23 ديسمبر، 2024 3:39 م

الدعايات الإنتخابية: هل هذا ما يريده المواطن فعلا؟

الدعايات الإنتخابية: هل هذا ما يريده المواطن فعلا؟

جميلة وكثيرة هي الدعايات الإنتخابية، التي إنتشرت خلال اليومين السابقين، وحتما ستليهما دعايات أكثر بكثير من سابقاتها، بهدف الترويج لكتلة معينة أو مرشح بعينه، وبالتأكيد فإن هذه الحملات إنما تستهدف التعريف بعض الشيء ببرنامج المرشح الإنتخابي، الذي يريد أن ينفذه في حال فوزه في الإنتخابات البرلمانية القادمة، ونقرأ في الحملات الدعائية، شعارات كثيرة تؤكد على خدمة المواطن؛ والنهوض بالواقع المتردي في جميع القطاعات التي لها صلة بحياة المواطن اليومية.
الجميع يعلم، بأن أغلب الكتل السياسية، المشاركة في هذه الحملات، هي شريك أساسي في الحكومة، بمعنى أن لديها وزراء في الكابينة الحكومية التي تعمل اليوم، فماذا عدا مما بدا؟
من الشعارات المنتشرة مثلا ( شخصا حامي الثروة) وأخر يبني للشباب، وأخر شارك في تخصيص دولار للمحافظات المنتجة للنفط (وكأنه يمن عليهم بذلك) وأخر يؤكد بأنه (لن يخوننا)، وهل أن الموجودين حاليا من أعضاء مجلس النواب هم من الخائنين؟ أما أغرب شعار فهو، إن ذُلت العرب، ذُل الإسلام، وكأن الإسلام للعرب فقط!
شعارات براقة، لكنها لا تشي بالحقيقة، فيما يريد المواطن من المرشحين أن يقولوه حقيقة، فالمواطن تعب منكم أيها السادة، فهو يسمع حديثكم صباحا ومساءا، وأنتم تتصارخون فيما بينكم، ليس على شيء، بل على مصالحكم الشخصية والحزبية، وترتكم المواطن يسبح في بحر من الدماء، بسبب التدهور الأمني الذي أنتم السبب الرئيسي فيه، فيما أمنكم الخاص بحمد الرحمن مستتب في منطقتكم الخضراء، كما تركتم العديد من المشاريع الخاصة؛ بتحقيق نوع من الرفاه للمواطن، من خلال عدم إقراركم للموازنة العامة للبلد، وها نحن على أعتاب أن ننهي الربع الأول من العام، والبلد بفضل مصالحكم الخاصة، كل شيء فيه معطل، حتى العامل الذي يعمل بالأجر اليومي، يعود أخر النهار كما خرج أوله خالي الوفاض، يجر أذيال الخيبة لأنه لم يجد شخصا يكلفه بعمل يرتزق من خلاله، ويأتي بقوت عياله ذلك اليوم.
كلفتكم هذه الدعايات الإنتخابية، أيها السادة الملايين، لن نسأل من أين جاءت هذه الأموال؟ وسنفترض فيكم حُسن النية فيما تقومون فيه من عمل، وترجون رحمة الباري عز وجل.
لقد خيب مجلس النواب الحالي، كما الحكومة أمل المواطن، في النهوض بالواقع الخدمي للبلد، من خلال الأزمات الكثيرة التي حصلت طيلة الدورة البرلمانية التي تنتهي ولايتها في حزيران 2014، فأمنيات حقيقية بأن يأخذ الباري بيد المخلصين من المرشحين، والذين يريدون فعلا خدمة المواطن، والذين لم تتلطخ أيديهم بالمال السحت من أموال العراقيين، والذين لم يزاحموا المواطن على أبسط الأشياء، ونقصد به عندما زاحموا المواطن على إدراج فقرة في قانون التقاعد الخاص بالموظفين، وقاموا بإدراج فقرة تخص رواتبهم التقاعدية، وهم لا يستحقونها فعلا.