9 أبريل، 2024 11:52 م
Search
Close this search box.

الدعاية الانتخابية

Facebook
Twitter
LinkedIn

كثرت في هذه الايام الدعاية الانتخابية لمجالس المحافظات, وظهرت وجوه جديدة بشعارات حديثة ومقرفة ايضاً, وفي وجوه قديمة بشعارات سئمنا سماعها .. صور بإعداد هائلة معلقة بجميع الازقة العراقية الجريحة, انتخبوا مرشحكم الذي يروم خدمتكم وسعادتكم الخ….وقد تجد امرأة تدعو الناس ان تنتخبها لانها زوجة شخص معروف في منطقة معينة, او برلمانية تدعو لانتخاب زوجها, او امرأة لم ترفق صورتها مع الملصق لأنها تستحرم! وقد يبدو هذا الاخير غريباً, لأنها بهذه الدعايا الخالية من الصورة, تريد ان ترائي الناس بها, والواقع يكذبها, لاننا نعلم اذا نجحت في الانتخابات ستخالط الرجال وستحضر ندوات واجتماعات وستظهر بالتلفاز فـكيف نفسر هذا؟!…وقد تطور الامر شيئا فـشيئاً فصارت الملصقات تبشر بقدوم حكم عشائري صرف, حيث تجد المرشح يكتب تهنئات كاذبة وغريبة بعض الشيء : تهنئ العشيرة الفلانية بيـت فلان ابنها البار لترشيحه للانتخابات..ولا اعرف ان ابنها البار هل سيعرفها بعد الانتخابات, وهل سيبقى باراً ام سيكون جاحد او فد واحد ميستحي؟!. أن هذه الدعايا الانتخابية خالية من النفس الوطني الذي يبعث على الاطمئنان, فإنها وحسب ماتفصح, عشائرية بحتة, وكل واحد من المرشحين يريد ان يخدم عمامه وخواله والشعب يطيح حظه !..والجميع يعرف إن اكثر ماعانى الشعب العراقي منه هو التمايز العشائري والطبقي ولازالت ذاكرة الشعب متوهجة ولم ينسوا ابن العوجة الذي اعطى مال الله وعباده لمدينته وعشيرته.. ترى كيف سأصدق ان هؤلاء المرشحين سيخدمون ابناء وطني المساكين ويحققون لهم مطاليبهم وانا ارى احدهم قبل ان يصل الى المنصب يوعد عشيرته بالتعينات واستمارات الجيش والشرطة وقطع الاراضي وماشابه ذلك…اسماء والقاب كثيرة, وانت تسير وتنظر الى الصور, تتساءل هل يظن احدهم انه سينجح من خلال شعارات طائفية وكلمات رنانة يستغفلون بها الناس السذج, سننجز لكم معاملاتكم وسنوفر فرص العمل لابناءكم وسنسهر الليالي لخدمتكم … ان عمراً من الخداع والوعود الكاذبه التي عاشها العراقيون, وعانوا اشد معاناة منها, لا اعتقد تنطلي عليهم بعد اي اكاذيب من توزيع بطانيات وهدايا وساعات الكترونية, التي طالما ضحكوا بها على ذقون الناس الفقراء والبسطاء من ابناء المدن الفقيرة….كنت اسير في مدينة الصدر, التي تكثر فيها صور المرشحين لشعبيتها وعشائريتها وتدينها, فنظراً لتغلب الطابع الديني على هذه المنطقة ياتي المرشحون بالشعارات البراقة الدينية, والعشائرية ليداعبون مشاعر الناس البسطاء.. فرأيت صور احد المرشحين الذي نعرفه, انه لايملك ابتدائية تؤهله لأن يكون مسؤولاً حكومياً , فمن اين اتى بالشهادة التي يذكرها؟. والاغرب من ذلك انه يكتب في ملصقه سخافات وبشاعات تزوق ظانناً انها ستنطلي علينا…اننا لانملك سوى ان نتوجه إلى كل عراقي شريف ان يثقف الناس البسطاء ليختاروا النزيه من المرشحين, ولا اعلم هل يوجد نزيه فيهم؟! لاننا فقدنا الثقة مع الاسف, وكل الذين اتوا سابقاً كذبوا علينا وخدعونا الا النزر اليسير منهم ..فـنأمل ان يعمل المثقفون والاكاديميون والكتاب على تثقيف ابناء الشعب وحثهم على ان لايعطوا صوتهم لاي كان, لأن هذه المرحلة راهنة ومصيرية والكثير يتحينون الفرصة للفساد والسرقة, فرشحوا وحاولوا افهام الناس انهم بعيدين عن الفشل الحكومي فانتبهوا ولاتنخدعوا .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب