22 نوفمبر، 2024 12:57 م
Search
Close this search box.

الدكتور علي التميمي المفكر العراقي الذي حاربته أحزاب السلطة الفاسدة

الدكتور علي التميمي المفكر العراقي الذي حاربته أحزاب السلطة الفاسدة

قالت عنه ماريا المنسقة ألآمريكية مع بول بريمر : أخطر رجل نحسب له مليون حساب هو علي التميمي ؟
أتدرون لماذا : لآنه قال لماريا وللآمريكيين المحتلين : أنتم تريدون من يقف على أبوابكم , وأنا لا أقف على أبوابكم لآنكم أن كنتم تدعون بأنكم بلد علم , فللعلم أساتذة وطلاب , وعلى الطلاب أحترام ألآساتذة , وأنتم طلاب لآن أعلى شهادة فيكم هو من يحمل الدبلوم أشارة لماريا وبول بريمر , وأنا بدرجتي العلمية والفكرية لا أقف على أبوابكم فعليكم أن تأتوا الي أذا كانت لديكم أستفسارات تخص الشعب والدولة

ولذلك حاربه ألآمريكيون بطريقتهم المخابراتية مما أدى ذلك الى قيام الطامعين بالمناصب والسلطة الى ألآبتعاد عن الدكتور علي التميمي رغم كون البعض منهم كان صديقا حميما للدكتور علي التميمي  طيلة سنوات طويلة مثل الدكتور أبراهيم الجعفري ؟

وقال عنه الكاتب حسن العلوي في كتابه ” العراق ألآمريكي ” قضيت أيامي الذهبية مع الدكتور العروبي علي التميمي

وقال عنه المرحوم السيد محمد حسين فضل الله : سلامي الى ألآبن البار ورجل الميدان الذي لايبحث عن السلطة

والدكتور علي التميمي هو أول من شخص أنتشار المرض ألآخلاقي في صفوف المنتمين لحزب الدعوة فتوقف عن العمل الحزبي الخطأ والمريض عام 1984 ولم ينفع معه توسط شخصيات مهمة مثل السيد محمد حسين فضل الله الذي قال له : أريد أن أرى القيادات ألآصلية في حزب الدعوة , فقال له الدكتور : سيدنا أنتم لو علمتم مايجري في الحزب لعرفتم صحة موقفي , وجاءه المرحوم الشيخ محمد مهدي ألآصفي طالبا منه الرجوع عن موقفه فأجابه بما أجاب به فضل الله , وأخيرا كلهم تبينوا صحة موقف الدكتور علي التميمي فترك الشيخ ألآصفي حزب الدعوة بعد أن كان ناطقا رسميا له .

وترك الدكتور علي التميمي عضوية المجلس ألآعلى للثورة ألآسلامية في العراق عام 1988 لهيمنة ألآيرانيين على قراراته ولخضوع محمد باقر الحكيم لهم بشكل مطلق .

كان الدكتور علي التميمي ولايزال رجل تنظيم لآن التنظيم سنة في الحياة , ولم يكن الدكتور علي التميمي حزبيا لآنه عندما يشخص الخطأ يرفضه من أي جهة صدر وهذا مما تفتقده ألآحزاب من الدينية الى العلمانية فكلها تتعصب للحزب والحزبيين حتى وأن أخطأوا وهذا ماصنع كارثة الفساد في العراق .

الدكتور علي التميمي صاحب مؤلفات كثيرة وأبحاث ودراسات ومقالات في مختلف المجالات في داخل العراق وخارجه ولانريد أن نغوص في هذا الجانب لآنه يحتاج الى دراسة أخرى .

