23 ديسمبر، 2024 11:05 ص

الدراما التلفزيونية  (الاقتباس والإعداد  )

الدراما التلفزيونية  (الاقتباس والإعداد  )

وهذا الكاتب مبدع أيضا ولكنه يعتمد في كتابة نصه على غيره  في اقتناص الفكرة أو القصة التي تحرك داخله لكي يتعامل معها ويحولها إلى أفعال وأحداث في نص درامي تلفزيوني متكاملا . وهذا الكاتب مثل غيره من الكتاب يستقي موضوعه من نفس المصادر التي يستقي منها باقي الكتاب إلا انه يعتمد في كتابته على نصوص لكتاب آخرين من روائيين وقصاصين أو مقالا في مجلة أو جريدة ليجري قلمه فيحولها إلى عمل درامي بنفس الروحية والشخصيات والأجواء ويكون معدا لها دراميا أو كاتب السيناريو والحوار . أو انه يقتبس منها مفردة أو مفردات ليحولها إلى موضوع وأحداث وشخصيات أخرى ويكون بذلك قد استثمر هذه المفردة ليوظفها بقدراته الإبداعية إلى نص درامي آخر ويكون مقتبس لها لم يتعامل معها كمعد أو كاتب سيناريو وحوار فقط بل حولها إلى نص درامي متكامل . يتبين من ذلك أن المعد يحول قصة أو رواية مقروءة أيضا إلى نص درامي تلفزيوني لا يبتعد كثير عن شخوصه وبيئته وبناء أحداثه وعقدته والحلول ليكون عملا   نابض بالحياة ، بينما المقتبس يتصرف مثلما يريد في الشخصيات والبيئة والبناء والعقدة ومن ثم الحلول دون الالتزام بتفاصيل الموضوع المقتبس منه . ويمكن أن يكون هذا الكاتب مبدعا خلاقا أن يخفق في تحويل تلك النصوص الأدبية والمواضيع إلى نصوص درامية . وكثيرا ما ارتقت هذه النصوص على اصلها وانتشرت وذاع صيت كاتبها من خلال الأعداد الدرامي أو اخفق في أعداد أعمال كبيرة بل أسيء إليها ، وهذا يؤكد بحثنا بان الاختصاص يلعب دوره ولابد من أن يكون لهذا النوع من الكتابة متخصصين أيضا وقد عرفنا الكثير من الأسماء التي برزت في هذا الاختصاص ومنهم من بدا كذلك ثم تحول إلى كاتب درامي  ومنهم لم يستطع الخروج من هذا الاختصاص بالرغم من محاولاته . والأعداد عن :
1 – قصة أو رواية أو مسرحية .
2- حادثة منشورة في مجلة أو جريدة .
3- من قصص التاريخ أو التراث   
  والاقتباس يعتمد على :
1 – قصة قصيرة  .
 2- مقال أو حادثة منشورة .
3-حادثة تاريخية أو تراثية .
 4 -مشهد مر أمامه أو سمع به.
ومصادر الحياة كثيرة ومتنوعة منها ما يحفز الكاتب إلى الوقوف عندها ومناقشتها وهي تتوقف إذا على الكاتب ومنهله حيث يعتمد نجاح هذا التناول على قدرة التعامل مع الموضوع في أعداده وطريقة تقديمه وهنا تظهر ثقافة الكاتب وإمكاناته الذهنية في فهم المادة التي اختارها أو كلف بكتابتها وكيفية التعامل معها .ولا يشترط أن تكون القصة معروفة أو الروائي مشهور لتكون مادته صالحة للأعداد أو جيدة الأعداد أو منهلا للاقتباس ، و أن ما هذه  تتوقف بالدرجة الأساس على الكاتب المعد في قدرته وقناعته لان هذه أعمال لا تحمل لكاتبها الأصلي شيء إلا العنوان العام ولهذا فان الأعداد والاقتباس يتحمل مسئوليته الكاتب الجديد وهنا لابد من أن يكون معروفا للقارئ من هو المعد و من هو المقتبس من خلال ما يكتب .
   1-المقتبس يستثمر الفكرة فقط ليتعامل معها أو موقف معين أو فصل ( جزء من المنجز الأدبي ) أما المعد فهو الذي يتعامل مع نص كامل .
2-المقتبس يمكن أن يبني أحداث قصة وشخصيات ليس لها علاقة بالمادة الأصلية ، بينما يتحدد المعد بالمادة الأصلية بأحداثها وشخوصها ولا يحيد عنها .                                              
3-يمكن للمقتبس أن يخرج بنتيجة غير التي خرجت بها المادة الأصلية . ويظل المعد يسير حتى النهاية في خط المادة الأصلية .
وهكذا فان الكاتب هذا كما أسلفنا يتوقف نجاحه على فهمه للمادة ودرجة تمكنه من تقديمها بشكل مقبول . وهناك نوع من الكتاب يكتفي بكتابة سيناريو لمادة جاهزة كعمل درامي وما يطلق عليه بالسيناريست الذي يعالج عملا دراميا مكتوبا كنص أولي بفطنة ومهنية عالية وبرؤيا ثاقبة في التعامل مع هذه النصوص ولأنها تحتاج إلى هذه الخبرات ليكون نصا دراميا جاهزا وهو فن قائم بذاته واختصاص برزت  فيه العديد من الأسماء وهو أحد أنواع فن الكتابة الدرامية .
وبعد هذه الرحلة التي اطلعنا فيها على أنواع الكتاب في الدراما التلفزيونية لابد وان نتعرف على الكتابة الدرامية التلفزيونية