18 أكتوبر، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

الدكتور نبيل جاسم يطلق حملة القضاء على ظاهرة رحومي في مؤسسات الدولة العراقية

الدكتور نبيل جاسم يطلق حملة القضاء على ظاهرة رحومي في مؤسسات الدولة العراقية

شاءت الصدفة أن أكون متابعا للبرامج الحوارية التي أدارها الإعلامي المبدع الدكتور نبيل جاسم , ابتداءا من برنامجه الأول ولكم القرار وبعد ذلك بين قوسين وأخيرا برنامجه الرائع أكثر من حوار , وشاء القدر أن أكون صديقا للدكتور نبيل جاسم لأتبادل معه هموم الوطن ومعاناة الناس وآلامهم , وكلّما اشتدّ الوجع علينا , أراه يئن لهذا الوجع قبل أن أنطق به , لم ينتابني الشّك لحظة واحدة في حبه وإخلاصه لوطنه وشعبة والمحنة التي يمرّ بها الوطن , صادق في لهجته لدرجة جعلته يدخل أفئدة الناس ويستحوذ على احترامهم , وربّما هذه من أهم صفات الدكتور نبيل جاسم إضافة إلى الكاريزما التي يتمتع بها , فهو إعلامي من الطراز الأول ويعي جيدا دوره الإعلامي وما يجب أن يقوم به الإعلام المهني والنزيه , نجح نجاحا باهرا في مسك العصى من المنتصف ومن دون أن يكون منحازا لهذا الطرف السياسي أو ذاك الطرف .
الإعلامي المبدع الدكتور نبيل جاسم يطلق حملة وطنية شعواء على ظاهرة رحومي التي استفحلت في مؤسسات الدولة العراقية واصبحت كالسرطان الذي ينخر في جسد هذه المؤسسات , وبالرغم من امتداد ظاهرة رحومي إلى ايام النظام الديكتاتوري السابق , إلا أنّ هذه الظاهرة قد نمت وترعرعت في زمن أحزاب الإسلام السياسي بشكل لم تعهده الدولة العراقية من قبل وحتى في زمن الديكاتور المقبور صدّام , والحقيقة أنّ ظاهرة رحومي في مؤسسات الدولة العراقية قد كشفت عورة أحزاب الإسلام السياسي وفضحت زيف ادعاءاتها التي لطالما خدعت بها الفقراء والمحرومين , ختى أصبحت ظاهرة رحومي هي الوجه الحقيقي لأحزاب الإسلام السياسي الفاسدة , وإذا كان الدكتور نبيل جاسم قد ركزّ في حملته على السلك الدبلوماسي وممثليات العراق في الخارج , فإنّ هذه الظاهرة البعيدة كل البعد عن الدين والقيم والأخلاق , موجودة في جميع مؤسسات الدولة العراقية ابتداءا من مؤسسة الرئاسة والبرلمان وانتهاءا بوزارات الدولة العراقية ومؤسساتها , وإذا كانت هذه الظاهرة قد استفحلت في مؤسسات الدولة الرسمية , فهي للاسف الشديد قد انتقلت حتى للمؤسسات الدينية التي من المفترض أن لا تتلوّث بها , فظاهرة رحومي موجودة بأبشع صورها في سلوك أبناء مراجع الدين وحاشيتهم , حتى اصبح يخيّل للمرء إنّ ظاهرة رحومي هي فرع من فروع الدين .
إن دعم حملة الدكتور نبيل جاسم ومؤازرتها للقضاء على ظاهرة رحومي , يجب أن لا تقف عند الحلول الترقيعية التي يراد منها ذر الرماد في العيون , بل يجب أن تتعدّى ذلك لتكون ثورة المجتمع العراقي على الفساد بكل اشكاله , وثورة على الذات والقيم الفاسدة , وهذه مسؤولية كل مؤسسات المجتمع السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية , فقد آن أوان الوقوف بوجه الفساد والفاسدين , وآن أوان اقتلاع رحومي ومن جاء برحومي من اجل بناء غد افضل لشعبنا وأجيالنا القادمة .

أحدث المقالات