23 ديسمبر، 2024 2:24 م

الدعوة الى التظاهر‎

الدعوة الى التظاهر‎

قبل كل شئ اود ان اؤكد ما قالته المرجعية هذا اليوم من دعوة الشعب للتظاهر ، ودعوة حكومة العبادي لمحاربة الفاسدين بضراوة وشدة . اذ انه لا صوت اليوم في العراق يعلو على صوت المرجعية . واصبح من واجب الجميع الالتزام بها لان ما ورد بها هو جهاد ايضا وجهاد عيني وليس جهاد كفائي . اذ يتوجب على كل فرد في الدولة والمجتمع محاربة الفساد والاخبار عن الفاسدين . . كما ان الدعوة الى خروج الناس للتظاهر هو نقطة الصفر في محاربة الفساد والمفسدين . واذا تعطلت اساليب التغيير فعلى الاقل نبداء بالكلمة ثم الخروج للتظاهر ، وفي ذلك تشجيع لرئيس الوزراء لاتخاذ الاجراءات الواجبة تجاه المفسدين وكذلك لتنوير الشعب الى مظلوميته التي جاءت من حكامه الفاسدين . وانا اعجب لتلك الاقلام التي تحاول ان تثبط عزم الجمهور في التظاهر بحجة ان لا فائدة منه ، او ان داعش سيستغل هذه التظاهرات دون ان يقدموا بديلا موضوعي او عقلاني لمعالجة الفساد والخروج من هذه الازمة التي وقع بها الشعب العراقي . فمن جهة هو يحارب قوى الظلام والتخلف من دواعش الحرب ومن جهة اخرى يحارب دواعش الفساد الموجودين في المنطقة الخضراء وخارجها . ان ثني الشعب العراقي عن القيام بابسط دور له وهو التظاهر والاعراب عن رايه في الشارع ما هو الا سذاجة فكرية او فعل مقصود يراد به التغطية على الفاسدين والظالمين او الخوف من غضبة الشعب . ان التظاهر هو حق من حقوق الشعوب في كل دول العالم وقد بداء هذا الحق منذ قديم الزمان واقرته الشرائع والمواثيق الدولية. ، فكيف نطلب من المظلومين عدم مقاومة الظلم باليد او بالكلمة وذلك اضعف الايمان .. . ودعونا نتذكر المظاهرات التي خرجت ضد الاخوان المسلمين في مصر في الثلاثين من يونيو عام 2013  والتي كانت نتيجتها تخليص الشعب المصري من الاخطبوط الذي جثم على صدره واطبق بظلامه على كل مرفق من مرافق المجتمع والدولة . ودعونا نتذكر ايضا مظاهرات الروس في فبراير من عام 1917 -، التي من خلالها نشاءت دولة من اعظم دول العالم في العصر الحديث .. رغم ملاحظاتنا عليها وغيرها من المظاهرات التي غيرت وجه التاريخ . ان الشعوب العظيمة فقط هي القادرة على صنع مستقبلها بيدها . واذا ما رضخ الشعب العراقي الى هذ ا الوضع الماساوي الذي جاء كنتيجة طبيعية للفساد في كل شئ .. الفساد الاداري والفساد السياسي والاخطر من هذا وذاك الفساد القضائي ، والشعب تائه بين لقمة العيش المغتصبة من حكامه وبين الحرب على قوى الظلام وليس امامه الا الشهادة او الموت جوعا وظلما . فاي مستقبل ينتظر الشعب اذا لم يخرج اليوم ليعلي كلمته امام كل المفسدين والمنافقين .. .. ان الانتصار على الظالمين والمعتدين يبدا من داخلنا . واذا لم نهزم الخوف والخنوع في دواخلنا فلا يمكننا الانتصار على احد . فمن هزم نفسه لا يستطيع ان يهزم عدوه …فيا ايها الشعب العراقي انزلوا الى الساحات والشوارع ولتكن لكم كلمة واحدة وصوت واحد ويد واحدة ضد الظلم والفساد .