منذ الاحتلال الامريکي للعراق في عام 2003 و إنتشار نفوذ و هيمنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على العراق، فإن سکان أشرف من المعارضين الايرانيين الذين کانوا يتواجدون في العراق، قد تعرضوا لمختلف أنواع مخططات الابادة الدموية حيث قتل أکثر من 116 فردا منهم و جرح أکثر من 650 فردا آخرين بالاضافة الى حدوث 26 حالة وفاة من جراء الحصار الجائر الذي فرض عليهم لأکثر من 6 أعوام، وقد خاض السکان صراعا غير متکافئ بالمرة إلا إنهم وعلى الرغم من ذلك أظهروا مقاومة و صمودا غير عاديين بحيث نالا إعجاب و إفتخار معظم القوى الخيرة و الثورية و المحبة للسلام في العالم.
النظام الايراني الذي شن حربا هوجاء لاهوادة فيها ضد السکان، لم يکن فقط من أجل کونهم أعداءا لدودين له وانما أيضا بسبب نشاطاتهم التي أبدوها من أجل فضح و کشف مخططات النظام ضد شعب العراق و شعوب المنطقة و العالم، والذي أعطى المصداقية أکثر لمواقف السکان و جعلهم مورد ثقة من جانب شعوب و دول المنطقة، الاحداث و التطورات اللاحقة التي کانت تٶکد ماکان يحذر منه سکان أشرف، ذلك إن التطورات اللاحقة في العراق و اليمن بشکل خاص، أثبتت بأن هذا النظام کان يبيت و يضمر الکثير من الشر للمنطقة و العالم.
تصدير التطرف الديني و الارهاب، هما الوسيلتان الرئيسيتان اللتان سعى هذا النظام من خلالهما لبسط نفوذهم و هيمنتهم على العراق و المنطقة، وإن التأثيرات و التداعيات السلبية التي ترکتهما هاتان الوسيلتان على الاوضاع الاجتماعية و الفکرية في المنطقة کانت أکثر من واضحة، وهي أکدت و أثبتت مصداقية ماکان يحذر منه سکان أشرف طوال ال14 عاما، خصوصا وبعد إستفحال نفوذ هذا النظام في العراق و ما أدى ذلك الى توسعة هذا النفوذ و مده الى مناطق أخرى.
النظام الايراني الذي کان يسعى الى کم أفواه سکان أشرف عن طريق إبادتهم و القضاء عليهم بمختلف الطرق حتى تبقى مخططاته المشبوهة و الخبيثة طي الکتمان، لکن السکان و طوال مقاومتهم و مواجهتهم الاستثنائية الشجاعة ضد حملات و هجمات و مخططات هذا النظام، فإنهم لم يألون جهدا في الاستمرار في تحذيراتهم لدول المنطقة من خطورة هذا النظام و ضرورة التصدي لمخططاته العدوانية و عدم السماح له بإستغلال مختلف الظروف و الاوضاع الداخلية لبلدان المنطقة من أجل تحقيق أهدافه و مآربه المشٶومة.
اليوم. وبعد أن حققت عملية إنتقال سکان أشرف الى خارج العراق و فشل النظام في تحقيق أهدافه و غاياته بإبادتهم و القضاء عليهم والذي يعتبر إنتکاسة و هزيمة سياسية نکراء لطهران، فإن على شعوب و دول المنطقة أن تستفيد من تجربتهم العملية وأن لايسکتوا أو يتجاهلوا عن ممارسات و مخططات هذا النظام لإنه کلما وجد مقاومة و تصدي لمخططاته فإنه يتراجع أمامه وهذا هو الدرس الاهم الذي يجب على دول المنطقة أن تأخذ العظة منه و أن تقوم بتطبيقه دائما على أرض الواقع.