23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

الدكتور هاشم حسن..عميد كلية الاعلام..يعتلي عرش السلطة الرابعة بلا منازع !!

الدكتور هاشم حسن..عميد كلية الاعلام..يعتلي عرش السلطة الرابعة بلا منازع !!

من محاسن القدر ان يكون الدكتور هاشم حسن التميمي على رأس أكبر أكاديمية اعلامية عراقية وهي كلية الإعلام في جامعة بغداد، فهذا الرجل منذ ان كان طالبا معنا في قسم الاعلام بكلية الاداب 1974 – 1978 كان مولعا بالفلسفات والنظريات الفكرية التي نشطت في السبعينات ، وكان جل شباب العراق انذاك من هواة ركوب موجة الثقافة والابداع ، يوم كانت اجيال العراق الشابة انذاك تغرف من بحور العلم والمعرفة ماتتفاخر به بين بني جيلها، بالرغم من كل عهود التخلف والفقر التي كانت سائدة انذاك، الا ان بين جنباتها زادا معرفيا وروحيا يتفوق على كيانها المادي وبنيتها التحتية الكثير ، حتى غرف الكثيرون في ذلك الزمان من بحور المعرفة ما يشفي غليلهم من تلك الافكار والفلسفات الرائعة التي أججت لهيب الشباب العربي عموما وشباب العراق بوجه خاص !!
كان الدكتور هاشم حسن في منتصف السبعينات يصارع الفلسفات كلها قلبها كلها واحدة بعد الاخرى ، ولم تركن سفنه على واحدة منها حتى الان، وهو يعد الرجل المثابر اكبر من كل تلك الفلسفات ، وهو من يمنحها القدرة على الانتشار والبقاء ، وهو مايزال وبعد ان تحمل عبء عمادة كلية الاعلام في جامعة بغداد يغترف من تلك البحور حتى وان بدت ضحلة ما يشفي غليله المتعطش دوما الى الثقافة والابداع بمختلف أشكاله ومضامينه الأصيلة.
كان ينازع أساتذة قسم الاعلام ويناقش افكارهم ويعارض بعضها ويعدها في زمنها دون مستوى طموحه الفكري في المجال الاعلامي، فهو شاب يصارع الزمن ويصارع الفلسفات وينهل من زادها الفكري مايغذي قريحته، لكنه اختط لنفسه طريقا خاصا به ، يكاد لا احد من زملائه بمقدوره ان يتحمل كل مغامرات هذا الرجل، التي اوصلته بعضها في ازمنة سابقة الى مراحل لايتمنى له بنو البشر أن يصل اليها وفي مراحل لاحقة اوصلته الى السلالم العليا للنجاح ولم ييأس او تثنه الصعاب وشقاوة الزمن الأغبر عن الوصول الى حلمه، وها هو يقود سفينة ابداع صاحبة الجلالة الى أوج انطلاقتها!!
لم تقف أمامه علوم او نظريات الا ودخل عالمها وتعرف على مكنوناتها واستفاد مما تحمله من افكار ورؤى تطور زاد الرجل الثقافي والمعرفي، وبقي مشاكسا على طريق الصحافة سنوات طوال وتحمل بسبب بعض تلك المشاكسات الكثير من المتاعب، وهو يؤمن بنظرية ان الصحافة هي ( مهنة المتاعب ) وانه حتى ان وصل الى اعلى مراتب صاحبة الجلالة وصار استاذا  لها وعلما من اعلامها الا  انه يبقى طالبا يغترف من زاد المعرفة ووهجها مايغذي شهوته الجامحة الى معرفة المزيد، توقا الى ركوب عوالم المجد عن استحقاق وجدارة!!
لم تثنه حالته الفقيرة في السبعينات وشظف العيش وهو من مدينة الفقراء ، ومن شعب كله كان معدما في الغالب عن ان يصل الى ما يحلم به كل طامع لركوب سفن الابداع ، وقارع الرجل محن الحياة برجولة وصبر وتأن، حتى وصل الى تلك المرحلة الذهبية التي هو عليها الان، وكل امنياتنا بأن يحفظه الله من عيون الحاسدين ومن يحاولون رمي تلك الشجرة المثمرة ببعض احجارهم هنا او هناك، لكنهم لن ينالوا منها ، لأن جذورها تحدت الزمن الاغبر منذ سنوات طوال ودقت لها ركائز واغصانا واعمدة صلدة ، لتبقى شاهقة تحمل ثمرها الطيب وهي تحكي قصة انسان مثابر أبى الا ان يركب سفن البحر ويغامر في محيطاتها وبحورها حتى اوصلته الاقدار الى ما يود كل أمريء ان يصل اليه من مجد ومكانة!!
ومن حسن حظ الاقدار اننا زاملنا هذا الرجل وبقينا على تواصل لسنوات بالرغم من فترة انقطاعات طويلة ، لظروف خارجة عن ارادتنا، لكن لديه علاقات مع زملائه القدامى وجلهم من ذوي الشهادات العليا، وهم يتفاخرون ان الدكتور هاشم حسن هو الان على رأس هرم سلطة الصحافة، وهو حتى هذه اللحظة لايخشى في الحق لومة لائم!!
له مؤلفات كثيرة وبخاصة في تحرير الاخبار وعلوم الاعلام ، وعمل لفترة في هيئة الاعلام والاتصالات ، وعضو فاعل في الانشطة الصحفية العراقية المختلفة،وحضوره فاعل في الندوات الحوارية التي تناقش اوضاع العراق ومستقبل الصحافة والحرية الصحفية وكيف تتطور وسائل الاعلام وترتقي بعملها نحو الافضل.
أمنياتنا ان يتحقق لكل زملائنا مايصبون اليه من نجاحات وتألق معرفي وقيمي ، وهم الان بالعشرات ممن يحملون الشهادات العليا في الاعلام ، ليصلوا الى تلك الدرجة من الاستحقاق، ويكونوا أعمدة الصحافة ، على شاكلة الدكتور المبدع الاستاذ هاشم حسن ، ويحصدوا نجاحات وتألق معرفي وقيمي ليصلوا الى تلك الدرجة من الاستحقاق، ويكونوا أعمدة الصحافة ، وهم من يضعون لها تصوراتهم ورؤاهم للانتقال بها الى الحالة الأفضل، وها هو احد تلك الرموز الشابة التي كانت معنا في السبعينات على مقاعد دراسة قسم الصحافة والاعلام وقد تبوأ الدرجات العلا، في مراتب السلطة الرابعة وهرمها الشامخ ، بالرغم من انها تعد اليوم السلطة الأولى التي يفترض ان يمنحها العالم أجمع اعترافا بفضلها في إعلان شأن الانسان أينما كان!!
تحياتنا للدكتور هاشم حسن..والى المزيد من التألق والنجاح على صعيد  الكلمة الحرة الصادقة الاصيلة..وله منا ومن كل زملائه القدامى كل محبة وتقدير.