أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ كان رسول الله “ص” : يقف بين الناس ويقول من له علي ذنب فليقتص مني ؟
وكان العقلاء وأهل الحكمة يقولون :-
رحم الله أمرءا أهدى الي عيوبي –
لآن العراق يحتاج العقول للخلاص من محنته , ولآن العقول هي منحة السماء وأنت رجل تؤمن بهدي السماء وقد حانت فرصة أكتشاف وأختبار تطبيقك العملي لهدي السماء عندما أصبحت رئيسا لمجلس وزراء العراق الذي فرضت عليك فيه وجوه لاتستحق التصدي لآن فيها صدأ والصدأ في كل شيئ غير مقبول وليس لها صدى طيبا وعكس الطيب لايستطاب وبعض العقول كشفت لك مبكرا عدم قدرتك على تجاوز فيتو المحاصصة في تشكيل الوزارة , وتمنت عليك ألآجتهاد في أختيار مستشاريك وقالوا لك أن المستشار هو الرقم السياسي وألآجتماعي والعلمي , ومن لايملك هذه الصفات لايمكن أن يكون مستشارا وأن أسبغنا عليه كل الدعاية والمديح ومنحناه كل ألآمتيازات كما فعل من كان قبلك ممن حولوا ألآستشارة الى مرارة وتعسفوا بالمناصب الى حد الدعارة والقذارة .
يادكتور حيدر العبادي بوادر التحرك صوب التغيير مطلوبة وواجبة كوجوب صلاتك اليومية , ومثلما تحرص على صحة الصلاة لامجرد أدائها عليك الحرص والتدبر في أختياراتك للتغيير , فلا زالت أختياراتك غير مقنعة وأن كانت في بداياتها , بل أن بعضها مخيفة ومحبطة لاسيما في مكتبك الخاص , ومكاتبك التي بدأت تشرع أبوابها بدون فلاتر للمتربصين والمتزلفين ممن أمتهنوا حرفة التقمص للآدوار حتى صاروا أبالسة وشياطينا , وهؤلاء هم داء العراق في الدولة والحكومة والمجتمع ,وهم كانوا سببا لفشل من كان قبلك فلا تكرر الفشل , فأن تكرار الفشل وتعمده ذنب كبير , وهم موجودون في مكاتب كل ألآحزاب والكتل ومكاتب الشركات التي أعتبرت العراق مكانا مناسبا لشباكها وشراكها وعمولاتها وقد أصبح لها سماسرة وأدلاء وشركاء ينتشرون في الحكومة ومجلس النواب ومجالس المحافظات فأحذر أن يكون لهم شريكا أو عينا في مكاتبك التي دخلها غير المجرب وغير الناصح وغير المعروف بألآمانة لآنك ضيعت مفاتيح الخبرة الحقيقية والكفاءة وعقولها عندما أبتعدت عن الكثير منهم لاسيما الذين تواصلوا معك من أجل الوطن والمواطن ومن أجل الحق والحقيقة وقالوا لك حرصا وشفقة عليك عندما نكون الى جانبك لايطمع فيك الطامعون ولايقترب منك الخائنون ولا يستصغرك المكابرون المغرورون من الذين قالوا عنك يوم ترشيحك أنك ضعيف في ألآمن والسياسة ؟
يادكتور حيدر العبادي ليس عيبا أن يخطئ المرء , ولكن العيب كل العيب أن يصر المخطئ على خطأئه , ولآنك في بداية ممارستك للحكم وأمامك كم هائل من المطالب الملحة , فأن بعض تعيناتك لاتبشر بخير ولاسيما في وزارة الداخلية وأنت تعلم أن وزيرها كان مديرا لمكتب هادي العامري , فأذا كان هادي العامري مرفوضا من قبل أتحاد القوى الوطنية والعراقية فكيف قبلوا بمدير مكتبه ؟ وماهو الفرق بين رئيس المكتب ومديره ؟ فالخطأ هنا مشترك , ومن هنا يظل خوفنا مشروعا على أمن العراق وحكومة ومجتمع العراق , وأنت أشتركت بخطأ أخر مع الذين أخطأوا بحق وزارة الداخلية فعينت وكيلا لآدارتها ممن لم يعرف بنجاح ولم يوصف بخبرة سوى حصوله على وظائف بعض المحاصصات وأن لم يكن أصحاب المحاصصة مقتنعين بذلك .
وتغييراتك في الجانب العسكري غير مقنعة وغير صائبة , أذ كيف يعين قائدا عسكريا من خان الواجب الوطني وتخاذل ومن معه في الخدمة يعرفون ذلك ؟
ولازالت ألآفواج وألالوية العسكرية ومديريات الشرطة ينتشر فيها الفاسدون والمرجعية أدانت الفساد والفاسدين في المؤسسة العسكرية لآنها ألآخطر , ولم تنس المرجعية ومعها أبناء الشعب فساد الدوائر الحكومية ومعاناة المواطن اليومية من ذلك الفساد المستشري في كل الدوائر والمؤسسات , فأين أنت من ذلك لقد مضى عليك أربعة أشهر في رئاسة الحكومة ولازلت بعيدا عن بؤر الفساد , ولايمكن أن يكون ألآجتياح ألآرهابي مانعا من محاربة الفساد في دوائر الدولة وفي المجتمع , فهناك أرهاب الجنس والتحلل ألآخلاقي والفساد ألآجتماعي وألآقتصادي سيكون أشد خطرا وأطول أمدا من ألآرهاب التكفيري القتالي الذي سيكون الى زوال أن شاء الله لآنه يحمل بذرة فشله في سلوكه وأعماله لآنه ليس مشروعا للحياة , بينما سيظل أرهاب الجنس يجد له حواضنا في النفوس المريضة والعقول المعطوبة المعطلة التفكير , ولهذا كان عليك أن تستعين بأهل البصر والبصيرة الذين يعرفون بأهل البصائر فهم أدرى بشؤون الناس وتشكل منهم خلية عمل تكون الى جانبك في كل دوائر الدولة عينا ويدا لمحاربة الفساد بخطط علمية منهجية مدروسة , وتكون هذه الخلايا من أهل البصائر في كل المحافظات تدرس وتخطط وتتابع وتوقف نشاط الفاسدين , فاليد الواحدة لاتصفق , ومن أمن العقاب أساء ألآدب , نقول ذلك لآن العراق يحتاج ثورة أصلاحية شعبية عمادها العقول وسلاحها المعرفة ومعها القوة التي تردع من لايرتدع ألآ بالقوة , لآن ثقافة الفساد لاتأتمر ألآ بذلك , وهناك الكثير من التفاصيل ستجدها جاهزة عندما تكون أنت راغبا حقا لازاهدا كما فعل غيرك ممن خذلوا الحق ونصروا الباطل ومن يخذل الحق يخذل الناس ويكون مخذولا في نهاية المطاف وتلك سنة الله.