يغفل الكثيرون عن بعض الممارسات التدريبية التي تبدو بظاهرها ايجابية وميسرة، ولكنها في حقيقة الأمر ضارة ومعيقة لانسيابية التدريب الكفؤ الفعال، وسأستعرضها بشكل متتابع: كثرة الضجيج والثرثرة، تأخر العمل الجماعي التفاعلي، مادة تدريبة “هجينة” ومتداخلة ومتقطعة، غموض الأهداف التدريبية، تعليمات مشوشة، ضعف الطاقة والحماس، ادارة ضعيفة للوقت، تصميم ردىء لقاعة التدريب، ضعف الثقة والالمام بالمادة التدريبية، السعي لارضاء المتدربين على حساب المدربين والاستهتار بدورهم الارشادي الهام والجوهري بالعملية التدريبية.
وحتى يحقق التدريب أهدافة المعلنة ويصبح فعالا ومؤثرا، يفضل القيام بما يلي: اسمح بلحظات من الصمت والهدؤ، باشر بتدريب جماعي تفاعلي سريع للدخول بأجواء المساق التدريبي، قدم مادة تدريبية اصلية ومعتمدة وليست “تجميعا مشتتا”، وضح الأهداف التدريبية: من وماذا ومتى وكيف؟ أهمية الحماس والطاقة، أهمية دقة
الالتزام بالبداية والنهاية وادارة الوقت الفعالة، التزام الطريقة السليمة الفعالة لتصميم قاعة التدريب وتوزيع مواقع المتدربين ومكان المدرب مع توفر الوسائل التدريبية، توفر ثقة المدربين بأنفسهم ومدى المامهم وتعمقهم بالمادة التدريبية، وأخيرا مراعاة تجنب “تدليل” المتدربين اكثر من اللازم، فالمدرب ليس “خادما” وانما مشرفا وقائدا للعملية التدريبية برمتها، كما يجب ضمان عدم “هيمنة” المتدربين!
يفضل أن يرتبط التدريب بالجودة والتخطيط الناجح المدروس، بحيث يشعر الجميع بلا استثناء بأن الوقت والطاقة والجهد والأموال لم تذهب هدرا، وانما استثمرت بشكل ناجح ومفيد وربما فريد، ولضمان ذلك يفضل المباشرة بتطبيق المخرجات التدريبية بحماس وتقليل المعيقات البيروقراطية.