22 أكتوبر، 2024 4:17 م
Search
Close this search box.

الدكتور كريم العاني…. كتاب جديد حول الحدود العراقية الكويتية

الدكتور كريم العاني…. كتاب جديد حول الحدود العراقية الكويتية

كنت في القاهرة  عندما وصلني  ايميل من الدكتور الفاضل العاني يبشرنا بصدور كتابه الجديد ( الحدود العراقية الكويتية) وهو دراسة تاريخية وثائقية  له اهمية خاصة  , بحثت عنه  في  مكتبات القاهرة  لكني  لم اجده مع الاسف  , القاهرة بعد  ربيعها  الذي  تحول الى خريف اسلامي  غارقة  بالخوف من المجهول , والفوضى فيها واضحة للعيان  , القاهرة  يحرسها الله  دوما .
وصلني  الكتاب الى عنواني   في امريكا  شاكرا  للعاني  فضله علينا , فالكتاب  ذو اهمية خاصة جدا في  هذه الظروف  التي  يمر بها العراق  وتمادي ” السعولة الكويتية ” التي  تريد الوصول الى البصرة  فرهودا ونصبا  واحتيالا ,  اهمية الكتاب  تكمن  ايضا بسيرة الكاتب  الذاتية  الدكتور العاني  ( عمل في وزارة الخارجية العراقية لاكثر من 30 سنه وتدرج من ملحق الى وزير مفوض ) ص 9 .
العاني  ( عمل في  جامعة الدول العربية  لاكثر  من عشر سنوات  في الفترة  من 1995 -2005 اخرها وزير مفوض مدير مركز المعلومات والمكتبة في  الامانة العامة للجامعة) ص9 .
هذه السيرة الذاتية  للكاتب  ومانشرة  من وثائق حول الحدود  وهي وثائق  تنشر لاول  مرة  او كما يقول الكاتب  ” او نشرت على نطاق محدود  ” ص 14 , يقصد منها الدكتور العاني  ان يطلع القارئ الكريم على ملابسات قضية الحدود  العراقية الكويتية  ,  كلها وثائق  من وزارة الخارجية العراقية   نظمها  وقدم لها في  كتاب سلسل خالي  من التعقيدات  وااللف  والدوران , بل  ان العاني  يقول  في التقديم للكتاب  ان  تردد كثيرا في  الكتابة في هذا الموضوع  و السبب هي  اخلاقية علمية عراقية  لان العاني  طرفا في  هذه القضية وخاف  ان يبتعد عن الموضوعية  العلمية او يتهم بانه انحاز الى الطرف العراقي .
انه التاريخ والجغرافيا  ولا تستطيع جيوش  او كتائب الكتاب  الذين تم تشكيلهم  بأموال  كويتية  ان يحرفوا هذا التاريخ والجغرافيا  ,  نعم  انه واضح للعيان للباحث والكاتب والمتخصص بهذا الموضوع النجاحات التي  حققها الكويتيون  في  نشر الكثير من الكتب والمؤلفات  في  موضوعة الحدود  اضافة الى تحالفهم  ورشاهم  للقوى العظمى في  مجلس  الامن  في  اصدار قرار رقم 833   عام 1993 المتعلق بالحدود العراقية – الكويتية وهو قرار جائر بغيض  او هو قنبلة موقوته  زرعوها على حدودنا الجنوبية  , ووصف القنبلة المقوته  استعملها  حتى اهل الكويت انفسهم في الاشارة الى هذا القرار ,  القرار الذي  يكشف  عوراته  في نصوصه حيث ينص  على تعويض العراقيين الذين تم الاستيلاء على اراضيهم بعد الترسيم الجديد ,  كيف وصلت حدود الكويت الى خلف  بيوت العراقيين ومزارعهم في  محافظة البصرة .؟؟؟؟؟
في الكتاب الجديد وثائق مهمة  ومصادر مهمة  تكشف لنا مرحلة تاريخية  عن العراق  وحول تأسيس الكويت  والنقاشات حولها منذ زمن العثمانين الى  ماقبل فترة احتلال الكويت من صدام حسين عام 1990 , الكتاب يتكون من سبعة  ابواب  وكل باب يحتوي على بعض الفصول تختلف في العدد من باب الى اخر , ويعلل الكاتب  في عدم تطرقه  في كتابه الى تداعيات  حرب احتلال الكويت  وتحريرها  الى عدة اسباب منها ان لغة الحوار والتفاوض بين البلدين انقطعت  وان القضية تجاوزت الحدود الى انهاء  كيان الكويت الى دولة مستقلة  , ثم يضيف ان ان الامور خرجت  من العراق والكويت الى مصالح الدول الكبرى التي تسيطر على مجلس الامن الدولي .
الكتاب  من 432  صفحة , حجم كبير ,   فيها الكثير للباحثين  وللتاريخ والجغرافيا  وللسياسة ,  يقول الدكتور العاني  في  غلاف الكتاب  ( ان الذي  شجعني على الكتابة عن قضية الحدود مع الكويت غياب او ندرة الكتب والدراسات  العراقية التي  تعرض  وتسجل وقائع ومواقف المحادثات عراقية كويتية وما سبقها من محادثات عراقية بريطانية  ) ويعترف  الكاتب   ان وجهة نظرنا العراقية  لم تعكس بصورة مفصلة لكسب الراي العام بينما نجح الكويتون  في كسب الراي  العام مابعد احتلال  بلادهم  عام 1990 ولحد الان .
كتاب  يستحق القراءة  سلسل  مفصل  في  احداثة  وفي  سطوره   وايضا  الكاتب  خبير يستحق  منا كل التقدير  والشكر والثناء على هذا الجهد الكبير التي  بذلها  في  محنة حدودنا الجنوبية  مناصرا لها بالبحث  العلمي الموضوعي  المدعوم بالوثائق  , الكاتب   اثلج قلوبنا نحن الذين نراقب ما يجري عن بعد   يعتصر قلبنا  الالم لما  قامت به  حكومة الكويت من تجاوز على اراضينا  بكل وقاحة دون رادع من ضمير او اخلاق  او قانون او جيرة  او دون التفكير بمصالح اجيالنا  القادمة وهي بلا شك   سوف  تجد مشكلة كبيرة  مشكلة الحدود التي  ربما سوف  تصل  الى  الناصرية  مادام  الفرهود هو شغل الحكومة العراقية  , حكومتنا التي تفرهد شعبنا  بكل تاييد  ستجعل من اراضينا  اموالا سائبة  سهلة على دول الجيران  .
يبقى ان اقول ان اخراج الكتاب كان وسيما راقيا بالطباعة  وتم طباعته في شركة دار الوراق في بيروت .

أحدث المقالات