كما هو معروف ان شهر رمضان هومناسبة مشهودة لتنافس الفضائيات العراقية والعربية في انتاج البرامج الترفيهة والدراما وغيرها من البرامج عدا الدينية فهي طالما تكون فقيرة او تقليدية رغم انها يجب ان تكون هي الابرز كي توفر التوعية والاصلاح الاجتماعي الشرعي للعباد , لا ننكر ان هناك اعمال درامية عراقية جيدة من ناحية الانتاج والاخراج سيما تلك التي تتناول احداث تاريخية او شخصيات عراقية عبر التاريخ المعاصر ومنها مايعرض بالعراقية مسلسل جيد يتناول فيه الواقع العراقي ابان النظام السابق
الا ان هذه الدراما والعراقية حصرا اجدها انا كصحفي وكاتب ومخرج معجون في الواقع العراقي المرير وعذرا للفظة (تافهة) ومقصرة بحق شعبنا الظلوم …
في مراجعة بسيطة للقصص والروايات سيما التركية والمصرية منها ومثال ذلك التركية التي تتربع على عدد المشاهدين العرب والعراقيين السلسلات نجد ان الدراما التركية تهتم كثيرا للابعاد الساسية التي تطمح اليها القيادات السياسية التركية في عودة هيبة الدولة العثمانية بحلتها المتحضرة الجديدة كل ذلك يتجسد في النص والسيناريو لعموم المسلسلات التي تلمح للعداء لاسرائيل مثلا لجذب العرب وطرح الاتهامات مابين السطور للسياسين العرب والعراقيين خاصة للذين لايتناسبون والمشروع الطائفي التفريقي التركي للعراق وهناك حرص ممنهج لتلك المسلسلات للدعاية السياحية فطالما كانت المشاهد النهارية والليلية لابرز الجسور والمناطق السياحية في المدن التركية كل ذلك يجسد التفاف الدراما مع البعد السياسي (الوطني) للدولة التركية , اما المسلسلا ت المصرية الجديدة البعض منها بدأ مبكرا يتغنى بالثورة المصرية وصار ينتقد وبحنكة درامية عاقلة مساويء نظام مبارك واخرى تضع تحذيرات مكنونة للتيارات الرديكالية الاسلامية التي باتت اكثر حرية في مصر كي لاتأخذها النشوة حتى تأكل مظهر مصر المدني المتحضر ولكن الثابت هو احترام ثورة الشباب المصري الذي سطر اروع الملامح للثورات العربية والشرق الاوسط ,
الطامة الكبرى في العراق فحجم التخلف والحزبية الضيقة والطائفية المفرطة في ادارة الفضائيات قد افقدت الكثير منها الملامح الوطنية ولا ننسى ان اغلبها يمول خارجيا وفق الاجندات الدولية العربية والاجنبية التي تخاف من نجاح التجربة الديمقراطية في العراق .
منذ ثمان سنوات والعراق يذبح يوميا بالمفخخات والعبوات والكواتم بشعارات طائفية مقيتة وصار المواطن العربي المعبأ بالوهم المعبأ به من الاعلام المدسوس يعتقد ان اهل العراق يستقبلون الاحتلال ويرحبون بهم ويقتلون طائفة تحب عمر بن الخطاب (رض) هذا التصور الحقير والتافه بات مشهودا بكل الاوطان العربية وصار المواطن العراقي هناك يستهجن هذا الفكر والوهم ولكن مامن احد حاول تصحيح هذه الفكرة وكأننا هنا نيام , (فكر حقير ) يلعب بحياة العراقيين يقتل الطفل والشيخ والشرطي والعالم الديني وعمال البناء بكل الطوائف والاديان وبكل بساطة ودم بارد وفضائيات عربية واجنبية تتناول اخبار القتل العراقي بالجملة في ذيل نشراتها سيما وان الدول التي تروج لهذا الفكر ضد العراقيين تعيش في اراضيها كبرى القواعد الامريكية التي ضربت العراق وفيها سفارات امنة لاسرائيل وتعمي عيون مواطنيها عن هذه الحقائق وتستثمر الدراما في خداع الشعوب .. ارجع واقول ان الدراما العراقية (تااااافهة) وستبقى هكذا اذا لم تفضح ذلك الفكر الذي يقتلنا كل يوم سيما وان الدراما والبرامج المنتجة من اعلام الدولة العراقية لايرتقي لهذه القضية وكأنه نائم في قمقم المحسوبية والجهل والغيبوبة.