18 ديسمبر، 2024 10:50 م

( الدلتا) وأقبال العراقيين على لقاح كورونا!

( الدلتا) وأقبال العراقيين على لقاح كورونا!

رغم أن وزارة الصحة وكافة المسؤولين في المستشفيات والمراكز الصحية قد بح صوتهم قبل أشهر من حث العراقيين ودعوتهم لأخذ اللقاح للوقاية من جائحة كورونا ألا أن الأستجابة لتلك النداءات والدعوات كانت ضعيفة والأقبال على المستشفيات والمراكز الصحية كان يعد على أصابع اليد! 0 وقد نقلت وسائل الأعلام والفضائيات صورة الزعيم الديني السيد مقتدى الصدر وهو يأخذ اللقاح! في أحد المراكز الصحية ، ليس لحث مريديه وأتباعه لأخذ العلاج فحسب ولكن لحث العراقيين وتشجيعهم على أخذ اللقاح كما فعل الرؤوساء والزعماء والملوك في دول العالم ، ومع ذلك ظل الأقبال ضعيفا من قبل العراقيين لأخذ جرعة اللقاح!!، وهنا لابد من الأشارة بأن السيد مقتدى الصدر هو الزعيم الديني والسياسي الوحيد الذي ظهر أمام الأعلام وهو يأخذ اللقاح حيث لم يفعلها أي زعيم ورئيس حزب غيره في العراق! 0 وظل العراقيين على هذا الأمتناع وعدم الأقبال ، حتى جاءت الموجة الثالثة من سلالة كورونا المحورة والتي يطلق عليها ( الدلتا) الشديدة القاتلة والتي تصيب كل الأعمار بلا أستثناء ، لتضع حدا لتردد العراقيين وأحجامهم على أخذ اللقاح مع أجبار غالبتهم على الألتزام بالأجراءات الوقائية بعد أن وصل أعداد المصابين الى أكثر من عشرة آلاف مصاب باليوم! ، مع زيادة واضحة في أعداد الوفيات بسبب هذه الجائحة 0 حيث شهدت وتشهد المستشفيات والمراكز الصحية في عموم مناطق بغداد أقبالا يوميا شديدا وصل حد الشجار والتدافع من أجل أخذ اللقاح! ، ناهيك عن التسجيل عبر المنصات الألكترونية والتي وصل الموعد فيها لأكثر من شهر!0 مشهد التزاحم على المراكز الصحية بقدر ما فيه من فوضى وأفتقاده الى التنظيم والأنتظار حسب ( الدور/ السرة)! ، لأننا نحن العراقيين تحديدا وغالبية العرب عموما لا نعرف ثقافة الوقوف ( بالدور) والأنتظار! ، ألا أن المشهد بات مفرحا لما يحمل من دلالة الوعي والأدراك من حجم خطر هذه الجائحة الذي بات يطرق أبواب الجميع بلا أستثناء وبلا أستئذان ، كما أن كثرة الأقبال يشير الى أبتعاد العراقيين عن الأيمان بالخرافات ومن حاول الترويج لها!! ، بعيدا أن كان ذلك الأقبال جاء عن قناعة ام عن خوف أم (حشر مع الناس) كما يقول المثل! ، بالنتيجة هناك أستجابة لنداءات وزارة الصحة وهناك أقبال ورغبة من قبل العراقيين لأخذ اللقاح وهذا هو المهم 0 وفي الحقيقة كان للعراقيين أسبابهم بعدم الأقبال على أخذ اللقاح وعدم الألتزام بالأجراءات الصحية وحتى الألتزام بحضر التجوال الذي كانت تفرضه الحكومة على أستحياء!! ، منها هو حالة اليأس التي يعيشها العراقيين ، فغالبية العراقيين صارت لديهم قناعة تامة وكاملة بأنهم يموتون موتا بطيئا بسبب سوء الأوضاع السياسية والأقتصادية والمعيشية والبيئية ، وبسبب أوضاع البلد المزرية وأفتقادهم لأبسط سبل العيش الكريم ، فهناك طبقة سياسية وأحزاب ظالمة تتحكم بحياة ومصير ومعيشة قرابة 40 مليون عراقي! ، مما جعل العراقيين يفقدون الأمل بالحياة أو من أمكانية تحسن أوضاعهم الأنسانية بشكل عام على المدى القريب وحنى البعيد! 