بدأت مسيره الدرب من هناك من منزل والدها المتواضع ذلك الاب العظيم الذي قدم الكثير من التضحيات من اجل الوصول بأبنائه الى قمم الجبال العالية في درب العلم والعلماء. وانتهت احدى الحكايات اليوم في جامعه الموصل بعد مناقشه شهاده الدكتوراه للطالبة ايلاف محمد احمد ابراهيم الجبوري والتي كتبت عنوان لأطروحتها الموسومة..
((سمات الشخصية الإسلامية في كتابات أبي الحسن الندوي العربية والمعربة إلى نهاية القرن الثامن الهجري))
نعم ان من جد وجد ومن زرع حصد مقولة نسمعها منذ صغرنا وكلنا يعرف انها مكسب وثمرة طيبة لكل المجتهدين الذين لا تعنيهم الاوقات والازمنة ولايهمهم المخاطرة لصعود الجبال من اجل الحصول على العلم وسلاحهم المثابرة ولا تعيقهم كل الصعوبات امام الوصول الى الهدف..
تنحدر الدكتورة ايلاف محمد احمد ابراهيم من منطقة جنوب الموصل ومن عائلة فلاحية تتميز بالذكاء ويعتبر الجد الرابع لها الشيخ ابراهيم العلي هو المؤسس الاول لقريه العين الموجودة حاليا والتابعة لناحية الشورة وقد سكنها قبل اكثر من قرن ونصف..
اما جدها الحاج المرحوم احمد الابراهيم فكان احد اعلام الشعر النبطي في تلك المناطق في ستينات وسبعينات القرن الماضي وكان ينظم القصيدة البدوية بلهجة ريفية يستمتع بها كل من يسمعها من هواة الشعر النبطي.. وقد اشتهرت احد قصائده والتي كتبها مدحاً وتمجيدا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم…
وعودة الى قاعة المناقشة في كلية الآداب. جامعة الموصل فقد دافعت الطالبة ايلاف الجبوري عن اطروحتها امام لجنة المناقشة بكل ثقه بالنفس وقدمت كل الادلة والبراهين الأدبية والتاريخية…
ورغم ان المناقشة استمرت لأكثر من اربعة ساعات الا ان صمود الطالبة وثقتها بنفسها وبكل ما كتبته في رسالتها وضعتها في صفحة المنتصر الناجح والمثابر الذي يريد تحقيق الهدف وبجدارة…
نعم ان ما يفرحنا اليوم اكثر ان بناتنا اصبح لهن نصيب من العلم واصبحن ذات شأن وجاهزية تامة لاستلام مهام قيادية في المجتمع.. فحفيدة فلاحة الامس وهي تحصد السنابل بمنجلها المقوس اصبحت اليوم تحمل حقيبتها الجامعية وهي تلقي محاضراتها للطلبة كأستاذة اكاديمية في ساحات العلم في الجامعات العراقية..
لقد اثلجت الصدور يادكتورتنا الفاضلة ايلاف محمد الجبوري بهذه الشهادة الاكاديمية العليا وكلنا فخر بك لأنك ابنة قريتنا في الطفولة وابنة منطقة جنوب الموصل وابنة قبيلة الجبور التي تقدم لنا يوميا عالماً وعالمة من ابنائها الاكارم…وهنا لابد ان نشير الى الدور المساند لذلك البطل الاسد زوجها الاستاذ وليد علي خليف المحل الجبوري وعائلته الكريمة والذين قدموا كل التسهيلات المطلوبة لابنتهم الدكتورة ايلاف فكانوا نعم العون ونعم السند فلولاهم لما استمرت مسيرة العطاء ولأنهم عائلة علمية لها جذورها في التعليم وَجدت في وجوههم اليوم الفرحة والبسمة وهم يشاركون الدكتورة فرحتها…
مبارك والف مبارك لكم يا ابناء جنوب الموصل هذه الكفاءة العلمية الجديدة ومن نجاح الى نجاح والله الموفق…