18 ديسمبر، 2024 7:56 م

الدكتور صاحب الحكيم قامة عراقية باسقة وفخر لكل حر

الدكتور صاحب الحكيم قامة عراقية باسقة وفخر لكل حر

تختلف تصانيف الرجال تبعاً للعديد من المجالات والإختصاصات التي تلقي بظلالها على متبنياتهم الفكرية والعقائدية وتصقل شخصياتهم في إطارها العام وتؤرخ الخطوط البيانية لبصمات مسيرتهم الحياتية على ضوء عطائهم ومدى التأثير المباشر والغير المباشر لذلك العطاء على الأفراد والجماعات داخل وخارج أوطانهم .

وبطبيعة الحال في المجتمعات الإسلامية والعربية على وجه الخصوص تتأرجح الظروف المحيطة بالرجال وتؤثر تأثيراً كبيراً على مسيرتهم ومتبنياتهم وإنعكاساتها على الأهداف التي يتطلعون لتحقيقها وقلما تكون المواقف والأهداف في ظل تلك التقلبات ثابتة وراسخة وصامدة وقوية إلى الحد الذي تتحدى فيه الموت من جانب في سبيل تحقيقها ومن جانب آخر تتصارع مع النفس الأمارة بالسوء إن مهدت لها سبل الإغواء حين توضع أمامها خيارات عديدة من أجل التنصل والتخلي عن الأهداف المتوخاة من أصل متبنياتهم في زمن ما .
الدكتور (صاحب الحكيم) من نوادر الرجال العراقيين الذين ثبتوا على ماهم عليه منذ أكثر من نصف قرن من الزمان فهو قامة باسقة لم تتأثر بعواصف الظلم والتنكيل ولم تنكسر وتتهاوى نتيجة ماواجهته من طغيان وجبروت ولم تنحني أمام الإغراءات الدنيوية المادية البحتة وحياة الدعة والخمول ، وسيرة حياته تدلل على أصالة إنتماءه إلى وطنه وحبه إلى شعبه وصدق متبنياته الفكرية والعقائدية والجهادية من أجل الإنسان وحريته في الحياة متسلحاً بالصدق والصبر ليكون فخراً لكل حر ، ومن أجل هذه المتبنيات النبيلة تصدى لأعتى أنظمة توالت على حكم العراق وتخطاها نحو بلدان أخرى فأين ماوجدت مظلومية لفرد أو مجتمع يصدح صوت وقلم هذا الرجل المغوار .
فهو (الحكيم) حقاً في إختيار أنبل المسارات الإنسانية والدفاع عنها بمختلف أبوابها وتشريعاتها وقوانينها مستلهماً من الفكر النير والعطاء المثمر لرائد الإنسانية الإمام علي بن أبي طالب (ع) وليعتلي المنصة ليصبح سفيراً للسلام في شتى البقاع ، وهو (الصاحب) لكل مظلوم في نيل الحرية والدفاع عن الحقوق والتمتع بها بمدياتها وأبعادها ومفاهيمها الواقعية التي تصدق معها كلمة الحرية والحقوق ليكون بإستحقاق مقرراً لحقوق الإنسان في المحافل الدولية .
وبالرغم من مظلة المعاناة التي تظلله والبعد عن الأوطان وسلب حقوقه الخاصة والحرمان منها حتى الآن إلا أنه صمد وصبر ولم يكترث للباطل مطلقاً ولا يعنيه كثرة أو قلة من حوله ليبقى منبراً عالياً مطالباً بالحرية وإسترداد الحقوق وإعادتها إلى أصحابها وداعياً إلى الحياة الحرة الكريمة لكل المجتمعات مهما إختلفت في ألوانها وأجناسها ولغاتها وعقائدها وأديانها وإثنياتها ولم تأخذه في هذا المشوار الطويل لومة لائم متخذاً الهدف الأسمى الذي نادى به أبا الأحرار الإمام الحسين بن علي (ع) في نيل الحرية ونبذ الطغيان ومقارعة الظالمين ، ولم يحيد عنه قيد أنملة رغم الفرص اللامتناهية التي عُرِضت وتُعْرَض عليه ليتنصل عن أهدافه ويغير بوصلة مسلكه الذي تبناه وثبت عليه ، في حين أغلب من رافقه هوت نفوسهم عند أول محطات الإختبار عندما لاحت لهم وعرضت عليهم المناصب والمكاسب والإمتيازات ليكونوا مطية الشيطان وباعوا حظهم بالثمن الأوكس وأضاعوا آخرتهم الباقية بدنياهم البالية فالإنتماء إلى الوطن والشعور بحبه والتفاخر به والدفاع عنه والإخلاص له والمطالبة بحقوق شعبه لابد له من ثمن وكما قال أحدهم وصدق في قوله ( جزء من ذلك الثمن هو الصبر وعدم التنازل عن المبادئ والهوية والقيم رغم وجود الخيارات المفتوحة) ..