كان لدينا في كتاب القراءة في الابتدائية موضوع اسمه الدرس الاخير، يتحدث فيه عن اخر ايام العرب في الاندلس ، وكيف كتب المعلم على السبورة عبارة الدرس الاخير. لان الاسبان قد احتلو اخر الدويلات العربية في الاندلس. . وكنت كلما اقرا او اتذكر هذا الموضوع اشعر بغصة لا اعرف سببها فانا لم اتعاطف مع الدولة الاندلسية. وليس لي علاقة مع الاسبان . تذكرت كل هذا واشعر بمثل هذه الغصة عندما رايت رئيس وزراء العراق جالسا خلف الرئيس اوباما ، والاخير لا يعير له اي اهتمام ، ففكرت هل هذا سيكون اخر رئيس وزراء في العراق ، وهل سيكتب الدرس الاخير للعراق .
مما لايخفى عليكم ان السيد العبادي ليس رئيسا لكردستان العراق ، ولا يمكن ان يكون رئيسا للمدن المحتلة من قبل الدولة الاسلامية الداعشية . وليس له سلطة على الابن العاق الحشد الشعبي الذي يصول ويجول بسلاحه وبلسانه وتصريحاته من الشمال الى الجنوب دون ضوابط او مراجع . يقابل هذاكله برلمان لا يمثل الشعب فاغلب اعضائه جاءوا بالتعيين او بالتزكية . وهو مما لا يخفى عليكم ايضا البرلمان الاخير في العراق ، فهل يمكن التصور ان هناك انتخابات جديدة بعد هذا البرلمان في الموصل او صلاح الدين او الانبار او ديالى او حتى في البصرة التي تطالب باقليم مستقل . اننا لايمكن ان نكون متشائمين ، لاننا فقدنا كل شئ في العراق ولم يبق لدينا سوى الامل ، وعلى هذاالامل نكتب ونعيش ونتامل مستقبل العراق مابعد العبادي . فيبدوا ان السيد الرئيس العبادي لا يود او لا يستطيع ان يحرك ساكنا وهو يرى العراق يشتعل وابنائه
يقتل بعضهم بعضا كاولاد سلاطين ال عثمان ،وهو جالس على خزينة فارغة وعلى مشجب سلاح دون اسلحة ، وامامه اعداء من كل حدب وصوب ينهشون بجسد اسمه العراق ولكننا، نحلم بقائد منقذ يلملم اشلائنا ويعيد كرامتنا ويرسم البسمة على شفاه اطفالنا . فالديمقراطية لم يحن وقتها بعد والبرلمان الحقيقي مؤجل الى اجل غير مسمى . . فاين انت يا ابن العراق البار ، الم يحن وقتك بعد ولم الانتظار فقد دقت ساعة الصفر وانظارنا متجهة لسماع البيان رقم واحد