لا اريد التجني على الدعاة او اتهامهم او محاولة تسقيطهم فاني كنت اتشرف بكل فخر في انتمائي للدعوة منذ بداية الثمانينات ودفعت ثمن انتمائي لسنوات خمس عجاف كانت تتلوي على ظهري سياط الجلادين ولن يزايدني احد من المحسوبين على الدعاة.
ولكن ما اريد التأكيد عليه في هذا السياق هو طبيعة الدعاة وتوظيف الضحايا لاغراض استقطابية وانتخابية وحزبية وسوف اشير الى هذه الظاهرة المتاجراتية بالضحايا والاموات موثقاً كلامي بالحقائق والوثائق التي لا تقبل التشكيك او التفنيد ولعل هذه الظاهرة البائسة تذكرنا باساليب صدام المقبور عندما كان يتاجر بالاطفال من ضحايا الحصار في منتصف التسعينات عندما يشيعهم في بغداد في حفل جنائزي جماعي لكي يستعطف دموع الغرب والرأي العام العالمي للضغط على صناع القرار السياسي الغربي.
اليوم الدعاة يتاجرون بضحايا التفجيرات الارهابية لاغراض انتخابية ويحاولون جر الشارع الى الاصطفاف الطائفي لكي يحصدوا الاصوات بعد حصد رؤوس الابرياء والضحايا من الابرياء.
يحسبون بان حجم الضحايا كلما ازداد فان رصيدهم الشعبي يزداد كذلك مستغلين سذاجة وبساطة بعض العراقيين وذلك من خلال الاصطفاف الطائفي ومحاولة تجييش مشاعر الشيعة ضد السنة والايحاء بان السنة لا يستهدفون المالكي بسبب اخطائه بل يستهدفونه لانه شيعي ومختار العصر كما يحاولون الضحك على ذقوننا.
وهذه اللعبة القذرة من المتاجرة بالضحايا التي يمارسها الدعاة هي نفس الطريقة السابقة في العهد البائد عندما كان الدعاة يوظفون كثرة الاعدامات والضحايا والشهداء في سجلهم التضحوي والجهادي لكي يثبتوا للاخرين بانهم الاكثر تضحية والاوفر عطاء من الدماء والشهداء.
فان كثرة الشهداء والمعدومين والسجناء ممن يتهمهم النظام بالانتماء لحزب الدعوة ينبغي ان تكون سبباً لمحاكمة الدعاة على التفريط بدماء واوراح العراقيين وان كان النظام البائد يحاولون اتهام جميع معتقليه بتهمة واحدة وهي الانتماء لحزب الدعوة لكي يعطي انطباعاً بان معارضيه هم من حزب واحد له التبعية للاجنبي ولا يعارضه الا هذا الحزب ولذلك كانت التهم الجاهزة والحاضرة هي الانتماء لحزب الدعوة، وهو ما استفاد منه الدعاة اسوء استفادة لكي يوظفوا هذا العدد الكبير من الشهداء لصالح سجلهم التضحوي والجهادي بينما يفترض ان يحاسب الدعاة على هذه الاختراقات التنظيمية والتنظيم العشوائي ووضع الاخرين من الدعاة رجالاً ونساءً في مجابهة غير متكافئة مع النظام البولسي في العراق.
على ابناء العراق جميعاً ان ينتبهوا الى هذه الاساليب القذرة لحزب الدعوة الذي يحاول استغلال بساطة الناس لكي يصطفوا الى جانب المالكي بدلاً من التظاهرات الجماهيرية للمطالبة في اقالة القادة الامنيين الذين هم السبب في هذا الاختراق الكبير واعادة النظر من جديد في الخطة الامنية في بغداد وكشف الاختراق الحاصل في الجدار الامني.
ان المالكي وعدنان الاسدي والدليمي يتحملون مسؤولية الدماء التي اراقها الارهاب هذا اليوم الثلاثاء والا كيف نفسر تفجير عشرين سيارة مفخخة في مدن متمترسة برجال القوات الامنية ومغرقة بالسيطرات؟
اين المليارات التي انفقت للحفاظ على الامن واين مئات الالاف من افراد القوات المسلحة وهل يعقل ان هذه المليارات من الدولارات لم تحم ابناء العراق الابرياء ومن هو المسؤول عن هذا التردي الامني الخطير؟