17 نوفمبر، 2024 11:43 م
Search
Close this search box.

الدكتور وليد صالح الخليفة

الدكتور وليد صالح الخليفة

الدكتور وليد صالح الخليفة باحث وكاتب عراقي يقيم في إسبانيا، أستاذ في جامعة أوتونوما بمدريد وأول أكاديمي عراقي يشغل منصب رئيس قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في كلية الفلسفة والآداب في جامعة مدريد المستقلة، وفي الجامعات الإسبانية عمومًا.

ولد بالعراق سنة 1951. حصل على شهادة البكلوريوس في اللغة والأدب العربيين من كلية التربية بجامعة بغداد سنة 1972. عمل مدرساً في عدد من الثانويات والمعاهد العراقية. غادر العراق سنة 1978 واستقر بالمغرب حيث مارس التعليم في المدارس العليا للمعلمين بأكثر من مدينة. يقيم في إسبانيا منذ سنة 1984، حيث أنجز دراسته العليا ونال شهادة الدكتوراه من جامعة أوتونوما بمدريد سنة 1990. مارس التعليم في العديد من مراكز التعليم والجامعات الإسبانية. يعمل حالياً أستاذاً للدراسات العربية الإسلامية بقسم الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوتونوما بمدريد. رئس هذا القسم ما بين سنة 2002 و 2005. له الكثير من المؤلفات والتراجم، فمن مؤلفاته: ـ عبد الوهاب البياتي من باب الشيخ إلى قرطبة، دار الحداثة، بيروت، 1992. ـ قرن ونصف من المسرح العربي (باللغة الإسبانية)، نشر جامعة أوتونوما بمدريد، 2000. ـ العديد من كتب تعليم اللغة العربية للإسبان. قام بترجمة بعض الأعمال الأدبية من الإسبانية إلى العربية، مثل: ـ اثنتا عشرة قصة نادرة، لغارثيا ماركيز، دار الشروق، عمان، 1992. ـ عن الحب وشياطين أخرى، لغارثيا ماركيز، دار الشروق، عمان، 1994. كذلك ترجم أعمالاً من العربية للإسبانية، منها: ـ مسرحية “رأس المملوك جابر” لسعد الله ونّوس، بريتكستوس، بلنسية، 1992. ـ مسرحية “المهرج” لمحمد الماغوط، بلدية موتريل (غرناطة)، 1993. ـ موشحات الأعمى التطيلي، إقليم نافار، 2001. نشر عشرات المقالات الطويلة في المجلات العربية والأجنبية في مختلف الموضوعات اللغوية والأدبية والفكرية والسياسية والاجتماعية. كما قام بنشر الكثير من المقالات في الصحف العربية والاسبانية. يساهم باستمرار في البرامج التلفزيونية والاذاعية الاسبانية.

حوار مع وليد صالح الخليفة أستاذ في اللغة العربية بالجامعة المستقلة على قناة الجزيرة ضمن برنامج موعد في المهجر
من العراق إلى إسبانيا.. رحلة التعلم والتعليم
 
وليد صالح الخليفة: لهجتي العراقية صارت لهجة شوية مخلطة لأني صار لي سنوات طويلة في الخارج فيصعب علي، دائما العراقيون الآن يتكلمون معي بالدارجة العراقية يقولون هذا شيء مو دارجة عراقية هذا شيء خليط لذلك وهذا شيء صحيح يمكن حتى عملي كمدرس للغة العربية أثر على لهجتي اللهجة أصبحت شوية مخلطة يعني مو نقية.

المعلق: ما يزال بيننا إذاً أناس مثل وليد صالح الخليفة لا يعرف الكره طريقا لقلوبهم أبدا، فما مر به هذا الرجل من نفي ظالم متكرر من وطنه لأنه تحدث جهرا عن الكوارث التي يسببها حكم الرجل الواحد والحزب الواحد في العراق ثم إقصاؤه المتعسف من المغرب وطنه الاختياري الثاني دون إعلامه بالسبب حتى الآن، كان من الممكن أن يدفعه لكره العرب والعروبة لكنه -والابتسامة لا تفارق وجهه الوديع- كرس حياته لربط إسبانيا موطنه الثالث بالعالم العربي عبر اللغة العربية التي يعلمها ويترجم منها وإليها.

وليد صالح الخليفة: ولدت في العراق سنة 1951 في عائلة عديدة الأنفار كبيرة كما هي العوائل العربية سابقا، ولدت في مدينة صغيرة اسمها مندلي وهذه المدينة مع كل أسف محيت تقريبا خلال الحرب العراقية الإيرانية واضطر أهلها إلى مغادرة هذه المدينة والهجرة إلى مدن قريبة مثل مدينة بلدروج، بعقوبة، بغداد، تركت طبعا هناك ذكريات كثيرة من أصدقاء وأقرباء وأهل وأحباء. بدون أدنى شك تلك الفترة كانت هي فترة البراءة وفترة النمو، وبعد ذلك طبعا ذكريات الجامعة التي كانت ذات يوم ذكريات عذبة وجميلة مع الأصدقاء والأساتذة فترة التكوين التي أتذكر منها مثلا أساتذة كبار أصبحت لهم أسماء مهمة ومشهورة وفي الواقع تركوا في نفسي أثرا كبيرا جدا، وعدا هذا طبعا العائلة نفسها من الأم والأب والأخوان والأخوات والعلاقات التي تربط عادة العائلة العربية فكل هذه طبعا تحملها في ذاتك إلى الآن رغم مرور سنوات. أنا تركت العراق سنة 1978 وذهبت إلى المغرب وفي الواقع خروجي من العراق كان لأسباب سياسية، أنا كنت في حزب يعني معارض للسلطة آنذاك في سلطة الحزب الواحد وهو حزب البعث العربي الاشتراكي سابقا فاضطررت إلى الخروج لهذه الأسباب وذهبت إلى المغرب لأن المغرب آنذاك كان يحتاج إلى أساتذة وكان هناك الكثير من الأساتذة العرب من سوريا ولبنان ومصر وغيرها من البلدان العربية يعملون في المغرب، ولذلك أنا وجدت ببساطة عملا هناك وكنت أشتغل في مركز تكوين المعلمين في البداية ثم انتقلت بعد ذلك إلى جامعة فاس حيث كنت أدرّس وأدرس فيها أيضا في نفس الوقت لأني كنت أود أن أكمل دراستي العليا ولكني لم أتمها، بعد ذاك جئت إلى إسبانيا لكي أتم الدراسة العليا. أما بالنسبة لإسبانيا فالمجيء إلى إسبانيا كان صعبا جدا في البداية لأنه من الأمور التي كانت تعتبر كعراقيل وكصعوبات إضافية قضية العمل قضية الجانب المادي الاقتصادي قضية اللغة، أنا لم أكن أعرف أية كلمة إطلاقا من اللغة الإسبانية وبدأت أتعلم اللغة الإسبانية منذ اليوم الأول، في الواقع يعني كانت الظروف معقدة إلى حد كبير لأني ما كان لدي أنا لا منحة ولا مساعدة مادية من أي جهة إطلاقا فاضطررت من البداية للاعتماد على نفسي. فاللي فعلته أنا في الواقع هو بدأت أدرس دروسا خصوصية لغة عربية لطلبة إسبان كانوا يريدون تعلم اللغة العربية وبعد ذلك ربما بعد سنة أو سنة ونصف بفضل الشاعر العزيز والصديق المرحوم عبد الوهاب البياتي جعل لي لقاء مع شخص كان يعمل في وقتها في جريدة الشرق الأوسط، فأصبحت أنا خلال حوالي ثلاث سنوات تقريبا مراسلا للشرق الأوسط وكنت أكتب لهم من مدريد أخبارا خاصة أخبارا ثقافية وكانت هذه بالنسبة لي مساعدة مهمة طبعا في البداية إلى أن استطعت أن أقف على قدمي، وحصلت بعد ذلك على منحة وبعد سنوات من تلك الفترة بدأت أشتغل كأستاذ في مراكز عديدة في إسبانيا.

المعلق: تصف حوليات التاريخ الأكاديمي الإسباني الدكتور وليد صالح بأنه أول عربي عراقي يشغل منصب أستاذ متفرغ للدراسات العربية والإسلامية بالجامعات الإسبانية، وهناك إشارة وجيزة وإن كانت لافتة لمهارته الفائقة في ترجمة النصوص الأدبية بين اللغتين وخصوصا حينما ترجم عملين مهمين لأشهر الكتاب المعاصرين بالإسبانية “غابرييل غارسيا ماركيز” هما “12 قصة نادرة” و”الحب وشياطين أخرى”.

وليد صالح الخليفة: أنا درست أطروحتي الدكتوراه في جامعة أوتونوما في مدريد العاصمة الإسبانية، وهذه الجامعة هي تعتبر ثاني جامعة من حيث الحجم أما من حيث الأهمية ربما هي الجامعة الأولى لأنه فعلا من الناحية العلمية والأكاديمية تكون في المرتبة الأولى بالنسبة للجامعات الإسبانية تقريبا في أكثر الإحصائيات التي تجرى. بالنسبة لموضوع رسالة الدكتوراه كان حول موضوع استخدام التراث في المسرح العربي الحديث، هذا الموضوع أنا كنت بدأته في المغرب عندما كنت ساكنا هناك في جامعة فاس جامعة محمد بن عبد الله مع أساتذة معروفين مثل محمد السرغيني والمنيعي وأساتذة آخرين، ولكن مع الأسف ما استطعت أن استمر في المغرب لظروف صعبة ومعقدة فجئت إلى إسبانيا وقررت أن أستمر في هذا الموضوع لأنه موضوع مهم جدا خاصة أنه في اللغة الإسبانية لا توجد بحوث ولا دراسات ولا كتب منشورة حول موضوع المسرح العربي. أنا أدرّس هنا طبعا ليس فقط اللغة العربية وإنما في الواقع القسم الذي أنا فيه هو قسم دراسات عربية وإسلامية ودراسات شرقية لأنه حتى اللغة التركية واللغة الفارسية أيضا تدرس في هذا القسم، لدينا مجموعة كبيرة من المواد طبعا عدا اللغة والأدب اللتين هما يعتبران العصب الأساسي الرئيسي لهذه الدراسات، لدينا مواد أخرى منها علوم اجتماعية منها التاريخ منها تاريخ اللغة منها موضوعات سياسية وخاصة في قسم الدكتوراه أو الدراسات العليا في هذا القسم لدينا موضوعات متنوعة ومختلفة، فأنا لدي مواد مثلا خاصة باللغة العربية كلغة هناك مواد أخرى خاصة بالأدب الأدب العربي ولكن في نفس الوقت لدينا مواد أخرى، أنا أدرس مثلا الإسلام السياسي كمادة كـ course دكتوراه في الدراسات العليا وأدرس أيضا مادة المسرح العربي في courses الدكتوراه أيضا، فإذاً كما نرى هناك مجموعة كبيرة من المواد التي لا تقتصر فقط على اللغة والأدب وإنما هي موضوعات متنوعة وشاملة تشمل الثقافة العربية والثقافة الإسلامية.

برنابي لوبيز غارسيا/ أستاذ في الدراسات العالمية والشرق الأوسط: الأستاذ وليد صديق قديم لي أعرفه منذ أكثر من 15 عاما، نتعاون في مشروع يتعلق بدراسة العلاقات بين إسبانيا والعالم العربي والإسلامي تدعمه وزارة العلوم والتعليم الإسبانية، يعمل الأستاذ وليد على القضايا المتعلقة بالشرق الأوسط وتطوير السياسة الإسلامية ومشاركته في هذا المشروع تتميز بالمعرفة والخبرة والمنافسة أما في المجال الأكاديمي فهو أستاذ توجيهي وتعليمي، ورأيي هذا نابع من تجربتي معه كزميل عمل، ويمكن أن تكون انطباعا بشأنه من خلال تعليقات الطلاب الذين يجمعون على أنه شخص ذو مهنية واحترافية فائقتين.

