عندما نتكلم عن الكفاءات العلمية والالقاب والشهادات التي اصبح يتمتع بها ابناء الواقع الريفي وخاصة في منطقة جنوب الموصل نجد ان اندفاع الشباب هناك للحصول على الشهادات العليا اصبح امر واقع ولايثير الغرابة اذا ما عرفنا ان هناك في بعض القرى العشرات من حملة الشهادات العلمية والكفاءات الاكاديمية العليا…
وهذا يعتبر مبعث فخر واعتزاز لهؤلاء الشباب الذين لم يعنيهم عجلة الزمن والحروب التي مرت بها مناطقهم وما رافقها من خوف وتهجير والعيش في الغربة والدراسة بعيدة عن الاهل والوطن..
اليوم حضرنا انا وصديقي العزيز الدكتور اللواء الركن المهندس جاسم الگصمي مناقشة رسالة الدكتوراه
للأستاذ سيف خلف العطاالله في احد القاعات في جامعة الموصل وكان فارسا لامعا في النقاش وعالما ينتفع من معلوماته العامة وخاصه ما تم ذكره في مناقشته مع الأساتذة الافاضل لرسالته الموسومة باسم
(( تأثير الاستراتيجية المفتوحة في تحقيق الاصلاح الاداري))
وللمعلومات العامة فقط يجب ان نذكر ان هذه الكفاءة العلمية تنتمي الى عائلة معروفة بأصالتها وطيبة اهلها وهم ينتمون الى قبيلة الجبور ويسكنون في قريه ام المناسيس منطقة جنوب الموصل وهذه العائلة لها بصمة معروفة بالكرم والضيافة خاصه عندما كان رب الأسرة الشيخ خلف العطاالله ابو محمد لديه وظيفة في العاصمة بغداد وكانت عائلته تستقبل الضيوف يوميا وخاصة العوائل الذين يقصدون دوائر الدولة في العاصمة لغرض انجاز معاملاتهم
وبدلا من الذهاب للفنادق فإن دار ابومحمد مقرا لسكنهم لحين الانتهاء من انجاز معاملاتهم…
واضف الى ذلك ان الدكتور سيف خلف الجبوري هو احد ابناء عوائل الشهداء فشقيقة النقيب البطل مصعب احد ابطال الجيش العراقي واحد الشهداء الذين قدموا ارواحهم للدفاع عن العراق…
اننا عندما نرى هكذا كفاءات علمية مميزة نشعر بالفخر ونحن نتذكر الحرمان الذي كان يرافق ابناء الريف العراقي في خمسينات وستينات القرن الماضي…
نعم ايها الشاب الطموح لقد حققت امنيات كانت مستحيلة للأجيال التي سبقتكم بسبب ظروف الحياة القاسية وهاهم اهلكم اليوم يفخرون بكم لأنكم خير خلف لخير سلف..
دكتورنا الفاضل سيف
لا تتوقف عند شهادة الدكتوراه فالألقاب العلمية تنتظر رجالات العلم للحصول عليها مثلما تنتظر ساحة الوغى فرسانها.. وفارس العلم اليوم هم من يرفع الراية عاليا في ظل العصرنة التكنلوجية الحديثة…
وقد جرت المناقشة في قاعة كلية الادارة والاقتصاد.. جامعة الموصل وكان حضور الدكتور ثائر السمان عميد كلية الادارة والاقتصاد مميزا وله بصمة في تشجيع الكفاءات العلمية على مواصلة المسيرة.. وقد ناقشت اللجنة المشرفة المكونة من عدد من الاساتذة المتخصصين في مجال الادارة والاقتصاد الرسالة وقررت بعد المناقشة والمداولة منحه شهادة الدكتوراه وبتقدير جيد جداً..
وحضر المناقشة جمع غفير من الاهل والاصدقاء امتلأت قاعة المناقشة بهم بهجة وسرور يتقدمهم الشيوخ الافاضل في منطقة جنوب الموصل كلا باسمه ومقامه وعدد من الأكاديميين والضباط الحضور….
وفي ختام مقالتي اتوجه لاخي العزيز الشيخ خلف العطاالله وعائلته الكريمة الذين اقاموا مأدبة غداء لجميع الحضور بهذه المناسبة واقول لهم مبارك لكم هذا الحصاد ومبارك لكم هذا الانجاز ومبارك لنا معرفتكم….