الدكتور نوري التميمي، علم من أعلام الصحافة العراقية وأحد روادها المحترفين ، بقي شعلة من التوهج والنشاط الصحفي لايعرف التوقف عند حدود ، وقد أوصلته رغبته بتسلق ذرى المجد ، الى ان يحصل على الشهادات العليا في الإعلام حتى بلغ مرتبة الدكتوراه ، ونالها عن إستحقاق وجدارة.
الدكتور نوري التميمي ( أبو تميم ) ، وإن عمل في أكثر من دولة عربية مديرا لمكتب وكالة الانبار العراقية منذ الثمانينات ومن ثم قياديا فيها ، الا ان الدكتور نوري الزكم التميمي يبقى إبن تلك العشيرة البارة من بني تميم ، التي حافظ رجالها على قيمهم الأصيلة، وكانت بيوتهم مضايف مشرعة اينما كانوا داخل العراق أو خارجه، يقدمون لك قرابين الوفاء والمحبة ويفرشون لك الدرب زهورا ورياحين وكلمات الترحيب التي يغمرونك بها تشعرك بالفخر والاعتزاز لذلك النسب الطيب المضياف!!
شاءت الاقدار ان ازور تونس في بداية الثمانينات وكان الزميل نوري الزكم في وقتها مديرا لمكتب وكالة الانبار العراقية هناك ، وما ان حللنا بأرض تونس الخضراء حتى وجدنا انفسنا في منزله ، بعد ان أعدت لنا ( أم تميم ) صواني التشريب العراقي وهو يزدان باللحم اللذيذ، اعادت بنا اجواء العراق ومضايف العرب الأصيلة ، شعرنا اننا ليس في بلد عربي يبعد عنا، لأن هناك من أصلاء العرب من اهل العراق لايتخلى عن قيمه وأعرافه حتى في ديار الغربة!!
وما ان عاد من تونس بعد سنوات حتى وجد الزميل نوري التميمي نفسه منتصف الثمانينات أو قبل نهايتها في بيتي ، وشعرت حينها بفخر كبير لأن هذا الرجل زارني بمنزلي برفقة عدد من الزملاء ، وكانت فرحتي غامرة بحضور هؤلاء الزملاء الذين كانوا يؤدون الواجب لأي مناسبة تمر بصديق ، حتى تجدهم حاضرين جميعا يغمرهم الفرح والتفاؤل والأمل بأن عادات العراقيين الخيرة قد حافظت على عهدها، ولم تخف ملامحها رياح الزمن مهما تكالبت عليه المحن ومرت عليه الشدائد.
وها هو الدكتور نوري التميمي يدرس مواد الإعلام وفنون التحرير الصحفي في احدى الجامعات العراقية ليلقي محاضراته وخبراته الطويلة ومهنيته العالية ليضعها في خدمة اجيالنا الشابة من طلبة كليات الاعلام ، لتكون المادة النظرية في الاعلام قد وجدت من يصقلها بتجاربها العملية في هذا الميدان، وهو رجل مهني ومجرب أكثر من كونه أستاذا ، وهو يرى ان الشهادات العالية للإعلاميين ربما لاتضيف لهم شيئا ، الا بقدر تمكنهم من ان يكون بمقدورهم ممارسة مهنة تدريس علوم الإعلام في اطارها النظري، فما يمتلكه الرجل من خبرات وتجارب في ميدان العمل الاعلامي تكفيه شرفا لأن يحتل صدارة رجالات الاعلام ممن يذكرهم الكثيرون بالخبرة والكفاءة والمقدرة العالية على صقل تجارب الآخرين ممن يريدون سبر أغوار الإعلام في كليات الصحافة واقسام الاذاعة والتلفزيون والرأي العام والعلاقات العامة والاتصال الاعلامي بمختلف أشكاله.
تحية منا ومن كل الزملاء القدامى للدكتور نوري التميمي ، المغرم بالورود والحدائق، حيث يزدان بيته العامر ببعض مما يهوى رؤيته كل يوم، حتى وان كانت متواضعة، لكنها أرضت غروره، كما يعرضها لنا من خلال الفيسبوك ، بأن وجد مكانا ترتسم فيه معالم الخضرة والزهور الجميلة ، وكيف لا وهو الذي يعشق جمال الطبيعة وسحرها الخلاب، ومهنيته وموهبته ، تحتاج الى ملاذ آمن من الراحة وواحة صغيرة غناء يحقق فيها بعض أحلامه ، في ان يحيا الحياة التي تليق به ، بما يستحق..وامنياتنا له بالتوفيق الدائم والخضرة الزاهية ، وان يبقى مضيفه عامرا ، لكل طامح الى رؤية ابناء تلك العشيرة المعطاء وحفاظها على شرف العروبة وانتمائها الوطني الأصيل، وكيف لا وهي ذات التاريخ الضارب في أعماق حضارات العراق على مدى التاريخ.
© 2016 Microsoft الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية