23 ديسمبر، 2024 11:16 ص

الدكتور طه جزاع..ركب سفينة الفلسفة لكنها قادته لحمل لواء الصحافة وشعلة الإبداع!!

الدكتور طه جزاع..ركب سفينة الفلسفة لكنها قادته لحمل لواء الصحافة وشعلة الإبداع!!

شاءت الاقدار الجميلة أن تربطنا زمالة رائعة مع الدكتور طه جزاع ، منذ ان كان طالبا بفسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة بغداد ، منتصف السبعينات، وكان الرجل في حينها منشغلا بالانغمار في تقليب أفكار ورؤى نظريات الفلاسفة والطروحات السياسية الفكرية والصراع الفكري المحتدم أنذاك بين مختلف التيارات السياسية المعاصرة ، وبخاصة ان الفلسفة تشجع شباب ذلك الزمان على ولوج آقاق الثقافات الفكرية المختلفة، وتترك للاجيال حق اختيار ماتراه مناسبا لتوجهاتها وأنماط حياتها.
كان الزميل طه جزاع الأقرب الى طلبة قسم الإعلام ، وكان يعرفهم واحدا واحدا كونه عمل مع الكثيرين منهم ، منذ ان كان طالبا بقسم الفلسفة في أكثر من صحيفة ومطبوع عراقي ، وابدع الرجل في مجال عمله، وتعرف على الكثير من الكفاءات الصحفية في السبعينات، وتقلد منذ الثمانينات قيادة العمل بالصحفي وفي أن يكون عضوا فاعلا في نقابة الصحفيين العراقيين وعضوا بمجلس  دارتها ، وتولى رئاسة مطبوعات صحفية مهمة مثل الزوراء وصحف ومطبوعات عراقية أخرى ، ثم تولى إدارة صحيفة الأفق عام 2004 .
كان ولعه بالصحافة ليس له حدود ، وقد أضافت له خبرته الميدانية لدى ممارسة مهنة الصحافة خبرات عملية أوصلته الى أن يكون احد روادها المحترفين ومن أسهموا في تطويع الكلمة والحرف الصحفي وسبكه ليكون طعما شهيا في متناول المتلقي بإسلوب شيق ولافت للنظر، حتى عد الان من مخضرمي الأسرة الصحفية وكتابها اللامعين.
حصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه ، لكن ولعه بالصحافة كان الأهم بالنسبة له ، بالرغم من انه تقلد مناصب رفيعة في مراكز البحوث الجامعية، وكان شعلة متوقدة من النشاط أسهم فيها بالكثير من الابحاث الاعلامية والنفسية التي وضعت الاطار للمنهج العلمي الاعلامي، لمن يريد ان يسلك دروب النجاح والشهرة ويرتقي سلالم المجد، ولديه ذكريات طيبة مع الكثير من زملائه من الأسرة الصحفية وتربطه بهم علاقات متميزة ، وبخاصة مع الدكتور هاشم حسن والدكتور كامل خورشيد والزملاء حارث محمد فرج وحسين عمران والدكتور حسن كامل وزملاء اخرين من حملة الشهادات العليا في الاعلام ، وهو الذي وهبه الله سمة التواضع وسمو الخلق وترتسم على محياه علامات الانشراح  والهدوء ، حتى في أحلك الظروف صعوبة، ان لم تزيده الشدائد إصرارا على العطاء الثر والابداع ، بعد ان عشق مهنته الصحافة وأعطى لها من وقته الكثير.
كتب العشرات بل المئات من المقالات في الصحف العراقية وبخاصة صحيفة المشرق ، وكانت له إسهامات بإصدار مجلة عراقية عربية ثقافية وفنية واعلامية مع الصحفي والكاتب المقتدر زيد الحلي ، وكانت افكاره نبراسا لمن يود الاطلاع على أفقه الثقافي والمعرفي وقدرته على كسب المتلقي ، بأسلوبه السهل الممتنع ، المطعم بالمعلومات المفيدة ، لكي يضيف نكهة وتوابل وبهارات الى كلمات مقالاته، ليرغم الآخرين على قرائتها بشغف وتمعن ، والخروج منها بحلول او ملاحظات تخدم حياة الناس او احتياجات المثقفين، في مختلف أوجه الحياة ، حتى ظل وفيا لمعنى ان يكون الصحفي رسول الكلمة يقاتل من أجل الانتصار لقضايا وطنه وشعبه، ويرفع من شانه بين بني مجتمعه، ليرتقي به الى حيث الأعالي وما يتمناه من حياة حرة كريمة تليق ببني شعبه، بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم وأهوائهم، وما يدور في خلجاتهم من أمان مشروعة.
تحية للدكتور طه جزاع ( أبو ياسين ) زميل العمر ، من كل زملائه ومحبيه، وامنياتهم له بالتألق الدائم، ومزيدا من العطاء على طريق الكلمة الصادقة المعبرة عن حق الانسان في العيش الآمن الكريم..مع فائق التقدير والاحترام لهذه القامة الصحفية الجليلة المعطاء.