كتب الداعية سامي العسكري مقال تناول فيه وضع حزب الدعوة الاسلامية بعد رئاسة الوزراء، العسكري في مقاله هذا وجه الوم لقيادات الحزب خاصة ممن تصدوا لرئاسة الحكومة، حيث وصف العسكري السيد نوري المالكي وغريمه رئيس الوزراء المنتهية صلاحيته بالأكباش! وان صراعهما على منصب رئاسة الوزراء سبب في ضياع المنصب من الحزب.
قسوة العسكري والاضطرابات الداخلية في الحزب، تؤشر على احد امرين؛ اما ان كل الشعارات والمبادئ التي رفعها الدعاة عن حزبهم وادعائهم بأن الدعوة مشروع يستمد حياته من الامة لا حزب يبحث عن السلطة ليموت بموتها، مجرد شعارات استغفالية! او؛ ان حزب الدعوة كمشروع انتهى بعد الحملة التي قام بها البعث في بداية الثمانينات ضد الاسلاميين ومنهم اعضاء حزب الدعوة، وان من عادوا مجرد شخصيات كانت قريبة من الدعوة وتحوم حولها الشبهات بعلاقتها مع البعث، خاصة وان قصص مغادرة هذه الشخصيات للبلد في ذلك الحين تثير كثير الشبهات، فضلا عن ادائها ودورها سواء في ايران او بعد مغادرتها في اجتماعات المعارضة العراقية.
على سبيل المثال العسكري نفسه ترك البلد في عام 1985 بعد ان كتبت شعارات ثورية ضد النظام على جدار احد المدارس في مدينة بغداد، اتهم فيها سامي الذي غادر البلد قبل ليلة من كتابتها! لكن اشيع بين الناس ان سامي هو من كتب الشعارات وان من اشاعها امن النظام نفسه!
ايضا وليد الحلي تم اعتقاله من قبل جهاز المخابرات من بيت اهله في الكاظمية، ليبقى في السجن مدة 12 يوم ثم يفرج عنه، لينتقل اهله للسكن في مدينة الاعظمية، ليغادر وليد الى ايران!
اما اداء الدعاة في ايران، فقد اضطرت ايران الى اغلاق معسكر الشهيد الصدر في الاحواز الخاص بحزب الدعوة، بسبب اكتشاف كل العمليات التي كان يقوم بها المجاهدين في الداخل ضد النظام بعد افتتاح هذا المعسكر! اضافة لاختلاق المشاكل بين المعارضين من قبل حزب الدعوة مما اضطر ايران الى اغلاق المعسكر.
دور الدعاة في المعارضة واجتماعاتها كان دور سلبي تخريبي، لدرجة انهم كانوا يثيرون المشاكل والخلافات على جناح الفندق الذي نعقد فيه اجتماعات المعارضة!
ان ممارسات حزب الدعوة في السلطة سواء في تعطيل بناء هيكل الدولة او في اشاعة الفساد وتبني الفاشلين، واعادة رجال النظام السابق للسلطة وفي مفاصل حكومية مهمة والتحكم في قراراتها، يضاف لهذا تحجيم شخصيات معروفة من الدعاة وتغييبها عن المشهد، عندما يتم مقاطعتها مع ممارسات الدعاة في ايام المعارضة وطريقة مغادرتهم للبلد، ترجح النظرية التي يقول بها بعض المتابعين والمعارضين انذاك ويؤكدها بعض الدعاة خاصة من تنظيمات الداخل، بأن اغلب من عاد الى العراق بعد عام 2003 تحت مسمى الدعوة هم اشخاص مجندين من جهاز المخابرات الصدامي وقاموا بأنشاء فرع للدعوة تابع لهذا الجهاز تم إعداده لهذه المرحلة بمشاركة مخابرات قوى عالمية ومخابرات اقليمية.
الختام؛ ايا من الامرين هو الاصح؛ كل المعطيات تقول ان حزب الدعوة اصبح من الماضي ولا يمكن ان يعود للسلطة وربما في عام 2022 يصبح نسيا منسيا وللابد…