حاولَ عدد من المتحزبين والمُؤدلجين ادلجة دينية سياسية وآخرين مستقلين ، لم يتحرروا من طائفيتهم ، تصوير رؤيتي الشخصية المتجردة حيال القمة العربية الإسلامية الأمريكية بقيادة المملكة العربية السعودية ، على انها دفاعٌ طائفي ، عقبها تصريح مكتوب لسياسي مُنتفع يرأس جبهة كارتونية لاتتمتع بأية شعبية على الساحة العراقية ، وواحد من دُعاة الأقليم السني المرفوض جماهيرياً على اقلِ تقدير ، في قوله الزور وهو يُغازلُ سلطة الخضراء : بأن كتاباتنا مدفوعة الثمن ، وبذلك يحقُ عليه القول (( كلٌ يرى الناس بعينِ طَبعِهِ )) ، فالسارقُ ايها الأخوة : يعتقد الجميع سُراقاً ، والمأجور يظنُ غيره شبيهاً لهُ .. وهكذا دواليك في هذا الزمن الرديء الذي سادَ فيه اللصيقُ على العريق .
ولايخفى على المنصفين ، ان من تربى ونشأ على الفكرِ الإنساني القومي العربي ، يصبحُ مُحصنٌ لامحال من الطائفية وبراثينها .
ولا غَضاضَة في الإفصاحِ والقولِ :
شسعُ نعل طفل بريء من اطفال كربلاء والنجف وميسان وذي قار .. وغيرها ، عندي اطهرُ منزلة مِن كُل مَن شاركَ في العملية السياسية (جاسوسيّة المَنشَأ ) .
وللحقيقة ، كان بامكاني تجاهل هؤلاء ، لاسيما ونحنُ في اليوم الأول من شهر رمضان الكريم ، وأن أكتفي بدعوةِ الباري ليشفيهم من الأمراض والأسقام التي إعتَرَت عقولهم وقلوبهم .
إلا ان استاذاً فاضلٌ طالبني بضرورة الكتابة ورفع اللغط والتحريف والبطلان الذي حاولَ اولئك المارقون إلصاقه بمقالتي الأخيرة ، واستجابة لطلبهِ ، قُمتُ بتحرير هذه السطور ، مستعيناً بالله جلَ وعلى ، لتنويرِ ابصارِ من يتعامى عن جهلٍ او تَعَمُدٍ في تحريف وجهات النظر وقلبِ حقائقها في التسفيهِ والإستخفاف وإلصاق الإتهامات .
بدءًا ، لم اتطرق في النصِ السابق للمقالة موضوعةِ الذكر ، سواءٌ في المقدمة او المتن والخاتمة بأية عبارة تُشير الى ان تلك القمة (( ستُحرر العراق )) ، ولا ادري إن كان الدكتور في وعيّهِ من عدمِهِ ، حينما كتب . وليس لِمثلِهِ ان يُعلمنا كيف سيتحرر العراق .
اما قوله : انه يُجري اتصالاته مع ازلام (( التحالف الوطني )) ويسعى الى إعادة المُهجرين الى مُدنِهم ومحافظاتهم ، فما هو إلا ضحك على الذقون ، كونه يعرف ان تلكَ العودة مرهونة بموافقة وليِّ طهران ومُرشدها الفقيه ، فلا مجال للمُزايدات الرخيصة ( ورحم الله امرءًا عرف قدر نفسه ) .
قبل ان اغادر فقرة التحرير ، تجدر الإشارة هنا ، الى ان العراق سيُحررهُ ابناءهُ الغيارى بكافة قواهم الوطنية والقومية والإسلامية التي لا تُعَوِّل إلا على الله وارادة الجماهير الأبية ، وسيجرفُ سيلُها العارم حكومة الإحتلال واحزابها ومليشياتها ، حال إزاحة الغطاء الفارسي عنها وخلع أنيابه وبترِ مخالبه .
فيما يخصُ الكتابات مدفوعة الثمن ، لن أ ُعلِقَ عليها ، فهيَّ فِرية ٌ كبيرة تَحُط ُ من شأنِ مُطلِقها وتضعهُ في موقفٍ لا يُحسد عليه لاسيما امام مَن يعرفني مِنَ العراقيين داخل وخارج القطر .
وبالعودةِ الى تحريف الخِطاب وصبغهِ بصبغةٍ طائفية ، بُغية إفراغه من التحفيز للروح الوطنية والقومية المُتعاطفة مع اقطار الأمة عامة والسعودية خاصة .
لابد من التصريح هنا الى : اننا عربٌ قبل ان يَمُنَ الله علينا بالإسلام وقبل ان نَتَسَنَّنَ ونَتَشيّع ، ومعرفتنا بأنسابنا وانتمائنا لأصلنا العربي سبقت معرفة اجدادنا الأوائل المسيحيّة والصابئة والإيزيديّة وما سبقها من الديّانات .
بالتالي يصبح الإنحياز الى العِرقِ والجذرِ اقرب للفطرةِ منهُ الى الدينِ والمذهب ، مع التشديد على احترامي وتقديري لجميع الديّانات والمذاهب .
وليسَ اقبحُ فِعلاً وأحط ُ شأناً لِمَن يُفَضِلُ الفارسي الأعجمي على اخيهِ العربي ، عراقيّاً كان ام سعودياً اوقطريّاً اوبحريني اوغيرهم من ابناء العروبة ، على خلفيّة الإنحياز الى الطائفة والمذهب ، ومَن يَصُرُ ويُكابرُ فهو أجهر .
شخصياً لا أجد في الطائفية سوى نظرة متدنية لِما تحتَ الأقدام ، ومدمرة إنسانياً ، ولا شكَ انها تُمثِلُ سلوكاً عبثياً غير مُجدي على المدى البعيد . ناهيكم عن اننا جميعاً ابناءُ امة فضَلَها الله على الفرسِ وبقيةِ الأُمم وحباها مجداً وعزاً وصفات قَلَ نظيرها في الأُممِ الأخرى ، ويكفينا شرفاً بأننا جميعاً ننحدرُ من جِذمَيِّنِ شريفيَيّنِ ( قحطان وعدنان ) ، وهذا يعني ويُؤكدُ وحدة دمائنا وتشابُك عروقنا ، وتلاحم جماهير قومنا وقبائلنا بوحدةِ النسبِ ( عمومة ٌ وخُؤُولة ٌ ) ، وإذا كانت قبائل ( بني لام ، بني أسد ، بني تميم ، وشمر وعباده وزبيد وغيرها الكثير ) لها جذورٌ وعشائرٌ وافخاذٌ وبُطون وعمائر في اليمن ونجد والحجاز والشام .. انتهاءً بالمغرب العربي ، فهل يَحقُ لمارقٍ ان يقفَ بجحودٍ ولؤم ٍ لينسِف تلك الوشائج والروابط ويفرقها في تفضيل طائفتهِ ومذهبهِ على اخوتهِ واهلهِ ، في تماهي مصلحي ضيق مع خطابات ( حكومة الإحتلال ) وزعماء مليشياتها الذين اعتادوا على رفعِ عقيرتهم كلما أدانَ المجتمع الدولي نظام إيران وسياستها العدوانية حيال محيطها العربي والأقليمي .
اخيراً فهي دعوة صادقة مُخلصةٍ لا مؤاربة فيها الى كُلِ من تُحرِكهُ نوازعهُ الطائفية في التعرُضِ الى اخوتهِ واشقاءهِ العراقيين والعرب اين ما كانوا ، ادعوهم لأن يراجعوا انفسهم ويتقوا الله فيما يكتبون ويُصرِحون ، وأ ُذكركم بقولهِ تعالى ( وما يلفُظ ُ من قَولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد ) صدق الله العظيم .
حفظ الله العراق والأمة .