18 ديسمبر، 2024 7:40 م

الدكتور عادل عبد المهدي وثقافة الأستقالة

الدكتور عادل عبد المهدي وثقافة الأستقالة

لايخفى على أحد أن الدكتور (عادل) رئيس الحكومة الحالية هو أحد الوجوه السياسية التي ظهرت ببروز من بعد الأحتلال الأمريكي للعراق وسقوط النظام السابق، وهو ينحدر من عائلة ثرية من جنوب العراق وسبق لوالده أن تسنم وزارة التربية أبان العهد الملكي بالعراق في عشرينات القرن الماضي. وكذلك يعرف عن الدكتور(عادل) تعدد تقلباته الفكرية والسياسية! من أقصى اليمين الى أقصى اليسار!، من بعثي/ حرس قومي/ متشدد شرس ذو طبيعة عنفية، الى شيوعي ماوي!(نسبة الى الزعيم الصيني الشيوعي ماوتسي تونغ). وخاتمة المسك! الفكري والسياسي له هو تحوله الى الأسلام السياسي! ( كان ينتمي الى المجلس الأسلامي الأعلى) حتى تركت تربة الصلاة أثرا بسيطا! على جبينه غطتها سمرته الشديدة، وذلك من كثرة سجوده وزهده وتقيته وخوفه من الله!.الرجل وبعد مرور شهرين على تسنمه منصب رئيس الحكومة، لم نلمس منه لا خير ولا شر!، فسرعان ما دخل بمعمعة تشكيل الحكومة الذي أعتقد بل أنا على يقين بأنها سببت له صداعا مزعجا!، وكأن لسان حاله يقول (شلي بدوخة الراس هايه مو جنت كاعد ومستريح ومنسي أتفرج على الموقف السياسي وأكتب بصحيفة العدالة، هسه أمريكا تريد بصفحة وأيران تريد بصفحة ودول الخليج بصفحة، والشعب يريد ولو هذا مكدور علي!!)، نعم هذه هي حقيقة ما أنت فيه يادكتور، فأنت غارق حتى أذنيك بمعمعة تشكيل الحكومة الذي أرى ويتفق معي الكثيرون بأنك غير قادر على فرض ما تريد أرضاء لله ولضميرك وللشعب المسكين المغلوب على أمره!!، من كثرة الضغوط عليك من هذا الطرف أو ذاك!. أعود بالقول لك يادكتور وأسمح لي بذلك أنه بوضعك الحالي لا ننتظر منك أي خير، فالمحاصصة الطائفية والسياسية فرضت نفسها عليك بشكل كامل وقوي رغم أدعائك قبل ذلك، ومنذ القنبلة الصوتية التي كانت أكبر نكتة في عالم السياسة العراقية أضحكت حتى دول العالم علينا! بأعتمادك على النافذة الألكترونية لأستقبال المرشحين ومن يرون بأنفسهم الكفاءة والمقدرة على ذلك، وبأن حكومتك ستكون بعيدة عن المحاصصة،وأنها ستكون حكومة التكنوقراط المستقلين، والمضحك المبكي أنك كنت أول المصدقين لتلك النكتة!. وسرعان ما تكشفت لك الأمور وأنكشفت للشعب بأنك أضعف من أن تخرج من عباءة المحاصصة السوداء التي دمرت وصخمت العراق!. لأنك مسلوب الأرادة وبالتالي مسلوب القرار، أليست هذه هي الحقيقة يا دكتور؟. والسؤال هنا: من الذي جاء بالدكتور عادل عبد المهدي وأقنعه بأن يكون رئيسا للحكومة رغم شبه أعتزاله السياسي وأبتعاده عن فوضى الحياة السياسية؟،ليكون مرشح تسوية لمنصب رئيس الحكومة بعد أحتدام الصراع بين القوى السياسية للظفر بمنصب رئيس الحكومة؟، هناك أخبار شبه مؤكدة وأؤكد على عبارة شبه مؤكدة!، بأنه حظي بموافقة ورضا المرجعية، أو بأحد قادتها الأربعة الكبار؟؟!،نقول فأن كان الأمر كذلك فهذا مخالف ويتناقض تماما لما أعلنته المرجعية!! عن موقفها بخصوص الأنتخابات والمرشحين التي جرت في شهر أيار الماضي من هذه السنة، والتي أشارت ونصحت فيها العراقيين بأن لا يعيدوا أنتخاب من أنتخب سابقا وذلك بعبارتها الشهيرة (المجرب لا يجرب)؟، ونسأل أيضا: أذا كانت المرجعية بعيدة عما ينسب لها بخصوص ذلك، لماذا هذا السكوت والصمت عن ترشيح الدكتور عادل وهو المجرب في ثلاث مناصب بالحكومات السابقة؟. أعود بالقول الى الدكتور عادل عبد المهدي المعروف بطيبته ودماثة أخلاقه، بأن الحكم 50% منه هيبة وكاريزما وشخصية قيادية وال 50% الثانية هي الأدارة والقيادة، فأسمح لي يا دكتور أنك لا تمتلك الأثنين!!.أقول أعان الله من يحكم العراق أنت أم غيرك، من سبقك ومن سيأتي بعدك، فالعراق أشبه بمثلث مقلوب، رأسه الى الأسفل وقاعدته الى الأعلى! ولا أنت ولا غيرك تستطيع أعادته الى شكله الصحيح والطبيعي ، فقط من قلبه هو القادر على ذلك؟!. فأسمح لي أن أقول لك لا حبا بك ولا كرها بأنك أنسان طيب أكاديمي مثقف تعلمت الرقة والسماحة من الفرنسيين لكونك درست هناك وعاشرتهم وأخذت منهم الكثير من الطباع، أهمها بأنك غير متكالب على السلطة، وقد صرحت بذلك مرارا بأنك دائما تضع استقالتك في جيبك!، يعني تعرف وتفهم وتطبق ثقافة الأستقالة التي لا وجود لها في عالم السياسية العربية، هذه الثقافة الممحية تماما من قاموس وعقول الزعماء العرب عموما!. فما لك وما العراق وشعب العراق يا دكتور، فأننا لم نرضى على أحد وبنفس الوقت لم يرضى علينا أحد!، وكما ينسب للأمام الحسين عليه أفضل السلام قوله عن أهل العراق بعد أن غدروا به (اللهم لا ترضي عليهم ولاة الدهر أبدا). أخيرا أقول لك بكل محبة وصدق وحسن نية أعلن للجميع ثقافتك وعلو مقامك، وافهمهم بأنك أكبر من المنصب وانك أبن خير ودلال وصاحب خير أصيل وليس خير دخيل كما الباقين من رفاقك وأصدقائك السياسيين!! وأبرز أستقالتك وقدمها ودع العراق وأهله لله ولمن يقدر عليه!، ولا أرى في ذلك أنتقاصا وتراجعا وجبنا منك لا سامح الله!، لأني على يقين تام بأن الأمور لو آلت أليك ولو كانت بيدك لقدمت كل الخير للعراق. فعد الى حيث ما كنت الى رياضتك الصباحية وقيلولتك وكتاباتك الصحفية وتغريداتك عبر مواقع التواصل الأجتماعي، فاللعراق رب يحميه. والله من وراء القصد.