وليد صالح الخليفة: أن تكون مترجما محلفا في وزارة الخارجية يعني أن ترجماتك التي تعملها ذات قيمة رسمية بمعنى أنه أي ترجمة أنت تعملها لأي وثيقة تقبل في المحاكم أو في المؤسسات أو الدوائر الحكومية دون الحاجة إلى تصديق آخر، في الواقع أنا خاصة عندما جئت إلى إسبانيا قبل أن أتعين أستاذا في الجامعة كنت أفكر من الناحية المهنية لأن فيها فرص العمل وهذه طبعا هذه المهمة وهذه الوظيفة تبيح لك أن تعمل وتترجم وثائق وطبعا تكسب من ورائها، وعادة الناس الذين يتخصصون بهذا الميدان وفقط يعملون في ميدان الترجمة المحلفة تدر عليهم أرباحا معقولة إلى حد كبير، ولكن أنا فضلت أن أجمع ما بين الجانب الأكاديمي والتعليمي مع هذه المهمة والواقع الآن في السنوات الأخيرة جهدي المنصب على الترجمة المحلفة قليل إلى حد كبير. أنا أعتقد الترجمات التي عملتها الترجمات الأدبية الجانب المسرحي هو مهم جدا فيها وكذلك أيضا الموشحات يعني الشعر “موشحات العمة تطيلي” ترجمناها إلى اللغة الإسبانية، مهمة جدا ولاقت رواجا كبيرا جدا، وكذلك المسرح العربي قمت بترجمة مسرحيتين وخاصة مسرحية سعد الله ونوس “مغامرة رأس المملوك جابر” التي قدمت هنا على المسارح الإسبانية وجاء المخرج العراقي جواد الأسدي لإخراجها مع فرقة إسبانية معروفة ولاقت أيضا نجاحا ورواجا كبيرا.

التعليم والترجمة أبواب مشرعة لفهم الآخر
المعلق: اختلاط الدم العربي بالدم الإسباني ينتج مزيجا متفجرا بالحرارة والولع بالحياة مع لمسة لا تخفى من العاطفة المفرطة، هذا إذاً قدر هذا الفتى الوسيم وليد صالح الخليفة الذي يعرف أنه ثمرة انقلاب درامي متكرر في حياة أبيه قاده إلى إسبانيا ليشق طريقه فيها بقلبه الطيب وعقله النابه الحاد كالشفرة ثم ليلتقي بأمه ذات نهار خريفي منعش لتبدأ قصة حب ما زالت حية وليأتي هو إلى العالم إسبانيا وعربيا معا.

وليد صالح الخليفة: زوجتي هي امرأة إسبانية مولودة في مدينة في شمال إسبانيا في مدينة جليقيا في إقليم جليقيا مدينة لوغو، وتعرفت عليها سنة 1986 في مدريد كانت جاءت في زيارة لأقرباء لها فصدفة التقينا في مكان ما هنا في مدريد وتعرفنا على بعض وثم بعد ذلك أصبحت يعني مخابرات واتصالات عن طريق الهاتف وعن طريق الرسائل إلى آخره واتفقنا بعد ذلك على الزواج، وتزوجنا فعلا سنة 1987 يعني بعد سنة تقريبا من تعارفنا ونحن نعيش منذ تلك السنة يعني إلى الآن بخير وبتفاهم وإلى آخره، ولدينا ولد واحد اسمه نبيل ولد سنة 1995 ولد في مدينة بلانسيا لأنني كنت أعمل هناك أستاذا في مدرسة اللغات ببلانسيا حيث بقيت هناك حوالي ست سنوات أعمل فيها قبل مجيئي إلى هنا إلى مدريد للعمل في الجامعة.

وليد صالح الخليفة: بشكل منطقي إن وضع كل العراقيين صعب جدا، لا يعرفون إن كانت وحدات الجيش الأميركية ستنسحب أم لا، وعند الانسحاب سيكون الشعب العراقي قادرا على تشكيل حكومته واستقلاله لأنه حتى الآن ليس لديه الأمان الكافي للاستقلال السياسي..

وليد صالح الخليفة: كل الناس يجب أن يعرفوا بأنه في العالم العربي وفي العالم الإسلامي هناك غالبية كبرى من الناس المسالمين الطيبين الذين يعيشون حياتهم بشكل هادئ وطبيعي تماما كأي شعب آخر في العالم، وهناك يعني عدد قليل من الناس الذين يؤمنون بالقسوة بالإرهاب إلى آخره ربما يقترفون بعض الأمور أو يتصرفون بطريقة هي غير مناسبة وغير مقبولة من الناحية يعني السياسية والاجتماعية والثقافية أو القانونية، لذلك حتى لا يخلط هذا بذاك وحتى يعرف الناس من هو العربي وما هي الثقافة العربية ما هي الثقافة الإسلامية نحن نحاول أن نعطي فكرة موضوعية عن كل هذا وطبعا هذا يظهر في كتبنا وفي مقالاتنا التي ننشرها في المجلات الجامعية وفي اللقاءات الكثيرة التي تحصل أيضا مع وسائل الإعلام في التلفزيون أو الراديو أو ما نكتبه في الصحف المعروفة هنا في إسبانيا، كل هذا نحاول أن نظهره على حقيقته، ولكن مع كل الأسف طبعا هناك أحيانا تكون قوى ربما هي أكبر بكثير مما نستطيع نحن أن نفعله وربما تغلب الصوت الآخر الذي يخلط الأمور ويجعل الأشياء بشكل غير موضوعي. الأكاديمي أو رجل الجامعة أو أستاذ الجامعة أعتقد له دور قيادي في الفكر له دور قيادي في المعرفة دور قيادي في التأثير على الطلبة لأن طلابنا يأتون في أعمار يعني فتية ويحتاجون إلى من يقودهم يحتاجون إلى من ينضج فكرهم وهذا مهم جدا، إذاً دور الأستاذ في الجامعة أعتقد دور أساسي ودور رئيسي وإذا كان أستاذ الجامعة يعني واعيا ولديه شعور كاف بالظروف المحيطة بالعالم الذي يتحدث عنه هذا بالنهاية يؤثر تأثيرا إيجابيا على الطلبة أو على النتائج الأخيرة.

نيفيس باراديلا ألونزو/ مديرة قسم الدراسات العربية والعالمية: أنا الآن مديرة القسم قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة مدريد أوتونوما، دخلت الجامعة باهتمام بدراسة اللغة الإسبانية أولا ولكن في السنة الأولى من دراستي أنا اخترت اللغة العربية كمادة من مواد الدراسة ويعني أحببت اللغة والثقافة وهذا العمل الجديد المجهول في نفس الوقت وفيما بعد يعني بدأت بدارسة اللغة العربية. تعرفت على وليد لما هو جاء إلى الجامعة لتحضير الأطروحة أنا كنت حينئذ أستاذة هنا وتعرفت عليه يعني قبل سنوات، وفيما بعد حصل على المنصب الدائم كبروفسور توتولار كما نقول بالإسبانية وهكذا منذ يعني سنوات عديدة أيضا. أنا أعتقد أن وليد هو شخص طيب القلب يعني هو صديق حميم هو يساعد دائما الآخرين، أنا عندما عندي شك من شكوكي مع اللغة العربية ومع ناس عربي هو يساعدني دائما هو أستاذ ممتاز ممتاز قريب جدا من الطلاب، هو أستاذ ممتاز في رأيي.

وليد صالح الخليفة: دائما من خلال اللغة نستطيع أن نفتح أبوابا وتفتح لنا أبواب كثيرة أيضا إذا تعلمنا اللغة، وفي اللغة العربية يقال أيضا -وإن كان هذا المثل سلبيا- يقال “من تعلم لغة قوم أمن شرهم” نحن نريد أن نكسب خيرهم أكثر مما نأمن شرهم، نكسب خير هؤلاء الناس الذين نتعلم لغتهم. فإذاً من الغريب جدا مثلا أن يأتي سفراء عرب إلى عاصمة كمدريد إلى إسبانيا يمثلون بلدانهم وأكثرهم لا يتكلمون اللغة الإسبانية وطبعا هذا شيء معيب ومخل حتى مخل بوظيفة يعني السفير ومخل بالوظيفة الدبلوماسية، كيف يخرج دبلوماسي إلى بلد وهو لا يعرف لغة هذا البلد؟ طبعا لا يوجد هناك تواصل مع كل الأسف. فإذاً الرسالة الأساسية أعتقد أن وزارات الخارجية في العالم العربي أظن أنها مضطرة أو قد تكون مسؤولة إلى حد كبير لاختيار أناس يعرفون اللغات التي يتكلمها أبناء البلد، والسفير الذي يرسل أو الدبلوماسي الذي يرسل إلى أي بلد من البلدان أعتقد أن الشرط الأساسي الذي يجب أن يوضع هو أنه يجب عليه أن يتكلم لغة هذا البلد وإلا هو لا يمثل شيئا في الواقع يعني إذا لم يكن يتكلم اللغة معناه التواصل منقطع تماما. بعدما بدأت أدرس أنا أدرس اللغة الإسبانية وأدخل في الميدان التعليمي والميدان الجامعي أدركت وأكتشفت أن هناك قليلا جدا من الكتب التي تعلم اللغة العربية للإسبان والكتب التي كانت موجودة تتبع طرقا تقليدية قديمة جدا يعني لم تكن تعلم اللغة العربية كلغة تواصل كلغة حديثة وإنما كلغة ميتة وكأنها لغة لاتينية، ولذلك أنا وجدت أن هناك ضرورة ومن المهم أن يكون هناك بعض الكتب التي ممكن أن يستفيد منها الطلبة الإسبان بها وسائل للتعلم بها الصوت فيها مثلا التسجيلات فيها إلى آخره، وفعلا قمت بنشر أربعة كتب حتى الآن وكل هذه الكتب الآن مستخدمة في مدارس اللغات وفي الكثير من الجامعات الإسبانية التي فيها قسم للدراسات العربية والإسلامية يدرسونها، وهناك الكثير من الناس أيضا يشترون هذه الكتب لكي يتعلموا على حسابهم بدون أن يكون لديهم ارتباط بجامعة أو بمؤسسة علمية. هناك  أيضا كتب أخرى وخاصة كتاب “المسرح العربي” هذا الكتاب كان في الأصل هو رسالة دكتوراه ثم نشر سنة 2000 نشر هنا من قبل الجامعة جامعة أوتونوما في مدريد ويعتبر الآن مرجعا أساسيا للمسرح العربي الحديث باللغة الإسبانية، ثم هناك كتب أخرى وخاصة كتاب “التطرف في الإسلام” هذا كتاب خاصة في السنوات الأخيرة هناك اهتمام بالغ جدا بهذا الموضوع بعد أحداث 11 سبتمبر والأحداث التي وقعت هنا في مدريد والأحداث التي وقعت في لندن كل هذا جعل الناس يتساءلون لماذا هناك بعض المسلمين الذين يؤمنون بالعنف يؤمنون بالتطرف ويستخدمون القوة لحل نزاعاتهم ولحل خصوماتهم مع الآخرين؟ وفعلا هذا الكتاب لاقى رواجا واهتماما كبيرا جدا من قبل وسائل الإعلام من قبل المتعلمين من قبل المثقفين، وخلال شهور قليلة طبع طبعتين متتاليتين ونشر في أفضل واحدة من أفضل دور النشر الإسبانية اللي هي سيفلو بينتي أونو يعني القرن الحادي والعشرين.

المعلق: حينما يقرأ الطلبة اليافعون الإسبان بمساعدة أستاذهم وليد صالح الشعر العربي من امرؤ القيس مرورا بالمتنبي ووصولا لمحمد الماغوط وحينما يعرفون التراث الصوفي للعرب الكبار كابن العربي والحلاج ويطلعون على الموشحات الأندلسية التي كتبت بالعربية على أرضهم التي كانت تسمى قبل قرون قليلة بالأندلس، وحينما يستمع الرأي العام الإسباني للشرح العلمي الكاشف لأسباب نشوء تيارات العنف على أرض العرب الذين تعرضوا طوال تاريخهم الحديث والمعاصر للغزو والاحتلال ومحاولات طمس الهوية وللطغيان السياسي ونهب الثروات وخسروا رغما عنهم فرصا كثيرة للنهوض والتقدم، حينما يفعل وليد الخليفة هذا كله فإنه يكون أنفع للعرب من عشرات السفراء العرب في مدريد الذين يلتزم أكثرهم الصمت المطبق في المحافل الدبلوماسية لأنهم لا يعرفون حرفا من الإسبانية.

أحدث المقالات