23 ديسمبر، 2024 3:29 م

الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلاميا

الدكتور حيدر العبادي وتحديات المصداقية وصورته المرتبكة اعلاميا

ليس جديدا ان نقول ان مصداقية السياسي اهم عناصر قوته السياسية والتي توفر له قبولا شعبيا يهدف له السياسيون وياتي هذا من خلال سلاح الاعلام فان أحسنَ السياسي والزعيم  استخدام هذا السلاح وزينه بالمصداقية تحققت اهدافه وان اساء استخدامه بالكذب او الارتباك الاعلامي فانه يفقد مصداقيته ويخسر شعبيته ويفشل في عمله .

والمتابع السياسي للشان العراقي يجد ان السيد العبادي المكلف الحالي بتشكيل الحكومة يعمل بصمت واضح عكس الكثير من السياسيين الذين نسمع صريحاتهم عن المفاوضات الجارية وعن مطالب الكتل للمشاركة في تشكيل الحكومة وهذا الامر يضعف مواقفه ويتيح للاخرين القدرة على توجيه الراي العام او التاثير فيه واحباط معنوياته مما يولد صورة لدى المواطن العراقي بضعف شخصية السيد العبادي امام الواقع الصعب وعدم قدرته على التواصل مع الكتل من جهة ومع الجماهير من جهة اخرى خاصة مع عدم صدور بيانات منه تبين موقفه من الاحداث والمفاوضات الجارية او رايه بما يحصل على الساحة العراقية .

والغريب انه توجد عدة صفحات في الفيس بوك كلها تحمل اسم السيد العبادي وتنقل اخبارا ونشاطات لايعلم صحتها من عدمه والاغرب ان غالبية هذه الصفحات تدعي انها الاقرب والرسمية الممثلة له وان غيرها لاتحمل هذه الصفة فضاعت على عشرات الالوف من المتابعين للفيسبوك مصداقية السيد العبادي وبدات الامور تنعكس سلبيا عليه فنحن لانعرف من هي الصفحة الرسمية الحقيقية له ولانعرف ان كانت كلها غير رسمية ولاتمت بصلة له لامن قريب ولا من بعيد . فان كانت كلها لاترتبط به فهذا خطا في مسيرته وستراتيجيته لانه ترك الحبل بيد العابثين ولم يوضح للشعب من هي الجهة التي ترتبط به وان كان بعضها او احدها فقط يرتبط به فهو قد اخطا ايضا بعدم الاعلان عن هذا البعض وترك المعنيين والمواطنين بحالة من الضبابية غير مقبولة من رئيس وزراء .

ولذلك يتطلب الامر من السيد العبادي ان يشكل مكتبا اعلاميا من ذوي اختصاص في الاعلام والسياسة ليكون فاعلا على الساحة الاعلامية ومصدرا للاخبار عن نشاطاته وبيان مواقفه ويتواصل نيابة عنه مع الراي العام عبر وسائل الاعلام المختلفة. ويكون حلقة وصل بين الطرفين حتى يقطع الطريق امام من يستغلون اسمه ويمررون ما يشاؤون من افكار واخبار ونشاطات والمطلوب منه كذلك ان يصدر بيانا رسميا منه شخصيا ويوزع على وسائل الاعلام المختلفة وخاصة التلفزيون والجرائد المعروفة يبين فيه صحة ارتباط هذه الصفحات الفيسبوكية به من عدمه ويعلن للمواطنين اسم وعنوان الصفحة والموقع الرسمي الممثل له ليستطيع المواطنون عموما والمختصون بالذات من التواصل معه باعتبارهم حلقات استشارية واسعة والاهم من هذا ان السيد العبادي يكتسب بهذه الاجراءات ثقة المواطنين ويعزز مصداقيته وهما الركنان الاهم في العلاقة بين القائد وشعبه .

وهذا ما نتمناه له فنحن بحاجة الى النجاح وليس غيره .

فهل تصل هذه الملاحظات الى السيد العبادي ؟!!

وهل يستجيب لها لتنظيم عمله وتصحيح جانبه الاعلامي ؟!
لننتظر ونرى