0 فالعراقيين شعب مغلوب على أمره لا يعرف ماذا يعمل مع المحتل الأمريكي أو مع غيره! (الأمريكان هم من جلبوا لنا كل المصائب وهم من فتحوا علينا أبواب الجحيم التي ستبقى مفتوحة الى أمد ليس قريب!) 0 كما ان موضوع الموت لم يعد فيه رهبة وخوف لدى العراقيين فهم تعودوا على الموت وأخباره وعلى فقد الأحبة والأعزاء منذ ثمانينات القرن الماضي ولحد الآن بالأستشهاد وبالمرض وبالحوادث أو من القهر والكبت أو بالخطف أو بالأغتيال وغيرها من أسباب ومسببات الموت ، فالعراقيين هم أكثر شعوب العالم تجربة مع الموت، فهم ولحد هذه اللحظة يموتون يوميا بأكثر من سبب وسبب!! 0 كما أن فساد وزارة الصحة الذي بدأ منذ تشكيل اول حكومة برئاسة الدكتور (أياد علاوي) ولحد هذه اللحظة التي وصل فيها الفساد بأن المراجع للمستشفى لا يجد ( خيط) لخياطة جرح تعرض له بشكل طاريء أو حتى لا توجد (كانونة) للمريض!! ، ناهيك عن صور الحرائق والأعتداء على الأطباء وتكسير وتخريب المستشفى من قبل مرافقي المريض ! وغيرها الكثير الكثير من التفاصيل التي يعرفها كل العراقيين مما جعل العراقيين يشككون ولا يثقون بكل ما تتحدث وتصرح به الوزارة!! ، حتى أن موضوع أستيراد اللقاح ونوعيته أثير عليه الكثير من اللغط وصارت عليه شبهة فساد! ، وهذا ما تحدث به الكثير من المتابعين للشان العراقي وكذلك أعضاء من مجلس النواب في البرامج واللقاءات التلفزيزنية وعبر الفضائيات 0 هذه الأسباب وغيرها الكثير هي من جعلت العراقيين يترددون بأخذ اللقاح حيث نقلت العديد من القنوات الفضائية وعبر لقائاتها مع المواطنين قولهم عن اللقاح ونوعيته ( من يكول هذا اللقاح زين ومضبوط يجوز مغشوش!!) 0 من جانب آخر أن وسائل الأعلام الغربية الأمريكية وغيرها تتحمل المسؤولية الأنسانية والأخلاقية الكاملة لأنها هي من زرعت الخوف والتردد لدى عموم الناس في العالم بدأ من ظهور الفايروس والتي يعرف العالم أجمع ويتذكر الكم الهائل من القصص التي حيكت ونسجت وقيلت عنه ولم تتوقف حتى حين الوصول الى اللقاح الخاص بعلاج الفايروس وما رافق ذلك من شكوك وتصريحات تصدر من هذا وذاك ومن هنا وهناك حتى ضاعت على العالم الحقيقة وستظل الحقيقة غائبة عن الفايروس واللقاح!! 0 ( من المفيد ان نذكر هنا بأن 3/5 مليار ونصف من مجموع سكان الكرة الأرضية البالغ 7 مليار هم من أخذوا اللقاح لحد الآن) 0أن قصة كورونا ولقاحها وسلالتها بما رافقها من غموض ولغط وقيل وقال! سوف لن تنتهي عند حد هذه السلالة الثالثة التي يطلق عليها ( الدلتا) ، فمن يدري فلربما ستعقبها سلالات أخرى محورة أكثرخطورة وفتكا!! 0 أخيرا نقول ليحفظ الله العراق وشعبه من تداعيات هذه الجائحة ويرحم موتانا ويشافي مرضانا والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين 0