عرفت الدكتور لؤي بحري كأنسان عصامي وصديق ومثقف وأستاذ أكاديمي جامعي وباحث علمي وإعلامي عبر أكثر من 30 عاماً.الدكتور لؤي كأنسان كان يتمتع بكل خصائص وفضائل الإنسان بما يحمله من إنسانية فهو الإنسان المنفتح والمتفتح بما يحمله من إدراك عالي وإحساس مرهف في طريقة إتخاذه للقرار ويتفاعل مع الوسط المحيط به والعالم الذي حوله بكل ما تحمله من معنى. إنه صاحب ضمير يقظ بما يملكه من إحساس عالي بالمسؤولية والواجب تجاه من حوله من أصدقاء وعائلة وعمل وبيئة. وهو الإنسان الملتزم بكل ما يتمتع به من خصائص التنظيم والإنضباط العالي،ويمكن الإعتماد عليه في كل شئ مع الثقة الكبيرة به دون خوف،إضافة الى مقدرته على الإنجاز. وهو الإنسان المحبوب إجتماعياً،فهو يتمتع بحضور وقبول عالي من قبل كل الأشخاص المحيطين به،وهو محل ثقتهم الدائمة بما يقدمه من المساعدة للآخرين بكل لطف لذا يفضل الوسط المحيط به من أصدقاء ومعارف التواجد معه والتقرب منه لما لديه من قدرة على التأثير عليهم ليُغني ويُثري عليهم إنتباهم وأسماعهم. هو الإنسان الحنون المحب المحبوب بما يملكه من كرم في العواطف والمشاعر التي يمنحها للآخرين بكل ثقة وتقدير وإرتياح بعلاقات إجتماعية وجماعية نشطة، متخطياًالتجارب الصعبة التي مرت بحياته عبر الزمن بكل سهولة وأمان وطيبة، بما يملكه من خير في قلبه ويسعى لنشره لمن حوله، وبما يملك من إيثار بعيداً عن الأنانية والمصلحة الشخصية بكل ود ولطف ورحمة وإحسان لفعل الخير والتطوع بما لديه من نظرة إيجابية في جميع الأمور بعقل وتفكير بناء ورؤية جانب الخير من الحياة متجاهلاًالجانب الآخر منها من شر وسلبية. يحب تقديم المساعدة والدعم والتشجيع لمن حوله لأنه يثق بأن أي عمل إيجابي مهما كان صغيراًقادر على عمل تغيير إيجابي ومشرق. هو الإنسان المنطقي الذي يرى الأمور على حقيقتها بما يملك من أفكار ومبادئ ثابتة معتمداًعلى الحقائق لا العواطف السلبية والتعصب بكل أنواعه الإجتماعية والتاريخية والدينية بكل هدوء وحيادية وموضوعية ومهارة تواصل قيادية مُعززة بثقة في النفس دون غرور وتعالي على الآخرين. وهو الإنسان العصامي الذي بنى نفسه بنفسه من دون أن يعتمد على النسب والقبيلة والطائفة أو التسلق باستخدام السياسة والأحزاب،بل كان عصامي بإمتياز في اعتماده على ذكائه وقدراته الذاتية فقط في نجاحه وتقدمه في الحياة الإجتماعية أو العلمية من خلال الشهادات العلمية والأكاديمية والتألق والنجاح في العمل والإعلام.
