قرأت باستغراب وأمتعاض دعوة ما يسمى بالدكتور طه الدليمي بتشكيل (جيش العراق الحر) وهو الذي يريد النفخ بنار الطائفية حاله حال نفاخ النار بقصة النبي إبراهيم ( ع) وهو يعلم أن تاريخ وجغرافية العراق لا تتفق مع هذه الدعوات ، فالعراقيون لا يفهمون لغة الطائفة بل يفهمون سمفونية الوطن ونغمة المواطنة وترنيمة الوفاء للتراب العراقي ولغة الأشقاء ، نعم هنالك اختلافات فقهية ولكن هذه الخلافات هي الفائدة بعينها ، فالعراق بلد الكل ووطن الأعراق والأديان والقوميات وهذه الفسيفساء هي قوتنا وليس ضعفا كما تريد ويُريد من يقف خلفك ، ربما أختلف الاخوة من المذهبين لفترة بسيطة بعد أن دس أعداء العراق عملاءه وحصل على ما يريد ولكن المحصلة التي جناها العراقيون هي الحصانة الأزلية وإلى يوم الدهر ، واليوم تريد أن تتربح من خلال عزفك على النغمة الطائفية وتخدم من لا يستحق أن يُخدم وتتناسى أهلك في بلد الرافدين ، لا يا دكتور فهذه المرة أصبح الغبي في العراق يفهم خطط أعداء العراق فكيف بهذا الشعب الذي ذاق أعداء العراق شر الهزيمة بعد أن أرادوا تدنيس هذا التراب الطاهر ، العراق محصن بترابه وبأهله فلا نهتم لمن يحاول أن يصدع رؤوسنا بالفتنة الطائفية بحجة نصرة المذهب ، نحن لا نعول على المذهب بل نهتم بالدين ، فالمذاهب كلها تقود إلى التناحر والتفرقة إن تطرف أحدنا لنصرة المذهب ، ليكن شعارنا نصرة الدين والوطن ولنبقى بعيدين عن سوريا ومن فيها ولننهر أعداء العراق من المعسكرين الشرقي والغربي فالكل لا يريد إلا مصلحته فلماذا نكون حطب لنارهم ، لماذا لا نكون سدا منيعا بوجههم ، أعترف إن هنالك من الأحزاب المحسوبة على الإسلام السياسي سواء كانت من أهل السنة والجماعة أو من شيعة العراق يعزفون على وتر الطائفية ولكن هذا لا يعني أن كل أهل العراق موالين لهم ، شيعة العراق الأصلاء ومعهم سنة العراق النجباء أيضا همهم بلدهم وأهلهم فلا تأخذك العزة بالإثم وتصبح ملياردير إسلامي بعد أن تركت أكثر مهنة إنسانية ( الطب البشري ) وتسلقت جبل العمالة المذهبية ، نحن الآن بأمس الحاجة لأن نكون متماسكين متآزرين مرصوصي الصفوف فالوقت لا يسمح إلا للتعاون والتماسك حتى يعود بلدنا بلد الأنبياء إلى الريادة وتفشل خطط أعداء العراق من العرب والأعاجم واليهود وأنت تنفخ في النار يقابلك الفاسق ياسر الحبيب ( الخبيث ) ومن لف لفه ويضيع البلد وتزهق الأرواح البريئة لسبب حقير وهو ارتفاع نجمكم المذهبي المقيت وأمتلاء الأرصدة في حسابكم باسم نصرة المذهب ، نريدها بردا وسلاما وتريدها نارا ودما ، فباسا لك ولأمثالك المتطرفين لنصرة المذهب ولا نريد في عراقنا إلا من كان يفهم لغة الوطن وحب أهل العراق .
رابط لمقالة عنوانها ( المذاهب فساد الأديان )
http://www.iraqipa.net/11_09/11-20/a23_19nov09.htm