لَما لم نجد ردا ,, نناقش بمقالنا اليوم الإجابة على سؤالنا بمقالنا السابق (هل نحن جبناء) , ونقول ان التحديات التي يواجهها الطغاة في عالم يثور فيه الناس ضدهم ان كانت
مقاومة الشعبية او حزبية كما في الديكتاتورية الوحشية في العراق وايران ومحورها واذنابها قد اختارت طريقً القمع منهاجا لإسكات الشعب وثواره . وبنفس الوقت انها تستخدم موارد
الدولة لشراء الولاءات ونشر الفساد وتمويل الارهاب، الأمر الذي يمكن أن يعزز من مراكز القوة البديلة لأجهزة الدولة القمعية – لذلك يبرز تسائل موزون يقول من يتحمل بقاء حكم
طائفي دكتاتوري عميل لدولة أجنبية قابعا مذلا على رؤوس العراقيين والدول التابعة للفرس طوال العشرين سنة الماضية وربما يستمر أكثر!؟ إنها فعلا قضية معقدة لأن هناك العديد
من الجهات الفاعلة المعنية بإدامه وجود حكم الفاسدين هذا، ذلك لأنه لو كان أي حكم قمعي لا يمتلك قوة بشرية شعبية تؤلف أحزاب عميلة للحكم كما يجري لكان من السهل
القضاء على حكم العملاء لكن بوجود هذا الكم الهائل من المخدوعين الولائيين والطائفين والمنتفعين من القتلة واللصوص فان الامر يبدوا اصعب من مجرد اجتماع مجاميع بشرية
ذات مصلحة مشتركة وطنية او اقتصادية تنقلب وتغير النظام الفاسد الارهابي ، و لا نقول هنا انه أصبح من المستحيل تغيير النظام والحكم تحت عباءة العملاء واحزابها هذه لأن
شعبنا حي وان الظلم لم ولن يدوم .
اذن للشعب والأحزاب والأجهزة الأمنية دور كبير يلعبونه في بقاء الأنظمة القمعية. بينما يجب على الأطراف التي تقود نضالا ضد هذه الديكتاتورية الوحشية أن تهتم بالرأي
العالمي أيضا من أجل ان تضعف الدكتاتوريات الوحشية,, وعليه قد يكون الضغط العسكري مطلوبًا أيضًا وعلى المجتمع الدولي معاملة مواطني الحكومات الديكتاتورية بشكل عادل
ومنصف وليس اختياريا ولذلك ، يفترض بالمجتمع الدولي أن يقول شيئًا ما ضد هذه الديكتاتورية الوحشية ويتخذ موقفا حازما ضدها وأن يجد بدلاً من استمرار حكمهم حتى وان
كان يناسب أهدافهم حلولًا سياسية تستجيب لمطالب الشعب مع احترام القوانين الدولية. وعليه نحن نعتقد ان على الدول أيضًا معاملة البلدان الأخرى التي تدعي انها تطبق
الديمقراطية وتخدع المجتمع الدولي بقيامها بإقامة انتخابات محصورة بين عملائها لا يشارك الشعب في خيارات أخرى غير التي تطرحها هذه الحكومات الدكتاتورية الطائفية
وبطريقة عادلة ومنصفة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأزمات حيث يحتاج الناس إلى المساعدة. فيجب على جميع الدول خصوصا دول الجوار بذل جهد لمساعدة أولئك الذين
يعانون في ظل النظام القمعي الطائفي الذي يعمل على إبادة المكونات الأخرى ودعم أولئك الذين يحاولون إيجاد حلول لحالتهم لا العمل على محاباة الحكومات العميلة والدكتاتورية
والطائفية.
يتمكن المتمردين او الثوار مهما كانت التسمية داخل الدولة ممارسة الضغط على حكوماتهم ولكن آراء الناس من الخارج يمكن أن يكون لها تأثير أيضًا إذا تم القيام بها بطريقة
موحدة. ويفترض بالمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة أيضًا محاولة الضغط على هذه الديكتاتوريات حتى يمكن محاسبتها على أفعالها ضد مواطنيها، ولا أدرى لماذا وما هو
المنطق المنصف في اختيار ديكتاتورية وحشية من شأنها أن تقمع أي سياسية مختلفة وتعامل أي خلل في الدولة بالقتل او القسوة على أنه أمرا مقبولا دوليا؟ بل ان ذلك سيولد
حقدا دفينا لدى الشعب المناضل حين يرى هذا النوع من المحاباة او السكوت. (شيء وارد ونفسي طبيعي).
في حالة بقاء الحكم الديكتاتوري الطائفي مدة طويلة، يتحمل الناس والأحزاب والأجهزة الأمنية والعسكرية والمجتمع الدولي المسؤولية بشكل مختلف ومستويات متعددة. وصحيح إن
سيطرة الدولة الطائفية او الحزبية الصارمة هي إحدى الطرق التي تمكنت من خلالها الديكتاتوريات من البقاء في السلطة، كما كان يجري مثلا في الاتحاد السوفياتي حيث كانت
نخبهم الحزبية تعتقد انها تقدم مهمة اجتماعية مقدسة. باختيار وإبقاء مسار معين، مثل مسار ستالين هذا مما مكن مجموعة صغيرة من النخبة من فرض قواعدها وأنظمتها الخاصة
على الأمة وكان هذا بسبب وجودهم القوي بعد نجاحهم العسكري قي الحرب العالمية الثانية حيث أصبحت السلطة بيد ستالين فأسس الاتحاد السوفياتي الذي كان مرهوبا من دوله
ودول العالم.
وهكذا تتشابه احكام وطرق الحكم الصفوي في إيران والعراق التي استلمت الحكم بالعراق نتيجة ان الطرف الاخر كان مقاوما للاحتلال الأجنبي الاممي بقيادة أمريكا. لقد لعب
الصفويون دور المنافق والذليل للغرب من أجل ان يصلوا لغاياتهم في السيطرة على الحكم في العراق ويضموه لدولة الفرس القمعية فقاموا منذ اليوم الأول بحملات إبادة منظمة للسنة
والقوى الوطنية وكانت نخبهم واتباعهم تعتقد كما اعتقدت نخب ستالين انها تخدم مجتمعهم وطائفتهم حتى اكتشف الكثيرون منهم انهم يساهمون في قتل إخوانهم بالوطن وبخراب
بلدهم واقتصاده وهيهات ينفع الندم.!. فهل يحق ان نقول اننا جبناء ؟!! شعبا تعرض ولا يزال يتعرض لشتى أنواع الإرهاب والقمع والابادة بتأييد دولي و وعربي لا يمكن ان نطلق
عليه الا الشعب الصابر المناضل العظيم والعظمة لله يهديها من يشاء من عباده بدرجات و لا بد لليل أن ينجلي.