خذوا المناصب والمكاسب لكن خلولي الوطن … ألّفها مازن الشريف وغناها ولحنها لطفي بو شناق , وأنا أقول خذوا اموالكم ومغانمكم وثرواتكم , خذوا عروشكم وقصوركم ومقاطعاتكم وعقاراتكم , خذوا سلطانكم وطغيانكم وجبروتكم ,دواوينكم وخدمكم وعبادكم , قاعاتكم وبساطكم واثاثكم , خذوا متحدثيكم وحماياتكم ووزرائكم , اسراركم وتحالفاتكم واحزابكم , خذوا شركاتكم وسماسركم واستثماراتكم , خذوا شعاراتكم ووعودكم وراياتكم , خذوا اطماعكم وخرابكم وفكركم … ولكن خلولي وطن اسمه العراق , خلولي أرضي وشعبي , ديني وفكري واعتقادي , خلولي أرثي وتاريخي وجذوري ..لاني سأنبت من جديد في تربه الاصلاح وهذه المره سأتخلص من كل ما علق بي من ترابكم وكل ما حواه من فساد وخرابٌ وخرابٌ …وخراب .
خذوا الشعائر والمنابر لكن خلولي الحسين … خذوا شعاراتكم التي ترفعوها ,زناجيلكم التي تمس ظهوركم , سكاكينكم وقاماتكم التي تدمي رؤوسكم , وزحفكم على بطونكم , خذوا ريائكم وهتافاتكم وركضكم , خذوا نعمة الله التي ترموها على الارض , خذوا ماتتغنون به اليوم وهو أشبه مايكون بأغاني الرقص , خذوا كل ما تعلمتوه من جهل وخداع , ولكن خلولي الحسين الشهيد . فاليوم عندي ماهو أقوى وأتقى من كل ماتفعلوه , عندي ثورة حسينيه الهيه قدسيه , عندي المنهج الاصلاحي الحسيني , فقلبي تواق للشهاده كالحسين , اليوم انا حرٌ كما قال لي الحسين ولست عبداً لمنصب او رمز أو اموال قذره , اليوم استشعر بالبطل عباس حين استكثر أن يشرب الماء وأخوه الحسين عطشان , اليوم ارى الحسين رحمة للعالمين , وليس ملكا لطائفه أو عائله , فالحسين ليس لكم , الحسين للجموع الثائره , لدموع الثكالى , لجوع اليتامى , الحسين الشهيد ناصراً لكل من لا ناصرا له .
واليوم نشاهد ونسمع الخطباء وهم يلقون علينا ماهو شكلي بعيداً عن الموضوع والجوهر , اروي لكم كيف أن دكتوراً وفي عزاء حسيني تطرق الى مفاهيم كانت غائبه عن الانبياء والرسل وعن الائمه عليهم السلام حين استنبط من القران الكريم ما يظنها حقيقه واطلقها على مسؤوليته الكامله وأنه مستعد لمناظرة العلماء والباحثين , هذه الحقيقه استندت على دراسات علميه من المؤسسات البحثيه الامريكيه , البحث يقول بأن طائر الهدهد والذي ذكر في القران الكريم , يستطيع من بعد شاهق ومن سرعة الرفرفه في جناحيه ان يدلنا على مياه جوفيه على ابعاد عميقه , وهذا شئ على الله يسير , وأن ما وصلنا اليه من علم ومعرفه شيئاً قليلاً , ولاحدود لعلم الله تعالى , أما أن يؤسس هذا الدكتور الى حقيقه بان يضع معياراً لقياس الانبياء عليهم السلام ويرتكز هذا المقياس على نوع الطير الذي يذكر في القران , فهذا في الحقيقه علم لابعده علم بالمقياس الانساني , وربما تتعدى حدود المقدره العقليه للبشر في الوقت الحاضر , ولكني لم أفهم لماذا لم يذكر هذا البحث في كتب الاولين والباحثين وحتى حديث الانبياء , ولماذا اطلقت هذه الحقيقه في العزاء الحسيني وماهو القصد من ذلك , هل لان صاحب العزاء وزير ودكتور ويجب ان يكون مستوى الخطاب على قدر مستوى العقول التي تخاطبها , والله أحترت جدا في فهم هذه الحقيقه , (أن الله قد جعل الطير مقياس الانبياء) .
والذي يحير أكثر أني لم أجد أي ترابط بين مناسبة العزاء وهذه الحقيقه لان الدكتور الخطيب وفجأة حول الموضوع فقال أن البكاء على الحسين سيخلصكم من كل ذنوبكم حالما تخرجون من العزاء , لان الحسين وحسب ماقاله الخطيب واستناده بذلك على حديث للامام الصادق عليه السلام حيث قال بان جدي الحسين يعلقكم كسنارة الصيد , وزاد عن ذلك بان شبه ذلك بيده وقال للجالسين بان الحسين سوف يعلّقكم بالسناره , وحثهم على الصلاة على محمد وال محمد ففعلوا , ثم أبكاهم كما هي العاده , وبكى الوزير العادل وانتهى العزاء ,وأثنى الخطيب على الوزير العادل في كلمته الاخيره , وأخذ الوزير يوزع الطعام على الحاضرين , واليوم نسأل الوزير هل بالامكان استخدام الطير بان يستكشف لنا نفطنا بدلا من صرف المليارت على الشركات الاجنبيه , وتطوير الاستكشافات في مجال المياه العذبه بدلا من بناء سد في البصره وصرف المبالغ الضخمه , وبدلا من اعطاء المناقصات للشركه اليابانيه , وربما نتأمل من الهدهد خيرا والى ذلك الوقت , نود اعلامكم أيها الوزير العادل بأن اهالي البصره لازال مائهم مالحاً جدا .
كيف ننهض ضد الفساد والفاسدين وأن نصلح هذه الامه , كيف نكون أنصاراً لابي الاحرار, ونحن همنا البكاء والتباكي حسب ما قاله سيد من الحكماء في قاعته الصفراء الفخمه , في مجلسه المعظم ,لاأدري والله كيف ننصر الحسين ونحن لانفهم لماذا خرج الحسين على الظلم والطغيان , لاأدري والله كيف نقول اننا حسينيون ولانرفع شعارا خالدا . ( الامام الحسين أصلاحٌ وثوره )