتبليط والتحديث والتشجير يسير وفق طرق متجددة لانها مناطق بيوتها واسعة وساكنيها من المتمكنين والمترفين و”الفايخين” والتجار واصحاب المناصب العليا والحرامية والسراق.
ولو اجرينا مقارنة بسيطة بين ما يقدمه ساكني المناطق الفقيرة للعراق وبين ما يقدمه ساكني المناطق الغنية صاحبة الجلالة لوجدنا ان الطبقة الفقيرة هم المنتجين وهم المضحين وهم الذين ينزفون دما من اجل وحدة ووجود العراق اما ساكني المناطق المترفة فجلهم من السراق وجلهم ومن الذين لا تربطهم بالعراق الا امواله فان شح عليهم اداروا له ظهر المجن ولن تجد منهم رجلا واحدا على استعداد لبذل قطرة دم واحدة من اجل حفظ العراق وشرفه وكرامته.
ان من الظلم ان تساوى الكرادة او زيونة او حي القادسية او العدل او صلاح الدين او الموصل او الانبار مع مناطق الصدر والشعلة وميسان والبصرة والديوانية والناصرية والحلة وكربلاء والنجف وواسط .
ان من يحكم العلاقة بين الحقوق والدولة هو حجم التضحيات وحجم الدماء التي أريقت والتي بذلها ابناء العراق وهذا هو المنطق ودونه خيانة ونذالة وغدر.
لو لم يهب أبناء مدينة الصدر وأبناء الشعلة وأبناء المناطق الشعبية وأبناء محافظات الوسط والجنوب لتلبية نداء المرجعية ورد المعتدي هل كان بإمكان أبناء المحافظات الأخرى وأبناء زيونة والكرادة واليرموك وحي العدل والقادسية والاعظمية ان يردوا داعش ؟!.
ان على الحكومة ان تتخلى عن كل المقاييس السابقة التي كانت تعتمد عليها في توزيع استحقاقات المحافظات وان تعتمد على مقياس الدماء التي سفكت من اجل كرامة العراق والعراقيين فالكثرة والانتماء انتهت منذ دخل داعش الى العراق.
فرق كبير بين من يبذل روحه ودماءه من اجل حماية الارض والعرض وفرق بين من يسهل دخول داعش ويتخلى عن الأرض والعرض مقابل ثلاجته.