دأب الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف، منذ فترة ليست بالقصيرة، على التعريف بقرى ديرة ريف جنوب الموصل، والكتابة عنها تباعا..وكان مشروعه في الكتابة عن قرى ريف ديرتنا موفقا حقا ، إذ اكتسب أهمية خاصة، من واقع كون الدكتور إبراهيم العلاف أستاذا متمرسا في مادة التاريخ الحديث إبتداء.. مما يعطي كتاباته صفة المهنية ،والرصانة العلمية ،كما ان ممارسته التدريس في بعض تلك القرى، في بداية حياته التعليمية ،في سبعينات القرن الماضي، منحته الخبرة الكافية، والمعرفة اللازمة، التي اهلته للكتابة عنها بدراية تامة .
وبذلك فإن معايشة الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف الميدانية لمجتمع ريف الديرة، وعلاقته المتميزة مع أهلها ونخبها واعلامها ، كانت قد منحه فرصة الإلمام بالكثير من التفاصيل عن ريف الديرة ،مما أعطى كتاباته المنشورة عنها في مدونته على الفيسبوك، ومواقع التواصل الإجتماعي، صفة الدقة ميدانيا، زمانا ومكانا،وناسا ومجتمعا.
ولعل التفاتته للكتابة عن أعلام وأدباء ونخب الديرة، زاد كتاباته عنها وهجا، وموضوعية.. إذ كان تواصله مع الطاقات الأدبية، وشعراء ريف الديرة مشهودا، بقصد النهوض بأدبها وموروثها الشعبي الريفي،وتوثيقه، حفاظا لخصوصيته، وترسيخا لأصالة هويته، وحمايته من مخاطر الضياع والاستلاب، بتداعيات العصرنة الصاخبة.
جهد مبارك حقا، يشكر عليه الدكتور ابراهيم العلاف، ويحسب له..وهو الأستاذ المتمرس، والباحث المختص بالتاريخ ،الذي يقدر حقيقة قيمة التوثيق ،في الحفاظ على هوية ، وتراث الثغور والأمصار .
وكم أتمنى عليه أن يبادر لإستكمال مشروعه، بادامة التواصل مع أدباء وشعراء ريف الديرة،وتوطيد تشابكهم مع أدباء المركز، وتوثيق نتاجاتهم، والشروع بجمع ما كتبه عن ادباء ،واعلام، ريف جنوب الموصل من مقالات، واثرائها باللقاء مع أهلها كلما أمكن ، ووضعها في كتاب مطبوع، ليكون دليلا ومنارا للأجيال القادمة ، ومرجعا للباحثين والمهتمين بالتراث الريفي مستقبلا.