23 ديسمبر، 2024 10:35 ص

الدعاة يدعون للتغيير والمالكي يعيش أيامه الأخيرة

الدعاة يدعون للتغيير والمالكي يعيش أيامه الأخيرة

يتداول في الأروقة السياسية ووسائل الإعلام المحلية، عن نية حزب الدعوة الإسلامي، عقد مؤتمر موسع لإنتخاب أمين عام جديد، وتغيير في هيكلية الحزب، وتطوير لبعض معتقداته السياسية، فيما يعد الحزب من أقدم الأحزاب في البلد، كان له دور في معارضة النظام البائد .
تأتي هذه التسريبات التي ربما تسفر عن عقد المؤتمر، في الأسابيع المقبلة، بعد دعوة القيادي في حزب الدعوة، حيدر العبادي، الذي كلف بمهمة رئاسة الحكومة، بعدما فشل المالكي  الذي يتزعمه حاليا، بالحصول على الولاية الثالثة، والإطاحة بعمالقة الحزب في الإنتخابات النيابية والتي جرت في 2014، وتمكن بعض البعثيين من الحصول على دور ريادي وقيادي، مما سبب بحالة التخبط في سياسة الحزب العامة والخاصة.
بعد الإطاحة بنظام صدام العفلقي الشمولي، وتنفس العراقيون الصعداء، تعد الفترة ما بين 2006 إلى 2014، من أسوء فترات الحزب، والتي شهدت تولي المالكي لحكومتين متتاليتين، قبض فيها الحزب بيد من حديد، مجيرا هذه المؤسسة السياسية لصالحه، مما أدى بالمالكي لإنتهاج سياسات تشابه ربما سياسات الطاغية صدام حسين، في إقصاء جميع خصومه السياسيين، مستخدما سياسة فرق تسد .
الهوة كبرت شيئا فشيئا، بين التحالف الرباعي بين الأحزاب الكوردية والأحزاب الشيعية،  بسبب تفرد المالكي بإدارة الدولة وسوء إدارتها، والعمد على تهميش القوى الوطنية الأخرى، مما سبب إتساع الفجوة وخلق حالة من عدم الثقة بين الكتل، مما أدى إلى كثير من الأزمات السياسية، فمبدأ التوافقية السياسية والشراكة الوطنية،  الذي أعتمد في
بناء مؤسسات الدولة، الذي لم يلتزم به المالكي أساسا .
المعروف في بناء حزب الدعوة وعقيدته السياسية، والتي يمتاز بها هو أنه يقدم المصلحة السياسية على المصلحة الدينية، ويدعو إلى إمتثال عالم الدين لسياسة الحزب، وهذا ما لا ترغب به الأوساط الدينية في الحوزات العلمية الشيعية، وفي الآونة الأخيرة، العلاقة ما بين الحزب والمرجعية الدينية إزدادت سوءا، بسبب التصرفات الهوجاء التي إتبعت سابقا، وهذا ما أثر سلبا على الواقع السياسي حيث رفضت المرجعية إستقبال أي سياسي في 2010 .
تساؤلات عدة تطرح في الأيام القادمة، هل يستطيع الدعاة إنتخاب أمين جديد، وسط حالة الضعف التي ألمت بالمالكي؟ أو ربما ينتقم الدعاة من أجل كرامتهم التي ضاعت، بسبب تمكن البعثيين من الحصول على مناصب قيادية داخل الحزب، وتكوين مافيا عائلية والعمد على تصفية اصلاء الدعوة من الحزب، الإجابة يشبوها الغموض وسط التعتيم الإعلامي الذي يشهده الحزب .