21 مايو، 2024 11:41 ص
Search
Close this search box.

الدراسات العليا وأمزجة بعض المسؤولين ، محمد السراج نموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

عجيب ما يجري في وزارة التعليم العالي من معايير ، فضلا عن مزاجات شخصية لاتعبر عن معايير علمية في المفاضلة ،  وان وجدت فهي الاخرى تخضع لنفس الامزجة ، هذه الامزجة لازالت تحمل فكر النظام السابق بكل تجلياته ، كيف لا وبعض قيادات التعليم العالي تمثل رواسب النظام البائد ، مع فارق بسيط هوان هذه الرواسب قامت ب( التختم باليمين وتعفير الجبين والجهر باسم المظلومية والدين).
كانت الشروط المطلوب توافرها في المتقدمين للدراسات العليا لهذا العام  قد نشرها الموقع الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وقد اسبشرنا خيرا نحن الذين حرمنا لسبب او اخر من عدم اكمال الدرسات العليا في زمن النظام المقبور ، عندما فتحت الوزراة باب النفقة الخاصة للذين تجاوزت اعمارهم الخمس واربعين عاما ، ويمتلكون مؤهلات تساعدهم على ذلك . لذلك قدم العديد من موظفي الدولة وغير الموظفين ملفاتهم الى الكليات والجامعات المنتشرة في ارض الله الواسعة في العراق.
وبعد الامتحان الشامل الذي لاينجح به الكثير وفقت في النجاح فيه ، وكذلك كان معدلي يساعدني على التنافس ، لان النفقه الخاصة مستثنى اصحابها من العمر والمعدل ، فاغلب اصحاب المعدلات الضعيفة يتقدمون على النفقة الخاصة ، وعندما كان معدلي 78،13 في الدراسة الجامعية من جامعة بغداد ، وكذلك نجاح جيد في الامتحان الشامل ، اخبرت من قبل الكلية ان اهيء نفسي للدوام لاني من القلائل الذين تتوافر فيهم شروط القبول .
الا ان المفاجئة جاءت من الدكتور مجمد السراج ، ويعرف جميع الاساتذة في الجامعات ماذا كان يعمل في الجامعات قبل سقوط النظام ، وسبحان من غير الوجه الناعم الحيلق الى ذلك الرجل الذي امتلات يداه بمحابس العقيق !، على اية حال جاءت المفاجئة الى كلية الاداب/ الجامعة المستنصرية  قبل غيرها على قرار (السراج) بعدم استثناء الموظفين من العمر حتى من كان منهم على النفقة الخاصة !
شددت رحالي للوصول الى مكتب السراج ، وبعد التوسط والاتصالات مع مقربيه وصلت الى ذلك المكان ، الذي وجدت فيه ما لم اتوقعه ، ولا اعرف هل يوجد مثله في مؤسسات الدولة الاخرى ؟ فموظفات السراج يجبن عن كل عشرة اسالة بجواب واحد! وينظرن بعضهن الى( المراجعين) بطرف عين ، وعليك ان تجلس هادئا ووديعا وانت تنظر الى مكتب اولائي الموظفات وهو يعج بالاكلات السريعة ، والشاي الساخن ،والمزاح  طيلة وجودك بانتظار فرج اللقاء بالسراج ، وبعد ان اخذنا  درسا عمليا بالصبر والطاعة في الانتظار ، دخلنا الى الدكتور محمد السراج ومعي مجموعة من المراجعين ، وعندما بدات بالحديث عن قضية التقديم على النفقة الخاصة قاطعني بلغة المتعالي ، وقال بالحرف الواحد ( تعال من الاخيرلان ماعندي وقت ) اتمنى ان يكون فعلا مشغولا طول الوقت بقضاء ( حوائج المؤمنيين ) جئته من الاخير فقاطعني مرة  اخرى ، وقال لي كم عمرك ؟اجبته خمسون عاما .
اجابني بلغة المتشفي والواثق من نفسه قائلا : اسمع انك لن تقبل في الدراسات العليا الى يوم القيامة !!
اتصور لو قابلت الطاغية صدام حسن في زمن عنجهيته  لقال لي ، انك لا تقبل في الدرسات العليا مادمت رئيسا للعراق ، اما الحديث بلغة ( لن) التي تفيد التابيد ، ويوم القيامة الذي لايعلم به حتى الراسخون في العلم وليس مدير في التعليم العالي !.فلايقولها الا علام الغيوب ،  وبخاصة ونحن نمر في كل يوم بقرارات مختلفة ، ففي كل عام قرار،  وفي كل عام استثناء.
قلت له انتم وضعتم شروط وقراها المريدون للتعليم العالي ، ووجدنا انها تنطبق علينا ، فلماذا لم تضمنو عدم استثناء الموظفين من هذا الشرط ؟ اجاب بطريقة تنم اما عن جهل او استخفاف بالاخرين ،وحسب التعبير الدارج اراد ان ( يلفلف ) الجواب ، فقال عليك انت ان تسال وتعرف بالقوانين قبل ان تقدم ، وعلى دائرتك ان تعرف قبل ان تعطيك عدم ممانعة !
العجيب بكلام ( مدير البحث والتطوير ) انه يريد من المتقدم ان يعرف بكل القوانيين العراقية قبل التقديم للدراسات العليا ، فمثلا اذا عليك ان تراجع دوائر الصحة لمعرفة هل ان هناك  مرضا معديا يمنع الطالب التقديم الى الدرسات ، وكذلك تسأل مدير النفوس العامة هل الزاوج من اربع نساء يحرم الانسان من التقديم للدراسات ؟وهل وهل؟ ، ولا تتكفل وزارة التعليم بوضع لائحة الشروط كافة .
شكرت الرجل وخرجت ، وكان يتصور ان شكري له نتيجة للمعلومات التي يمتلكها ، بينما كان شكري لانه رسخ قناعاتي بمدى المزاج الذي يحدد مصير ومستقبل طالب العلوم في كلياتنا وجامعاتنا ، واي اجتهادات وعقد نفسية وشخصية قد تتحكم بمصير ومستقبل العشرات ممن يطلب العلم ، فالعام الماضي حصلت توسعة بنسبة 100./. وهذه السنة لم تحصل توسعة ، فحرم من حرم بسبب مزاج او مقترح تقدم به من امثال محمد السراج الى معالي الوزير .
ختاما وجدت ان من قبل هذه السنة من الموظفين ممن تجاوز عمره السن القانوني الذي اشترطه محمد السراج وطبقه على رؤوس المجاهدين الذي تفرغوا لمقارعة النظام البائد ، في الوقت الذي كان يعيش هو  منعما مع ( رفاقه) حتى حصل على الدكتوراه .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب