يعتبر الاعلام من اهم الوسائل الحديثة في الوقت الحاضر للتسويق بمختلف انواعه سواء تسويق الاشخاص أو تسويق البضائع وعلى اعتبار ان الانتخابات من اهم الاستحقاقات والفعاليات التي تمارس في زماننا هذا فان الاعلام يلعب دورا اساسيا فيها لما تشكله الدعاية الانتخابية للمرشحين من اثر عند المتلقين من ابناء المجتمع في جميع الادوار التي تجري في الانتخابات حيث يعمد المرشح الى بذل اموال طائلة من اجل حملته الانتخابية وهذا الحال لا تختلف فيه الاحزاب الكبيرة عن الصغيرة ولا المرشح الغني عن المرشح الذي لا يمتلك اموال طائلة والسؤال هنا هل تؤثر الحملة الدعائية للمرشح في كسب الاصوات ام انها مجرد دعاية ؟ واعتقد ان الاجابة على هذا السؤال انما تتعلق بطبيعة الشعب العراقي والتي هي تختلف عن بقية الشعوب فالفرد العراقي من الصعوبة جدا ان تغيير رأيه اذا اقتنع بشيء ما وعليه فان اغلب المرشحين هم ينتمون الى جهات سياسية معروفة وليس هناك مستقل الا ما ندر وابناء المجتمع العراقي لا ينظرون الى الدعاية الانتخابية الخاصة بغيرهم وان نظروا لها فينظرون لها باستهزاء وعدم مبالاة وانما يركزون فقط على الدعاية الانتخابية للجهة التي يعتقدون بصحتها والتي غالبا ما يكون المرشحون فيها هم معروفين لدى مؤيديهم ولن تزيد الدعاية وكثرتها ونوعها في تغيير القرار وانما تنفع فقط للإعلام بان فلانا قد ترشح في هذه الانتخابات وعليه فان الاكثار من الدعاية الانتخابية انما هو هدر للأموال ومضيعة للوقت لان الدعاية الانتخابية انما كانت في اغلب الدول لبيان البرنامج الانتخابي للمرشح واما عندنا فنحن لا ننظر لبرنامج المرشح ولا ننظر الى ما يمتلك من مؤهلات انما ننظر فقط الى اي جهة ينتمي وليكن من يكون حتى لو كان شيخ عشيرة او لاعب كرة قدم او شاعر او امرأة هرمة او شابة فالمهم هو انه ينتمي الى حزبي او جهتي السياسية وخلاصة الكلام انه من الضروري جدا التفكير بوضع الية معينة للدعاية الانتخابية في كل انتخابات فلا داعي الى هذا الاسراف ولا داعي الى استغلال المتملكات العامة من شوارع ومجسرات واعمدة كهرباء وغيرها فالشعب العراقي دائما يحسم امره قبل الانتخابات لا اثنائها وقبل الدعاية الانتخابية بوقت طويل وإنا لله واليه راجعون .