وهو الإنسان المثقف الصادق بدون غرور وتباهي وتبجح بل بتواضع مع إيمان بالثقة بالنفس وبدون ثرثرة أو فرض نفسه وأفكاره على الآخرين بل هو يحترم من حوله ويحترمه المحيطين به وبتقبل وتسامح .. ومهما كان هنالك بعض الإختلاف في الأفكار وبكل صدق يرفض الكذب والمراوغة وبثقة عالية في النفس بما يملكه من علم وذكاء ويدرك ما لا يعرفه ويسعى ليتعلمه من دون كذب ومراوغة وإدعاء.. وبكل تواضع بعيداً عن الغرور وبثقة عالية بالنفس وموهبة وكرامة وإحساس جمالي وبتعاطف عميق مع الوسط المحيط به من الطبيعة بما فيها من إنسان وحيوان ونبات وبكل إحساس وعاطفة ضد الظلم والألم ومعاناة الآخر .. وبالرغم من الظروف الصعبة والقاهرة التي مرت عليه أثناء طفولته التي يجب أن يحظى بها في إطار الأسرة والعائلة ونظرآ لظروف خارجة عن إرادته من طموح والده بالسفر وعمله خارج البلاد والعائلة .. وأعقبها سفر والدته كذلك لغرض تكملة دراستها العليا للدراسة خارج البلد.. ومن ثم عملها كأعلامية في الغربة الأ أن الله لم يحرمه من حنان جدته وخالاته الفاضلات اللآتي لم يقصّرن في تعويض ذلك الحرمان العائلي وخصوصاً من هروب أعمامه في تحمل المسؤولية الأسرية خوفاً من تبعات عمل والده الإعلامي والسياسي في المانيا قبل وخلال الحرب العالمية الثانيةوما خلّفه ذلك من خصوم في السياسة والمجتمع ومنها الحكم على والده بعقوبة الإعدام لموقفه القوي والساخر من الحلفاء والإنجليز..إن تلك الظروف القاهرة التي لو مرت على كثيرين لكانت سبباًكافياً لعدم النجاح والتألق في الحياة التي حصل عليها الدكتور لؤي ولكن ذلك لم يكن عائقاً أمام الدكتور لؤي وأخوته الدكتورة منى والدكتور سعدي من النجاح والتألق لأنهم كانوا معدناً أصيلاً لم يتشوه بل صُقل وأخرج أفضل سبيكة وجوهرة للتألق والنجاح .. فحوّل المعاناة الى بودقة للصهرأنتجت هذا التألق والنجاح وتحدي المصاعب والصعاب بنجاحات متكررة بكل إندفاع وعصامية بالإعتماد على النفس وبقوة الإرادة الذاتية والثقة بالنفس مشفوعة بالنزاهة والعاطفة الصادقة المتفائلة لنسج شبكة من العلاقات والتواصل المرن الإيجابي وبالتحكم بالزمن فأثمر عن عطاء ناجح في تحديد الهدف ببوصلة صحيحة وسليمة نحو الهدف الصحيح وبرؤية ثاقبة مما ولّد لديه الخبرة والتمييز والتركيز السليم وبمهارة تواصل قوية وشجاعة ليكون صاحب فعل وليس قول فقط. نعم عندما نرى تاريخ دكتور لؤي الرجل فهو وُلِد عام 1934، وهو نفس عام زواج والده من والدته السيدة مديحة إسماعيل حقي، وهي من أسرة موصلية عراقية. لم يكد يبلغ الخامسة من عمره عندما بدأ والده في رحلاته خارج البلاد والإبتعاد عن الأسرة والعائلة لعشقه وشغفه بعالم السفر والترحال والعمل والإعلام عبر بلدان العالم،وهذا ما جعله يأخذ شهرة السندباد البحري يونس بحري، حيث كانيوقّع تقاريره الصحفية والإعلامية عن البلاد التي يزورها ويرسلها الى الصحف والمجلات العراقية والعربية مثل مجلة المصور المصرية وغيرها. وبعدها شاءت الصدف أن تسافر والدته لتكملة دراستها العليا في فرنسا عام 1949 وتبعها عملها أيضاً في الإعلام في الإذاعة الفرنسية، القسم العربي حتى وصلت إلى منصب نائب مديرالإذاعة وبقيت فيها حتى وفاتها عام 1964. وكان لها دور فاعل في لم شمل الأسرة لاحقاً لأبنائها الدكتور لؤي وأخيه الدكتور سعدي، حيث مهدت لإكمال الدكتور لؤي لدراسته العليا في فرنسا. وهذا بعض ما ذكرناه من ظروف قاهرة مرت عليه وأخوته بدون وجود الأب والأم في مرحلة الطفولة ولكن الله لم يبخل عنهم وعوضهم بحنان الجدة والخالات الفاضلات اللآتي كان لهن الدور الكبير في رسم مسيرة هذه العائلة وأبنائها. مرت العائلة بالإختبار الأول عندما أختار والده مغادرة البلد الى حياة الهجرة والغربة ولم يكن عمر الدكتور لؤي آنذاك يتجاوز الخمس سنوات، فيما كانت أخته تبلغ سنتان أما أخيه الصغير الدكتور سعدي فلم يكن قد وُلِد بعد.ومن هنا بدأت حياة الكفاح للدكتور لؤي بدراسته الإبتدائية والمتوسطة والثانوية، ثم التحق بكلية الحقوق جامعة بغداد عام1953/1954 وتخرج منها عام 1957. ثم أكمل دراسة الماجستيروالدكتوراة في فرنسا من جامعة مونتبلية عام 1962 في العلوم السياسية كما ذكرنا سابقاً.
أما بداية رحلة العمل والعطاء والنجاح الأكاديمي والفكري فبدأ بعد التخرج، حيث نرى أنه قام بتدريس العلوم السياسية في جامعة بغداد للفترة من عام (1962 – 1979) وبعدها غادر العراق للتدريس في عدد من الجامعات العربية والعالمية منها جامعة الملك عبدالعزيز في السعودية وبعدها درّس في جامعة الجزائر وكذلك في جامعة أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية. كما عمل الدكتور لؤي أستاذاً متخصصاً في دراسات الشرق الأوسط والخليج العربي،وكذلك عمل كخبير مُشارك في معهد الشرق الأوسط في العاصمة الأمريكية واشنطن وكذلك مستشاراً للحكومة الأمريكية في الشؤون العراقية. وكتب العديد من البحوث والدراسات والمقالات حول العراق والخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وهو أحد الكُتّاب المساهمين في دائرة المعارف البريطانية لما يزيد عن 20 عاماً من خلال كتاباته للمقالات حول الخليج العربي ومنها البحرين والكويت وقطر والإمارات واليمن والعراق وغيرها. وشارك الدكتور لؤي في العديد من المقابلات الصحفية التي أجرتها معه كبرى الصحف العالمية مثل نيويورك تايمز وصحيفة وول ستريت وصحيفة أزفسيتيا. ونُشرت له حوارات على شبكات التلفزيون الرئيسية مثل سي أن أن والبي بي سي وقناة الجزيرة ومحطات التليفزيون العراقية وغيرها، مثل موقع كتابات. وتضمنت كتاباته مواضيع شتى منها حثّهِ الدول العربية على الارتباط مع بعضها البعض وكذلك بدول العالم من خلال شبكة من السكك الحديدية المتطورة لإحياء مشروع طريق الحرير. وكذلك دعى الى تدريس العلوم السياسية في المدارس الإعدادية والثانوية في العراق وله بحوث ودراسات عديدة وأشرف على العديد من إطروحات طلبة الدراسات العليا ومن ضمن الكتب التي نُشرت له عام 1967 كتاب بعنوان سكة حديد برلين بغداد (1890 -1914م) وكذلك نُشر له كتاب بعنوان الأطماع الأجنبية في جزيرة أبو موسى العربية. أما عن عدم تخليه عن جذوره وحبه لوطنه العراق
يتمثل بمقولته “أنا من العراق واليه يبقى عقلي وفكري مشغولين بهمومه..” فهو يصف الوضع في العراق بعد التغييرعام 2003 وتقييمه لذلك التغيير بأن الذي حصل في العراق من إنقلاب على النمط السياسي والحياة العامة التي كانت سائدة قبل 2003 ومرور العراق أو أي دولة أخرى بمرحلة عدم الاستقرارهو أمر طبيعي. ولكن من الضروري على القيادة والفئة الحاكمة الجديدة أن تعمل على وضع مشروع أو خارطة طريق للوصول الى الأهداف التي تعمل على تحقيقها ولكني أرى لحد الآن لم تتمكن الحكومة من رسم ملامح العراق الجديد، حيث لا توجد هناك خريطةللمنزل السياسي العراقي الجديد ليتسنى لنا معرفة موقع كل غرفة في هذا المخطط وأبعادها وما يتطلبه من مواد للبناء، وهذا التخطيط الجديد في رأيي يجب أن يبدأ بوضع الأسس الرصينة للتعليم من أجل ضمان المستقبل وهذا يتم من خلال وضع مناهج تدريسية واضحة الأبعاد. وقد أطلعتُ على المناهج المدرسية في العلوم الإنسانية للدراسة المتوسطة والثانوية فوجدتها سطحية بدون محتوى وهي عبارة عن كتيبات من صفحات معدودة وليست كتب ومناهج تبيّن الأهداف العليا التي تعمل الحكومة على إيصالها الى أذهان الطلاب بحيث يكون لديهم تفسير عقلاني في علم الإجتماع والتاريخ والجغرافيا والإقتصاد، بالإضافة الى فهم الحقوق الواجبات المدنية التي تقع على عاتق الشباب العراقي الذي سيساهم في بناء العراق الجديد. إن الإهتمام الشديد بالدروس الإنسانية والعمل على تحضير روح المبادرة والمعرفة لدى الطلاب ومحاولة العمل على إبعادهم عن أسلوب الحفظ واعتماد أسلوب الفهم والتحليل الذي يعتبرمن الأمورالتي يجب الإهتمام بها كما هو معمول به في عدد من الدول العربية. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن التغيير يتطلب وضع دستور جديد وهذا يعني إعادة النظر بكل محتوياته وهذا ليس مستحيلاً. حيث هنالك الكثير من رجال القانون الأكفاء والعلماء والمفكرين الذين يستطيعون وضع دستور واضح المعالم لعراق فيدرالي وإقامة توازن حقيقي بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مع إيجاد ضوابط بهذا التوازن. على سبيل المثال، فإن قانون الإنتخابات يجب أن يكون منظماً بشكل واضح لإلغاء نظام القوائم والدعوة للترشيح الفردي. هنالك مشكلة كبيرة أخرى يواجهها العراق وهي إستشراء ظاهرة الفساد المالي والإداري والمحسوبية في التعيينات والوظائف، حيثتضع كل البيانات التي تصدرها المنظمات الدولية المعنية بالشؤؤن الإقتصادية والشفافية والفساد الإداري والمالي العراق في أخر قائمة سلسلة الدول التي يستشري فيها الفساد. إن سن القوانين لا يكفي وحده لمكافحة الفساد، بل يجب أن تكون هنالك إرادة قوية من قبل المسؤولين لإستصال هذه الآفة المستشرية، وأن الحل يُكمن كما أسلفت بتغيير الدستور بشكل جذري وإصدار قوانين جديدةللإنتخابات والأحزاب وأخرى لضمان حقوق الدولة العراقية وعدم ترك العراق لأن يكون دولة فاشلة تصبح نهباً للشركات النفطية كما هو الحال في دولة نيجيريا.
الدولة عبارة عن مؤسسات والحُكّام بمثابة مدراء يُديرون هذه المؤسسات، وأن مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ينطبق على الوضع في العراق تماماً، حيث يجب إختيار الأفراد بشكل دقيق وأن يكون لهؤلاء خبرة وكفاءة وتفاني في العمل والإبتعاد عن الطائفية والمحسوبية الضيقة والإنتمآت القبلية. نلاحظ على سبيل المثال، بإن الرئيس الجديد يجب أن يُصدر قراراً يمنع الوزراء أو الأشخاص الذين لديهم سلطة التعيين من تعيين الأقارب في وزاراتهم، كما وأن هنالك مسألة أخرى ألا وهي، حسب رأيي،وجوب تحوّل الإقتصاد العراقي الى إقتصاد السوق وضرورة الإبتعاد عن جعل الدولة الموظف الأول في البلاد، وهذا يترتب عليه تشجيع الإستثمار وفسح المجال لرؤوس الأموال الصغيرة عن طريق الحوافز المادية والإعفاءات الضريبية ودعم المدارس المهنية الموجودة وتطوير عملها كثانويات الصناعة والتجارة من أجل إعداد وتأهيل كادر وسطي يكون له دور فعّال في المجال الصناعي والتجاري،وكذلك تنظيم دورات قصيرة الأمد من 6-9 أشهر من أجل تأهيل أرباب الحِرف لرفد السوق بهم. هنالك دولة يمكن الإقتداء بها في هذا المجال وهي المانيا الإتحادية التي ركزت على هذا الجانب بشكل كبير حيث فتحت عدد كبير من المدارس المهنية المتخصصة
والتي لعبت دوراً كبيراً برفد سوق العمل بالكادر الأوسط المؤهل. وإذا عدنا إلى ما تكلمنا عنه آنفاً، هل هنالك فرق من ناحية السلوك والأداء العلمي بين طلاب الأمس واليوم؟ فأني سمعت هنالك فضائح كبيرة بشأن إنجاح الطلاب بدون إستحقاق أو بالواسطة أو تسريب الأسئلة أو الاعتداء على الأساتذة والطلاب من أجل تخويف وترهيب الأساتذة وزج الأحزاب السياسية في الكليات والمعاهد العلمية. هذه ظواهر سلبية يجب التخلص منها. عندما كنا طلاب في كلية الحقوق في جامعة بغداد عام 1957، كان للأساتذة هيبة وإحترام ومكانة وأهمية كبيرة .. وقلما كان أحد يجرؤ على الوقوف في وجه أستاذ والتطاول عليه أو مجرد مناقشة موضوع الدرجات التي حصل عليها وعدم التأخر في الدخول إلى القاعات الدراسية، وبالمقابل كان هنالك أساتذة أكفاء جديرون بالإحترام من خريجي الجامعات المصرية والفرنسية والبريطانية وغيرها.
وفي إحدى مقالاتي، أقترحت تدريس مبادئ مادة العلوم السياسية في جميع المدارس الثانوية في البلاد العربية وذلك لكي يدرس الطلاب مبادئ تطور الفكر السياسي العالمي والعربي، علاوة على دراسة معنى الأحزاب وكيفية عملها، ومفهوم الدولة وأركانها وأنواع الدول والإتحادات التي تقوم بين الدول. حيث أن تدريس العلوم السياسية في المدارس الثانوية يعطي الفرصة للشباب والمطالبين بالإصلاح في البلدان العربية أن يتبنوا في خطابهم ومطالبهم مواقف فكرية وسياسية تدل على علم ومعرفة بالأمور التي يمكن تحقيقها في إصلاح الأنظمة السياسية في الدول التي يعيشون فيها وأفضل السبل للوصول اليها. ونصيحتي الى السياسيين الجدد في العراق بدراسة كل موضوع دراسة معمقة وعدم إتخاذ القرارات الإنفعالية المستعجلة والإستعانة بالمتخصصين والمستشارين وإتخاذ القرارات بشكل أفقي وليس فقط بشكل عمودي، وجعل مصلحة الوطن فوق كل إعتبار.
وهنا نرى أن ما يقدمه الدكتور لؤي من محصلة وخلاصة مهمة جدأ في الجانب العلمي والأكاديمي وكباحث متخصص بعمق عبر عشرات السنين من الخبرة في العمل وهو يدلو بنصائحه بآراء علمية وسياسية قيمة فيها العلاج للعديد من المشاكل السياسية والإجتماعية ولرسم مستقبل أفضل للدولة وللأجيال المستقبيلة التي تتولى حمل رآية الوطن وفق العلم والمعرفة متجاوزة العواطف السلبية والتطرف والتعصب. وأخيراً وليس آخراً، عندما نرى هذه الصفحات المشرقة من تاريخ الدكتور لؤي بحري الإنسان العصامي والصديق الوفي والمثقف المتفتح والأستاذ الأكاديمي الجامعي والباحث العلمي والإعلامي، أُحب أن أُسجل له بكل فخر وإعتزاز وكصديق بأنه يملك إضافة لكل المواهب والكفاءات موهبة وهبها الله له وهي قوة الذاكرة الهائلة وكأنه يملك بنك للمعلومات في الحاسوب، فهو يتذكر أدق التفاصيل منذ 90 عاماً وفي كافة المجالات والتفاصيل مهما كانت صغيرة ودقيقة في الحياة، وهي نعمة من الله وهبه أياها ويتمناها الجميع وربما هي الشئ الوحيد الذي ورثه من والده. أتمنى له كل المحبة والتقدير وخالص الأماني له بالصحة والعافية وإستمرار التألق والنجاح والعطاء ليستفاد من خبرته الجميع ..الوطن والسياسيين والأجيال الشابة القادمة والأصدقاء وكل الوسط المحيط به.