22 ديسمبر، 2024 7:54 م

الدروز الطائفة المنسية

الدروز الطائفة المنسية

1-من هم الدروز/طائفة دينية ذات اتباع في لبنان وسوريا وفلسطين والاردن وتجمعات في الولايات المتحدة وكندا وامريكا الجنوبية .
واسم الدروز كان ولا يزال مثار مناقشات عديدة بين الكتاب والمؤرخين فالمعروف ان هولاء الاقوام لا يحبون ان يلقبو بهذا اللقب ويستنكرون ان ينسبهم احد الى الداعي نوشتكين الدرزي الذي يرمونة باالالحاد والخروج عن دعوتهم وعقيدتهم ويطلقون على أنفسهم اسم الموحدين فتسميتهم بالدروز إذن تسمية خاطئة وكان يجب ان نسميهم باالاسم الذي ورد في نشاتهم في كتبهم المقدسة ونجد الكتاب والمؤرخين يذهبون في أصل هذة الطائفة مذاهب شتى ففي القرن الثاني عشر للهجرة زار الراحلة بنيامين اقليم لبنان ووصف المجتمع الدرزي فذهب الى ان الدروز سلالة قبائل عربية انزلها الامبرطور بمبي لبنان حوالي 64 ق.م ثم اختلطت هذة العناصر بعناصر ارامية .
وجاب الشاعر الفرنسي الشهير لامارتين وتحدث عن رحلته هذه باسلوبة الشعري الممتع وقال عن الدروز انهم سلالة السامريين القدماء ,اما الكاتب لوشان فقد ذهب الى ان الدروز والموارنة والنصيرية والعلويين واليزيدين والارمن كلهم من اصل واحد وهم بقايا الحثيين القدماء ,وقال اخرون ان الدروز مزيج من عناصر مختلفة من عرب وفرس وهنود ,ومن الغريب ان الخيال لعب دورا كبيرا عند بعض المؤرخين الفرنسيين في القرن السابع عشر الميلادي فقد زعموا ان الدروز هم سلالة الجنود الفرنسين الصليبين الذين كانوا تحت قيادة الكونت دي دروكس الذي أسكنهم جبال لبنان بعد سقوط عكا فكلمة الدروز هي تحريف دي دروكس ,وامتد بهم خيالهم الى ان الامير فخر الدين بن معن هو حفيد القائد الصليبي جود فري ,والذين يعرفون مطامع فرنسا في بلاد الشام يدركون السبب الذي من اجلة اذاععوا هذه الخرافة ليتقربوا الى الدروز رجال الحرب الممتازين وقد نسى المؤرخون الفرنسيون ان هذه القبائل اعتنقت عقيدة الدروز كانوا يسكنون هذه المنطقة من لبنان وحوران ووادي التيم قبل ان تبدا الحروب الصليبية باكثر من ثلاثة قرون ,وربما اراد المؤرخون الفرنسيون ان عدد كبير من جنودهم كانوا اسرى عند الدروز فاتخذهم الدروز عبيدا لهم ,اما نحن  نذهب الى تحقيق اصل الدروز عن طريق دراسة القبائل التي يتكون منها المجتمع الدرزي فالمؤرخون جميعا على اختلاف مذاهبهم واجناسهم يجمعون على ان العقيدة الدرزية ظهرت ببلاد الشام بالمنطقة المعروفة بوادي التيم بين دمشق وبانياس كان ذلك سنة 408ه .
 
2-شريعة الدروز/وكان دعاة مذهب الدروز يعيشون في وسط اسلامي خالص يحافظ على اداء الفرائض الدينية الاسلامية محافظة تامة حتى ان الدعوة الفاطمية نفسا التي اخذ منها دعاة الدروز عقيدتهم كانت دعوه تقوم على العلم والعمل أي التاويل الباطن وعلى العبادة الظاهرة التي تدعوا الى اقامة الفرائض الدينية الاسلامية وكان الفاطميون منذ دخلو مصر يكثرون من انشاء المساجد ويذهبون الى الجوامع للصلاة ويهتمون اهتماما كبيرا بالظهور بهذا المظهر الديني حتى يالفوا قلوب الناس ويحببوا اليهم ,كل هذا يدل على ان الفاطميين يقومون بالعبادة العمليبة بجانب العبادة العلمية وكان القران الكريم يرتل في كل مكان وكان للحضرة قراء دائمون يتناوبون تلاوة القران الكريم في كل ساعات الليل والنهار  وكان دعاة الدروز قبل بدء ظهور دعوتهم وبعد ظهورها محاطين بهذا الجو الديني الإسلامي فكان لا بد لهم ان يتاثروا بذلك كلة في وضع مذهبهم الجديد واتخذوا لهم فرائض اطلقو عليها الفرائض التوحيدية ويعتقد الموحدون ان اللة واحد احد لا الة الا هو ولا معبود سواء الواحد الاحد الفرد الصمد المنزة عن الازواج والعدد وهو الحاكم الفعلي والازلي للكون (على العرش استوى )( واحكم الحاكمين فهو الحاكم الاحد المنزة عن عبادة ومخلوقاتة فااللة عن وصف الواصفين وادراك العالمين وهو في مواضع كثيرة من رسائل الحكمة حاكم الحكام المنزة عن الخواطر والاوهام جلا وعلا ,والغاية من علوم التوحيد هو رفع البشر الى منازل عالية وهي تبدا من مرحلة الموحد وهي اتباع حلال الحلال ومبادى التوحيد , الفضلال العقبة والعدل والطهارة ثم منزلة حرف الصدق ثم منزلة الحدود ثم منزلة المؤانسة او النابسوث وهي سعادة السعادات وغاية الغاايات من خلق النفوس وهي جوهر التوحيد بعد غيابة انما عليهم في غيابة صيانة انفسهم من المعاصي وعمل الخير بين الشر.
 
3-كتب الدروز/يعترف الدروز بالقران لكنهم يفسرونة تفسيرا باطنيا والدروز يحافظون محافظة شديدة على سر كتبهم ويحرصون على ان تقع في ايدي غيرهم وان بعض كتبهم يحتوي على سجلات صدرت في عصر الحاكم وهذة السجلات انما كتبها كتاب ديوان النشاء في مصر وبعضها يحتوي على رسائل بعث بها حمزة بن علي بن احمد الملقب بهادي المستجيبين الى اشخاص كانوا يحتلون مكانة في الدولة مثل ولي عهد عبد الرحيم بن الياس والقاضي احمد بن العوام ,وخمار بن جيش السليماني العكاوي او رسائل لدعة الدعوة الذين لا نعرف شيئا عن تاريخهم ومنها ما كتبة حمزة عن العقيدة نفسها ثم نجد بعض رسائل للداعي محمد بن اسماعيل التميمي ورسائل لبهاء الدين المعروف بالمقتي ,فحمزة بن علي ومحمد بن اسماعيل وبهاء الدين هم الذين كتبوا هذه الرسائل التي تشمل عليها كتب الدروز المقدسة ,فكتب الدروز هما مجموعات رسائل فالمجلد الاول يشمل الرسائل الاتية السجل المعلق والسجل المنهى فية عن الخمر ,خبر اليهود والنصارى ورسائل من القرمطي الى الحاكم بامر اللة وميثاق ولي الزمان وكتاب النقض الخفي والرسالة المسومة ببدا الدعوة لتوحيد الحق وميثاق النساء ورسالة البلاغ واتلنهاية في التوحيد ورسالة الغاية والنصيحة وكتاب فية حقائق ما يظهر قدام مولانا الحاكم والسيرة المستقيمة وكشف الحقائق ورسالة سبب الاسباب ,اما المجلد الثاني فيشمل 26 رسالة ابرزها الرسالة الدامغة وسجل المجتبى اما المجلد الثالث فيحتوي على 28 رسالة ابرزها الوصايا السبع ورسالة الوادي ويوجد مجموعة من اهم الكتب في تاريخ العقيدة بعد غيبة الحاكم وحمزة ,ووصل عددها 23 رسالة ابرزها الرسالة الاسرائيلية وهي الرد على عقائد اليهود الذين اعتبرهم بهاء الدين الد اعداء مذهبة ورسالة التبين والاستدراك وهي في شرح بعض العقائد والفرق بين الالحاد والشرك.
 
4-اماكنهم/بينتشر الدروز في معظم بلاد الشام حيث ينتشر الدروز في سوريا في محافظة السويداء حيث جبل حوران الذي يعرف بجبل الدروز او جبل العرب وجرمانا قرب دمشق ومجدل شمس وغيرها من الجولان السوري ويتواجد لاكثر من ثلاث وسبعين قرية وفيها يعيش قوم عيشة متواضعة هادئة يعملون في الزراعة او الرعي ويدينون بالطاعة التامة لشيوخ قبائلهم ففي شمال هذه المنطقة نجد قبيلة العوامرة وفي الجنوب والشرق يقطن بنو الاطرش وفي وسط الاقليم يعيش الحناوية والقلاعنة والحلبية والهنيدية وبنو عساف واكثر سكان هذه المنطقة على المذهب الدرزي,
اما في لبنان حيث يقيم الدروز في القسم الجبلي المعروف بالغرب الاسفل (من الشويفات الى دير القمر )يسود ال ارسلان وفي الغرب الاعلى (من دير القمر الى عالية ونهر الغابون )نجد ال تلحوق وفي الشحار والمناصف يقيم ال النكدي وفي الجرد (من الغرب الاعلى الى نهر الصفا حيث بلدة بتاثر )يسكن بنو عبد الملك وفي العرقوب والباروك نجد بني عماد وفي الجرد الشمالي يقطن بنو عيد وفي الشوف (من نهر تبدين الى سطح الجبل )
اما في فلسطين يسكن الدروز في فلسطين عند جبل الكرمل وصفد تسكن فيها قبائل عربية مختلفة تتمذهب بالعقيدة الدرزية.
فما زال الدروز يسكنون تلك المناطق الى يومنا هذا والبعض منهم في المهجر خصوصا في أوربا