حرص الدكتور بعد 2003 على ألآهتمام بالمواطن العراقي الذي أتعبه الحصار وأتعبته ألآنظمة الفاسدة والذي سيجد فيه ألآحتلال ألآمريكي لقمة سائغة لتمرير مشاريعه , ولذلك عندما التقى الدكتور علي التميمي بأبراهيم الجعفري في 13|6|2003 وكان عدنان ألآسدي مرافقا للجعفري , قال الدكتور علي التميمي للجعفري : أن البلد أصبح محتلا وأهل ألآحتلال سوف لن يتركوا فرصة للحكومات التي ستشكل والتي ستكون محرقة لآوراق المشاركين فيها لذلك قال الدكتور علي التميمي للدكتور الجعفري : علينا عدم أدخال القياديين في الحكومات لآنها ستكون حرقا لآوراقهم بل علينا أدخال أصحاب الشهادات غير المعروفين الى الحكومة وهؤلاء أيضا ستحرق أوراقهم ولآنهم غير معروفين فبأمكانهم الرجوع الى أعمالهم الطبيب الى طبابته والمهندس الى هندسته وألآستاذ الى جامعته ومدرسته وبذلك لانخسر كثير , أما القيادي الذي تحرق أوراقه فسنخسره في المجتمع والدولة , وهذا الرأي لو عملت به أحزاب السلطة لما وصلنا للذي وصلنا اليه اليوم من أفلاس سياسي وأفلاس مالي وأفلاس أجتماعي , وتظاهرات يوم 7|8|2015 شاهد على ذلك وتوجيهات المرجعية في محاسبة الفاسدين ووضع ألآنسان المناسب في المكان المناسب هي عين الرؤية التي قدمها الدكتور علي التميمي عام 2003

وبعد 2003 أنصرف الدكتور علي التميمي للمحاضرات التربوية الفكرية ألآصلاحية في عموم العراق ” ولم يفتح له عيادة طبية خاصة ” وظل يعالج المرضى الذين يقصدونه في بيته مجانا , وشملت محاضراته  من بغداد حيث حاضر في كل المجالس الثقافية الخاصة وفي المساجد والى البصرة مرورا بمحافظات الوسط والجنوب حيث حاضر في جامعة البصرة وكان بعض العمداء متخوفين من ألآيرانيين فقال لهم الدكتور علي التميمي أنا لم أخف من ألآيرانيين في بلدهم فكيف أخاف منهم في بلدي وأستقطبت محاضراته في جامعة البصرة كلية ألآداب وفي مسجد المنتظر في البصرة حشدا جماهيريا كبيرا وحاضر في مدينة الناصرية وفي مدينة السماوة ومدينة الديوانية والنجف وكربلاء وبابل وشملت محاضراته مضايف العشائر والجامعات والمستشفيات ونتيجة لهذه الشعبية الكبيرة بدأ الطامعون في السلطة والمناصب يخافون شعبية الدكتور فسارعوا لآغتنام المناصب وعملوا على أقصائه ولذلك عندما شكل مجلس الحكم من قبل ألآحتلال ألآمريكي أستحوذ  الطامعون على منافع شخصية لهم لذلك لم يستدعى الدكتور ولم يشاركوه في الرأي فظل هو مع الجمهور وراحوا هم يرتبوا أوضاعهم الشخصية ولذلك وصفهم بول بريمر الحاكم المدني للعراق بأقسى ألآوصاف المذلة لآعضاء مايسمى بمجلس الحكم وذلك في كتابه ” سنة من العمل في العراق ” ولم يعترض أحد منهم على أنتقادات بول بريمر لهم , وأسرع قرار وقعوا عليهم هو رواتبهم التي قررها بريمر ” 4000″ دولار لكل عضو مجلس حكم ؟

وكان رأي الدكتور علي التميمي وهو ما شرحه في لقاءاته الفضائية وندواته ومحاضراته ومفادها : أن شعبنا متعب ومحروم وعلينا أن نوفر له الحياة الكريمة في العيش والخدمات والحرية الملتزمة حتى يبدأ يقرأ ويفكر ويطمئن وبعد ذلك يكمن أن نذهب الى ألآنتخابات ونكتب الدستور بعد التخلص من هيمنة ألآحتلال , ولكن الذين دخلوا في مجلس الحكم كانوا يريدون قطف الثمار الشخصية والحزبية فكتب الدستور بأملاءات أمريكية , وأجريت ألآنتخابات بطريقة أستحوذت عليها أحزاب السلطة التي أسست لها مواقعا من أيام مجلس الحكم , فجاءت ترشيحات ألآحزاب مخيبة للآمال لآنها كانت بعيدة عن الكفاءة والخبرة يضاف لها عمليات التزوير وشراء الذمم بالمال وألآغراءات ولذلك من ألآيام ألآولى لعام 2004 وعام 2005 توضحت هوية مجلس النواب ومجالس المحافظات ووزراء الحكومة فكانوا خليطا من الفاشلين الفاسدين الباحثين عن المنافع الشخصية .

وعندما تم ألآعتراض على تزوير أنتخابات 2006 وأعترفت ألآمم المتحدة بوجود التزوير حيث قدمت ” عشرة ألاف بطاقة ألكترونية مختومة بختم المفوضية كانت قد رميت في البساتين تخلصا منها , وأجتمعت في بغداد “250” شخصية سياسية من مختلف الجهات شعية وسنة وعرب وأكراد وتركمان ومسلمين ومسيحيين لرفض عملية تزوير ألآنتخابات وتشكلت على أثر ذلك جبهة مرام وأنتخب الدكتور علي التميمي بألآجماع ناطقا رسميا لها , وأحدثت خطاباته أمام شاشات الفضائيات هزة عنيفة لآحزاب السلطة والمحاصصة التي كانت في بدايتها وقد أستمرأت ألآمتيازات وشعرت أن خطابات الدكتور السياسية التي تنتقدهم بشدة ستخرب عليهم مصالحهم فراحوا يبثون ألآشاعات المغرضة والطائفية ضد الدكتور علي التميمي ويقول أمام محازبيهم وحواشيهم : كيف يكون الدكتور المفكر سنيا ويعمل مع أهل السنة ؟ وكانت تلك هي بداية العمل الطائفي الذي مزق العراق وشاركت به كل ألآحزاب الدينية وحتى العلمانية منها لم تحافظ على توازنها فأياد علاوي عندما شكل مكتب سياسي لجبهة مرام وأنتخب الدكتور علي التميمي أمينا عاما لجبهة مرام ورغم حرص الدكتور علي التميمي على مشاركة الجميع دون ألآستئثار بالمناصب والعناوين أقنع المكتب السياسي أن يكون أياد علاوي رئيسا لجبهة مرام ولكن أياد علاوي راح يتأمر سرا ضد الدكتور علي التميمي وأوحى للبعض بألآنشقاق من المكتب السياسي وراح يجتمع بهم وأخذ صالح المطلق العمل على ألآستفادة من جماهير جبهة مرام ولكن لصالحه الخاص وفي الوقت نفسه كان يبدي مجاملة لآحزاب السلطة حتى لايفقد مصالحه مثلما ظل على علاقة جيدة مع المعارضة ألآيرانية ” مجاهدي خلق ” الموجودون في ذلك الوقت في معسكر أشرف بديالى , ويقول الدكتور علي التميمي أنه أكتشف “1500 ” شيخ عشيرة من مختلف أنحاء العراق كانوا يتعاطون علاقة مع المعارضة ألايرانية ويستلمون منها مبالغ مالية .

وحرص الدكتور علي التميمي على أن تكون جبهة مرام ممثلة لوحدة الشعب العراقي بسنته وشيعته لذلك ألتقى بسماحة المرجع ألآعلى السيد السيستاني عام 2007 وبين الدكتور لسماحة السيد المرجع أنه يريد ألغاء الطائفية وجعل الشيعة والسنة يعملون سوية دون فوارق وبمحبة حتى نخلص العراق من شرور الفتنة الطائفية , فكان جواب السيد السيستاني مؤيدا ومرحبا بهذا التوجه ,ولكن أحزاب السلطة ظلت تحارب الدكتور وتعمل على أقصائه تماما من كل المواقع الحكومية ألادارية والسياسية وهكذا ظل الدكتور مجرد طبيب محسوب على ملاك وزارة الصحة دون أي عنوان وصبر الدكتور على ذلك وهو يثق بربه وبنفسه ويهزأ بالذين أستكثروا عليه حقه العلمي والفكري , وهذا ما دعا بعض النفوس المريضة أن يقولوا على الدكتور أنه يستلم راتبا عاليا دون أن يقوم بعمل ؟ ومادروا أن السبب ليس في الدكتور وأنما في المسؤولين الذين يعرفون قيمة الدكتور العلمية والفكرية ولكنهم عملوا على ألآبتعاد عنه وعدم ألآستفادة من قدراته علما بأنهم أستقدموا من عرفهم الشعب بعدم الكفاءة وبالتورط بالفساد وتخريب أجهزة وأدارات الدولة .

وعندما أحتاجوا الدكتور طلبوا منه أن يحاضر في كلية الشرطة ببغداد ولآنه رجل علم ومعرفة ولا يطلب لنفسه أمتيازا حاضر في طلاب وضباط كلية الشرطة في بغداد وألف لهم كتابا في ” ألآخلاق ألآمنية ” وكتابا في ” ألآمن العقائدي ” ولازال الطلاب والضباط الذين أستمعوا لتلك المحاضرات يعتبرونها فرصة ذهبية في حياتهم المهنية ولكن النفوس المريضة خافت على مواقعها وخافت من أنكشاف فسادها فأوقفوا محاضرات الدكتور علي التميمي بطريقة غامضة يعرفها الدكتور ولا يعرفها طلاب وضباط الكلية ولا عامة الناس .

وحاضر الدكتور علي التميمي في وزارة الشباب والرياضة فلم تعجب محاضراته بعض أصحاب النفوس المريضة فسعوا الى تسويف المواعيد حتى توقف الدكتور علي التميمي عن محاضراته للشباب وهو يعلم حاجتهم لها مثلما يعلم أن النفوس المريضة لاتعيش ألآ في الظلام .

وقدم الدكتور علي التميمي نصائح مستمرة للسيد نوري المالكي ليس من أجله ولكن من أجل العراق والشعب العراقي  وكشف له حقائق وخطورة من يعملون معه وحولة وكشف له أخطاء ترشيحاته ألآنتخابية ولكنه وجده ليس أهلا للنصيحة وأنه سيقود العراق للخراب وهذا ماحدث في سقوط الموصل .

وعندما سقط نوري المالكي ورشح الدكتور حيدر العبادي لرئاسة الحكومة ,  بادر الدكتور علي التميمي لفرد العبادي بالنصائح وبالمشورة حتى لاتتكرر أخطاء المالكي القاتلة , وقال الدكتور علي التميمي في مجالسه الثقافية أن الدكتور حيدر العبادي نزيه ومخلص ولكنه لم يتخلص من الولاء للحزبية الخطأ , ولكننا كما قال الدكتور علي التميمي مجبرون على مساعدة الدكتور حيدر العبادي حبا بالوطن والشعب الذي يتأمر عليه الجميع , ولذلك نصح الدكتور علي التميمي العبادي وقال له : أنك لاتستطيع تأليف حكومة تكنو قراط كفوءة نتيجة المحاصصة الحزبية , ولكن عليك بأختيار المستشارين المعروفين بالكفاءة والنزاهة وألآخلاص وممن هم أرقام سياسية وأجتماعية حتى تغطي عجز الحكومة وضعف أعضائها , ولكن الدكتور حيدر العبادي مثلما لم يوفق بحكومة كفوءة كذلك لم يوفق بأختيار المستشارين الكفوئين , ولآن العراق يمر بمحنة كبيرة متمثلة بحرب ألآرهاب التكفيري وبأنخفاض واردات النفط وبأنتشار الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة والمجتمع , لذلك يقول الدكتور علي التميمي على المخلصين والنخب المثقفة وتنسيقيات التظاهرات تشكيل هيئات شعبية مدنية  تؤازر الدكتور العبادي الذي منحته المرجعية فرصة لاتتكرر في محاربة الفاسدين , وهذا يتطلب من العبادي التخلص من غطاء الحزبية سواء له أو لغيره , وعليه المبادرة فورا لآعلان حالة الطوارئ وألغاء مجالس المحافظات , وأستدعاء الكفاءات والخبراء لتمضي عجلة ألآصلاح , وهذه عملية جراحية سياسية كبرى لايقوى عليها ألآ من صلحت سريرته وأمن بربه ووثق بشعبه الذي خرج منتفضا ضد الفساد والفاسدين , فلا رجعة بعد اليوم الى الوراء , وعلى تنسيقيات الهيئات الشعبية المدنية أن تحذر من المندسين وأصحاب النوايا السيئة , وأن تبقى الحرب على داعش على وتيرتها فهذه حرب وجود لايجوز الفتور والتقاعس عنها مهما كانت ألآسباب , والذين أنسحبوا من الحكومة هم على قاعدة يكاد المريب يقول خذوني , فلنرجع للمفكرين الذين لم يطمعوا بمنصب , ولم تشغلهم مصالحهم الشخصية عن مصلحة الشعب , نقول هذا من باب التجربة , وفي التجارب علم مستأنف كما يقول ألآمام علي عليه السلام.

أحدث المقالات