التلفزيون العراقي ,هو أول تلفزيون في المنطقة العربية, وهو مؤشر على أن العراق كان يمثل أحد بوابات الحداثة, في المنطقة من خلال لغة الخطاب والصورة.
بعد الأنفتاح الذي شهده العراق, بعدد المحطات الفضائية, والقنوات التلفزيونية, والتي تمثل مرحلة جديدة بتاريخ العراق, ولكن هذه الفضائيات لم تلبي طموح المواطن العراقي, في التعبير عن همومه ومشاكله وايصال رسالتها الأعلامية بالشكل الصحيح.
هناك تدهور واضح في الدراما العراقية, من حيث النوع وليس الكم, فمن حيث عدد المسلسلات هناك الاف منها والتي هي عبارة, عن تهريج وتحشيش, ورقص وغناء, بعيدة كل البعد عن الواقع الذي يعيشه المواطن العراقي,اما من حيث النوع فلم نشاهد مسلسل عراقي هادف يلبي الذوق العام ويحاول أيصال رسالة الى المشاهد والمتلقي.
المادة الخام موجودة, في العراق فهناك ملايين القصص التي تحاكي الواقع والتي هي عبارة, عن أحداث واقعية جرت ومرت على هذا الشعب المظلوم,والتي لوسخرت بالشكل الصحيح,من حيث النص والأنتاج والأخراج, لفازت بأفضل الجوائز العالمية, الأرهاب في العراق لم يتوانى عن أرتكاب افضع الجرائم, والتي هي عبارة عن مادة خام جاهزة للعمل الفني والدرامي, وتحتاج بعض الأضافات والمسات الفنية, وأيصالها الى الرأي العام بالشكل الصحيح,وهكذا أعمال تكون مقبولة من المشاهد العربي والعراقي, لأ نها تحاكي الواقع الذي يعيشه المواطن بعدما ماسمي بالربيع العربي,من خلال الدراما يمكن تعرية المتعاطفين مع الأرهاب.
فمجزرة سبايكر, وحدها تكفي لتكون مسلسل بالف حلقة, والشهيدة أميمة رمز صمود المرأة العراقية,صمود أمرلي تحصد جوائز كان والاسد الذهبي, قصة الشهيد مصطفى العذاري رموز الشموخ , والاف القصص الواقعية, التي لوسخرت لنالت أعجاب المشاهد العربي وليس العراقي فقط.
لدينا المادة الخام والدينا رؤس الأموال ولدينا من الطاقات من الفنانيين من له القدرة على أن ينافس كبار الممثلين العالميين, لكن الخلل بتسخير تلك الطاقات والأمكانيات وتوجيهها بالشكل المطلوب,خدمة للصالح العام, حيث سئم المشاهد العراقي من تلك المسلسلات التي لاتسمن ولاتغني من جوع.
العبئ الأكبر يقع على شبكة الأعلام العراقي التي تمول من الخزينة العامة للشعب,والتي من المفروض أنها تقع تحت رقابة البرلمان,والذي بدوره يوكل الى لجنة الثقافة والأعلام متابعة الأعمال الدرامية لهذه الشبكة, والتي دائما ما تخضع لسيطرة الحكومة,وليس البرلمان لتنفذ أجندات حزبية بعيدة عن الهدف الذي أنشأت من أجلة, وهوأيصال صوت العراق ومظلومية شعبه الى المحافل الدولية,عن طريق الدراما الهادفة ذات البعد الأنساني والعاطفي المؤثر, بدل المسلسلات الهابطة التي ليس لها لون اوطعم اورائحه.
صورة السيد رحمن علي الفياض.