23 ديسمبر، 2024 11:51 ص

الدروس العشرة المستفادة من الاعتصامات

الدروس العشرة المستفادة من الاعتصامات

الاعتصامات على بوابات المنطقة الخضراء التي تبناها التيار الصدري  منذ اسبوع  أعطت عدة دروس مهمة يمكننا أن نجملها بعشرة ، هي  : 
١- أوضحت للجميع حجم جماهير التيار الصدري الذي أسر الأصدقاء والاتباع وأرعب الأعداء وتابعيهم  بما فيهم الأميركان والغربيين المقيمين في العراق  او الذين لديهم سفارات وقنصليات وممثليات فيه .
٢- أعطت رسالة بأن المعتصمين ليسوا من اتباع التيار حزبياً او مذهبياً او دينياً فحسب ، بل هم ( صدريين شيعة ، شيعة من بقية الشعب أو رجال دين بعمائم سوداء ، سنة من عامة الشعب أو بعمائم بيضاء ، كورد ، تركمان ، مسيح ، صابئة ،  و من فئات الشعب المختلفة ( مظلومين وفقراء وجياع ومهمشين ) ، ليكون تياراً  شعبياً ومدنياً بحق وليس تياراً  صدرياً فحسب.
٣- سحبت الاعتصامات التفويض من السيد العبادي الذي أضاعه بلا وعي او دراية ، لتنقله الى يد السيد الصدر لكي يتصرف به ولغاية اليوم بهمة الشجاع ، الحر ، ابن المراجع العظام وسليل آلِ الصدر الكرام.
٤- أعاد السيادة الى العراقيين لكي يفرضوا مطالبهم الحرة على الحكومة وبقية المسؤولين الذين أفسدوا وسرقوا وتآمروا على الشعب والوطن طيلة 13  سنة . هؤلاء اتباع الدول الكبرى التي هي من يدير البلاد منذ 2003 ، وهو ما أرعب تلك الدول وفي مقدمتها أميركا لأنها لن يعد باستطاعتها فرض أوامرها على القاعدة الجماهيرية العريضة بقيادة التيار الشعبي الصدري والمدني كما كانت تفعل مع بقية الأحزاب ورؤسائها .
٥- أفرزت لنا الاعتصامات درساً مهماً وهو أن الكتل السياسية جميعاً والمسؤولين كافة هم ضد إرادة الشعب وارادة التغيير والإصلاح ، ولن يأتوا بشيء جديد لأن فاقد الشيء لا يعطيه ، وان كلامهم ووعودهم ما هي الا تسويف وتضييع للوقت من اجل تمييع وإنهاء مسألة التظاهر والاحتجاج كما فعلوا في مرات سابقة. كما برهنت الاعتصامات ايضاً على ان وسائل الاعلام في اغلبها مسيسة وتابعة  لا تمتلك الاستقلالية والمهنية والحيادية ، فلم تغط الاعتصامات رغم أهميتها وحجم الجماهير التي قادتها او المساندة لها ، في محاولة منها الى  التقليل من حجمها الحقيقي الذي ارعب اغلب الكتل وقادتها ومنافقيها ومتملقيها ، ولكن الشعب لا تحجب بغربال ، اذا ما استثنينا التغطية الإيجابية لأكثر قناتين مشاهدة من قبل العراقيين وهما البغدادية ودجلة .
٦- أكدت الاعتصامات وقبلها التظاهرات على مصداقية الآراء التي شخصت ضعف السيد العبادي وعدم امتلاكه الشجاعة اللازمة للتغيير والإصلاح وانه أداة طيعة بيد الأمريكان ينفذ ما يقولون وما يريدون وهو  بلا حول ولا قوة.٧- أعطت إشارة إيجابية جداً تتمثل بتعاطف القوات الأمنية مع الجماهير من المتظاهرين والمعتصمين والمحتجين الذين تحركوا من ساحة التحرير وقاموا برفع الحواجز من على جسر الجمهورية وعبروا  الى المنطقة الخضراء. هذا التعاون جاء من اعلى المناصب الأمنية متمثلاً بقائد عمليات بغداد الذي أزيح من منصبه لهذا السبب وقد كسب التاريخ بدخوله صفحاته البيضاء وهو الذي سينصفه في الغد القريب . 
٨- أعطى القائمون على تنظيم الاعتصامات والمعتصمين  أنفسهم صورة إيجابية على تمتعهم بأعلى درجات الانضباط والالتزام بالنظام وحسن التنظيم والسلوك من خلال  “سلمية الاعتصام” وعدم حمل أي “نوع من الأسلحة”، وعدم “الاحتكاك بالقوات الأمنية” ورفع العلم العراقي فقط ، وحسن التعامل مع المشاة والمارة والساكنين في المناطق السكنية القريبة من الاعتصامات والتظاهرات. وهو مؤشر مهم على وجود جهات وشخصيات عراقية وطنية تستطيع تنفيذ الفعاليات الجماهيرية وتوفير الأمنية لها وإدارة الجماهير وتنظيمها وتوجيه السلوك الجمعي لها دون انفلات او تجاوز او تعدي من اي نوع كان ، وبالتالي ادارة الدولة الجديدة.
٩- قبيل بدء الاعتصامات بأيام وخلالها راقبت الجماهير وتحدثت باستغراب ودهشة عن اسباب توقف التفجيرات وانخفاض كبير في الحوادث الأمنية ، فيما عزا البعض الى الحصار المفروض على المنطقة  الخضراء والمسؤولين الكبار القاطنين فيها  وهي التي غالباً ما تتهم بأن التخطيط لأغلب العمليات لمتعلقة بهذا النوع من الحوادث يجري من داخلها والمنفذين ينطلقون منها ، وقد اشارت تحقيقات واعترافات بأن اغلبهم من حمايات المسؤولين وبعجلاتهم  المظللة والمسموح لها بتجاوز البوابات والسيطرات دون تفتيش أو تدقيق سوى بصورة شكلية.     ١٠- كان من نتائج الاعتصامات امام بوابات الخضراء هروب أغلب ساكنيها من كبار وصغار المسؤولين ، فكبارهم غادروا خارج الوطن وصغارهم اتجهوا الى المحافظات او انزووا في دور لهم او لأقاربهم في بغدا. وهو ما يؤكد مقولة سابقة تصفهم بانهم دائماً ( ستاند باي ) ، يتركون اماكنهم في الخضراء خلال دقائق ليلتحقوا بعوائلهم المقيمة في الخارج ويجدون أموالهم التي جمعوها من السحت الحرام  والتي سرقوها من قوت الشعب مودعة أمامهم  في البنوك الدولية ، و ليتركوا الشعب يعيش محنته وحده وسط فوضى، ان حدثت لا سامح الله ، لا يعلمها  الا الله وحده.  ‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية