11 أبريل، 2024 1:19 ص
Search
Close this search box.

الدكتور خالد المعيني..الأنسان..والمُعلِم …والقِدوة..

Facebook
Twitter
LinkedIn

يقال..( اذا اردت ان تعرف انسانا على حقيقته..أعلم من يعاشر…)

بعد انتهاء حرب الكويت..عام 90..

تعرفت عليه اثناء عمليات اعادة الآعمار للمشاريع التي طالتها اثار الحرب..حيث كان في حينها مشرفأ على هذا الموقع..وكنت في وقتها احد المشاركين فيه..

كان مهندسآ مثابرا مُتابِع لكل صَغيرة وكبيره في الموقع..رجُل..سَبقه صِيته في احترامه لعمله وتفاننيه فيه..ومايَحمِله من عمق العلاقة الجميلة مابينه وزملائه..لدماثة اخلاقه ..

عملنا سويا منذ الوهلة الاولى.وجَدت فيه..حُبه للعراق وترابه..لايأبه لساعات العمل الطِوال…بُعدَه عن الذات ..رجل..طيب القلب..كريم النفس لكنه..في نفس الوقت..لامجال للتهاون والحِساب لأي تقصير في العمل..مؤمن بمبدأ التفرقة بين العلاقة الشخصية…والعلاقة في العمل وفق مايبدع به الشخص..ومايقدمه..

هذا الرجل..واكبته في كل صَغيرة وكبيرة..لازمَته كأخ كبير..تعلمت منه روح المُثابرة في العمل ..وأن التفاني به من اوليات مبدأ الأنسان…ومبدأ المطاولة…ونكران الذات..

تعلمت منه..اننا نعمل لهذا الوطن الذي كان هَمنا الاول والآخير..

لم يكن يفكر بِعائلته الصَغيرة..وماحَل بها…وضع نُصب عينه…( العراق أولآ )..نَجوب الطرقات ليل نهار في جميع المحافظات التي كان مشرفآ على مشاريع الأعمار فيها لسنوات..وانجازات مكلله بالنجاح الباهر..

لم يعرف طعم الركود والراحه ولم يأبه لساعات الدوام الطويلة ..الا غَفوة قليلة في داخل السيارة التي كانت بمعيتنا..

عَرفت فيه..طموحه اللآمحدود..لكل مايَخدم العراق..وعندما قرر ان يَدخل معترك السياسة..ايقن تماما ان يعلم دهاليزها وفنها ..بطريقة علميه ومنهجية بحته من خلال التحاقة بكلية العلوم السياسية ( الدراسة المسائية ) ..حيث كان مقهى الشابندر..المكان المفضل بعد الدوام الرسمي لينزوي في احِدى اركانه… ليتُابع فيه مِنهاج دراسته قبل الذهاب للمحاضرة والمواظبة بشكل يومي..وتخرج بامتياز..ليحصل على البكلوريوس…ثم الماجستير..ثم الدكتوراه بامتياز..وكان محط أحترام زملائه واساتذته في الكليه..

كنت اتمنى..ان أرى اليأس في عينه ولو لوهلة.. او نظرة خوف من شئ ما..او لحظة تعب..منذ ذلك الحين..ايقنت..ان في نفس هذا الرجل..هدف كبير..اسمه العراق..

وعلى مدى خِضم السنوات..لم يَتغيير..كما هو ..انه بِحق مدرسة للتفاني..والآخلاص والأبداع..

دمت..أخآ..واستاذآ…ورفيقأ للعمر..حفظك الله..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب