23 ديسمبر، 2024 4:27 م

الدكتور العبادي بدون زعل .. كافي لعب بالكلمات

الدكتور العبادي بدون زعل .. كافي لعب بالكلمات

أدرك معظم العراقين ، والمطلعين منهم على وجه الخصوص ، خفايا وكواليس ادارة العملية السياسية الكسيحة في العراق ، ولم تعد تنطلي عليهم الخطب والشعارات الرنانة وكلام السجع والتبريرات العقيمة التي تديم الحال على ما هو عليه بدون خطوة او خطوتين الى الأمام .. وبدون اطالة .. تشتكي حضرتك يا دولة الرئيس بشكل مستمر وممل من التوافقات السياسية المعرقلة لأنجاز موضوع ما يسمى بالتوازن الوطني (الأكشر) لتعيين المرشحين في الهيئات المستقلة والمناصب والدرجات الخاصة
ويلاحظ الجميع أن سياسات (التحالف الوطني) وتخبطه المقرف في اسلوب قيادة العملية السياسية في العراق ولأكثر من عقد مضى ، هي رأس الرمح في كل مآسي ما حصل ويحصل من ارباك سياسي انعكس بصورة مباشرة على الملف الأمني والأقتصادي واستشراء الفساد ، وأيضا ملف التوازن الوطني وملف المصالحة الوطنية .. وان التحالف الوطني الذي لا يمكن لحضرتك أن تخرج من مطبخ سياساته تلك في المرحلة الراهنة على الأقل كونك جزءا أصيلا فيه ، هو الذي يضع العراقيل والمعوقات أمام انجاز صفحة التوازن الوطني المهمة التي ربما كانت ستطفيء بعض من نيران الفرقة السوداء التي بدأت تتغلغل وسط مجتمعاتنا لو تم انجازها على عجل ومنذ حين .

فمرشح أي كتلة من داخل كتل (التحالف الوطني) لأي منصب حكومي مهما كانت الشوائب التي سجلت عليه يعين (فورا) وبدون تردد ، وفي العادة يكون مرشحا وحيدا لا ثان له ، وكل مميزاته انه عضوا في تحالفكم ذاك .. وقد تبررون ذلك مرة بالضغوط السياسية فيما بينكم ومرة أخرى بالحفاظ على وحدة التحالف وغيرها من مبررات خبرناها وسأمنا منها ومن مطلقيها .. أما المناصب المخصصة الى أطراف الجانب الآخر من شركائكم في العملية السياسية ، فما زال الشك والريبة ديدنكم في التعامل معهم ومنذ ايام ولاية المختار الأولى .. وما زلتم تصرون بشكل غريب على ترشيح خمسة أو عشرة شخصيات لكل منصب لكي تتم موافقتكم الكريمة على واحد منهم بعد دراسة وتمحيص قد تستغرق شهور او سنوات .. وتلك السياسة وليس غيرها هي التي انجبت موضوع ما يسمى بأدارة الدولة بالوكالة ، وهو من اختراع تحالفكم الغريب ذالك .. وكأن مرشح تحالفكم الوطني .. أي مرشح .. لأي منصب .. هو عراقي من الدرجة الأولى ، وفيه خط ونخلة وفسفورة .. رغم فساد معظمهم .. أما مرشحوا الأطياف والكتل الأخرى فهم (بدون) ، واستوجب التدقيق والتمحيص الدقيقان حولهم رغم أن معظمهم من المشاركين في العملية السياسية منذ احتلال العراق .. وقد يطول أمر الموافقة على أحدهم لحين ورود (الأوكي) من خلف حدودنا الشرقية .. تلك هي الحقيقة الناصعة الوحيدة في تأخير موضوع التوازن الوطني والتي يتحملها تحالفك الوطني يا سيادة رئيس الوزراء ولن تتحملها أي كتلة أخرى .. أما التعميم واللعب في الكلمات الذي تميزتم به بجدارة عن الآخرين ، والتبريرات العقيمة والكاذبة واستخدام (التقية) التي صبغت كل سياسات حزب الدعوة ، فثق انها لم تعد تنطلي على أحد .