10 أبريل، 2024 2:39 م
Search
Close this search box.

الدماء في ذمة الاغبياء

Facebook
Twitter
LinkedIn

لقد اصبح الوضع الامني في العراق مهزلة حقيقية , يتندر العالم علينا ويحزن للفشل الحكومي في حماية الشعب,ولكثرة الضحايا الذين يسقطون كل يوم واحيانا بأعداد يفوق ضحايا الاحداث في سوريا مع الفارق,يتحسر البعض على الوضع الامني ايام البعث المنحل,المشكلة الاجتماعية الكبيرة العصية على الحل في المجتمعات العربية,هي مزاحمة الاغبياء والحمقى واصحاب الامراض النفسية على مراكز او موقع المسؤلية دون امتلاكهم للخبرة او الكفاءة او ابسط المؤهلات العلمية او الثقافية او الابداعية,مايحدث في العراق من تكرار حمام الدم اليومي,تتحمل الحكومة والبرلمان والكتل السياسية والعشائر العراقية والشخصيات الدينية المسؤولية الكاملة عن استمراره,فهم وحدهم القادرون بعد الله سبحانه وتعالى ان ينتخبوا الاصلح والافضل للمناصب الحكومية,عندما كان مستشاروا النخبة لصدام في احتلاله للكويت هم علي كيمياو ي وحسين كامل وبعض رفاق ام المهازل سحقته الامبريالية او مايسمى حينها ماكينة او طاحونة النظام العالمي الجديد
اليوم بدأت ماكينة الارهاب تسحق الشعب بشكل منظم ومتكرر,يتساقط ابناء الوطن دون ذنب ,ليبقى الارهابي القاتل مجهول الهوية,بينما الكل يعرف من اين ياتي وفي اي محافظة او مدينة تم تفخيخ السيارات او حمل حزام الموت الجماعي,وحكومتنا الموقرةتدعوا الى صلاة موحدة خائفة من تبعات التفجير, يبدوا ان الخوف ليس على ارواح الناس بل على مكاسب الديمقراطية وكراسيها,الارهاب برهان الى تلك الدعوات لانه لايرى فيها خطورة عليه
بينما تبتعد ايادي الاحتجاج والادانة عن المسؤول او الضابط او القائد الفاشل,وترتفع الاصوات فقط لادانة الارهاب وفلول البعث,ونحن على هذا الحال منذ عشر سنوات تقريبا,
بينما عقلاء القوم يحملون مسؤولية اراقة هذه الدماء الطاهرة للضابط الفاشل والغبي   في اي رتبة او موقع كان ,لان عملية مواجهة الا رهاب ليست عملية اعجازية اومستحيلة بل هناك دول متطورة ومتقدمة في هذه المجالات ,ونحن قادرون باموالنا ان نستعين بهم,ولو تتبعنا على سبيل المثال حوادث التفجير عند مراكز التطوع وخصوصا تلك التي تكررت التفجيرات فيها كمطار المثنى السابق,او تفجيرات نقاط التفتيش,او تلك التي تصطاد الجنود المجازين الذين يجردون من السلاح ويتركون طعم سهل للارهابيين في المناطق الساخنة لكن الفرق ان الطعم في زمن حكومة علاوي المؤقتة السابقة كان يفوق الثمانية عشر واليوم يقل في كل حادثة عن عشرة ,او عمليات اقتحام السجون,وهكذا,من اجل معرفة المستوى الذي وصلت اليه القدرات الامنية ,وعلى اي قاعدة متينة تستند الحكومة والمواطن  ,بينما التكنولوجيا وعالم الالكترون سهل كل عمليات المراقبة والاتصال والحماية والمراجعة او المتابعة للشؤون الادارية والامنية,علما ان كلامنا فيه تمييز واضح للكفاءات الامنية ولجميع المراتب,وبين الذين يكونون سببا لحدوث خروقات امنية قاتلة,دون وجود اي اليات جديدة تعبر عن دروس مستفادة من تلك الحوادث,
في التجارب الامنية العالمية تحصل عدة امور مهمة يجب الانتبات اليها والاستفادة منها,لنرى تجربة استرالية في تشريع قانون تحديد الخلفية العرقية للمجرمين لتسهيل عملية مراقبةومتابعة وتحديد شخصية المجرم,ادخلت هذا الامر رغم اعتراض المواطنين وانزعاجهم على اعتبار انه قانون تمييز عنصري,لكنه بالفعل اصبح مفيدا عندما تحدد ملامح وخلفيات المجرم,في العراق نقولها وبصراحة ان جل عمليات الاعداد للعمليات الارهابية تتم في المناطق السنية لاسباب مختلفة,هذا ليس اتهاما لابناء شعبنا من العرب السنة,لانهم اكثر الناس تضررا جراء تلك العمليات الاجرامية,
لكن هذا هو الواقع الفكر التكفيري ليس واردا في المذهب الشيعي, بينما هو احد نتاجات المذاهب السنية, وتحديدا المذهب الوهابي السلفي الخارجي,اذن نحن بحاجةالى حملة امنية كبيرة في المناطق الحاضنة للارهاب,كيف تسمح الحكومة او يسمح البرلمان لان تنصب المنصات العلنية في المناطق الغربية مكفرة ومتوعدة ومهددة للسلم الاهلي,, وللشيعة تحديدا,دون ان تتخذ الحكومة او القوات الامنية اية اجراءت قانونية وامنية لملاحقة هؤلاء المجرمين المحرضين على العنف وبشكل علني.
نعود الى مسألة الضابط او الجندي او الشرطي الفاشل,الذي جاء للخدمة طمعا بجاه الوظيفة او راتبها,هو قد يقع ضحية العمليات الارهابيةالمشكلة ليست في الاشخاص الذين يفشلون في مجالات عمل ليست من اختصاصاتهم,لكن المشكلة في الدولة ونظمها الفاشلة التي جعلت المواطنين يتكالبون على تلك الوظائف دون رغباتهم بل من اجل لقمة العيش,اذن هذا الشرطي او الضابط المسكين هو في الاصل عاجز عن حماية نفسه, فكيف اذا طلب منه حماية الناس, الكارثة انني اعرف بعض القادة الامنيين والذين يسمون ضباط الدمج هم ليس لديهم تحصيل الدراسة الابتدائية وبالاحرى لايقرإؤن ولايكتبون ,وهذا لايعني الضباط والاجهزة الامنية السابقةصاحبةخبرة وكفاءة عالية, لان المعطيات والتكتيكات الامنيةوالقدرات الارهابية كلها تغيرت ,ولكن نحن نريد تحديد مكامن الخلل العصية على الحل حتى الان,مع زيادة الضحايا المتساقطون يوميا مع عجز حكومي وامني واضح,نسأل كيف اذا امتد الارهاب التكتيكي كالذي يقاتل في سوريا اليوم الى اراضينا ,هل نحن مستعدون للصمود ,كما صمد نظام الاسد ام سنحتاج المليشيات مسلحة لمساعدة الوضع الامني المتدهور,وخصوصا ان مجريات الاحداث الدائرة في المنطقة لاتبشر بخير,وخصوصا بعد ان تم فتح مقر لحركة طالبان في الدوحة …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب