15 أبريل، 2024 6:55 ص
Search
Close this search box.

الدكتور عبد الستار الراوي..وسجل إبداعه الفكري والفلسفي والفني..و(فضائل الرجل) !!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أن تكتب عن أستاذ كبير مثل الدكتور عبد الستار الراوي ، تحتار من أين تبدأ، ومن أين تنتهي..فهو مخزون فكري وفلسفي وفني وموسوعة سياسية كبيرة، ولديه إلهام فني حتى انه يرسم لوحاته كتعبير عن حالة الرقي الابداعي، وليس بمقدور أي منا أن يجاريه، مهما بلغنا من الاقتراب من الرجل الذي عايشناه في مركز بحثي عملاق ولسنوات طوال..وكانت أجمل أيام العمر على الإطلاق!!
ومن يريد ان يبحر في مكنونات الراوي عليه ان يعرف انه بدأ خطواته في الفلسفة ومن ثم دخل دهاليز السياسة المتعمقة ، ليضيف اليها معارفه وعلومه ، ويستكشف خفاياها وأسرارها، حتى تبدو امامه وقد أجاد فتح طلاسمها وجفراتها ، وأعاد تفكيكها ومن ثم اعاد تركيب مدلولاتها ، ثم ينتهي بالخطوة الاخيرة وهي الاستنتاج ، أو التوصيات ، لكنه بقي يعد (التحليل) على أنه (الحلقة الاخيرة) التي يلجأ اليها السياسي المحترف عندما يريد التمعن في ظاهرة او حدث بعينه عراقيا كان أم عربيا ام دوليا، ، كون (المعلومة) تأتي عنده في المقام الأول، لهذا كان يوصينا الرجل بأن يعتمد الباحث او من يدخل دهاليز السياسة على (المعلومة الموثقة) ، واذا اوصدت أمامك كل محاولات الحصول عليها تلجأ الى التحليل..ولهذا يعد الدكتور عبد الستار الراوي (التحليل) بأنه (النقطة الأضعف) في صياغة القرار أو الاستنتاج المطلوب..ولا أدري لماذا لم يكن الدكتور الراوي يعير إهتماما للـ (التحليل السياسي) لكنني أقدر حرصه على ان (لايشطح) المتتبع السياسي النبيه عندما يود التعرف على مكنونات مشكلة سياسية او معرفية تحتاج الى تبصر وحنكة ودراية ومن ثم احتراف مهني عال عندما يضطر المتابع السياسي اللجوء الى (التحليل) .
كان الرجل يهتم حتى بالتفاصيل الصغيرة لمن يعمل معه ضمن دائرته..فاذا ما اشتكى موظف من اية مظاهر تعيق حياته او اصابه ضرر ، أو مر بموقف يتطلب تقديم المساعدة فلا يتوانى الرجل عن تقديم الدعم والاسناد لمن يحتاجها ، وأتذكر ان بيتي تعرض لحريق في نهاية الثمانينات او بداية التسعينات، والتهم معظم ممتلكاتي في وقتها، وما ان سمع الرجل بالحادث حتى جهز سيارة حمل كبيرة تبدأ من الثلاجة الكبيرة الحجم والطباخ الكبير الى كل الاجهزة الكهربائية والفرش ، وأعاد لعائلتي بسمتها، بعد محنة ألمت بها.. وبقيت عائلتي سنوات طوال ترتوي من ماء عطائه العذب..وهو دين كبير ينبغي ان أبقى مدينا لهذا الرجل الذي كانت مبادرته قد رفعت رؤوسنا الى السماء..فشكرا له ولكل صاحب فضيلة أوفى بالعهد ، وصدق الباري عز وجل حين قال : ( إن العهد كان مسؤولا)!!
ولن أطيل كثيرا في استذكار مسيرة الدكتور عبد الستار الراوي ..لأنها تحتاج الى مجلدات..ولكن وددت تقديم عرض قصير، فالرجل معروف لدى الكثيرين..لكن المناسبة الان وبعد مضي أكثر من عشرين عاما تستوجب أن اذكر فضيلة الراوي للتاريخ، كونها كانت من اكثر مما يربطني بالرجل من صلات..لن أنساها ما حييت ..فله مني ومن عائلتي ومن أصدقائه ومحبيه ومن عايشوا الرجل عن قرب ، كل محبة وتقدير.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب