23 ديسمبر، 2024 9:04 ص

الدخيلي والتغيير المنشود في ذي قار!

الدخيلي والتغيير المنشود في ذي قار!

يقول أحد علماء الإدارة والتنمية البشرية، أن المؤسسة اذا كانت ناجحة بنسبة خمسة وسبعين بالمئة، وغيرت إدارتها للبحث عن نجاح أكبر، حتما ستحصل على النجاح المنشود فيما لو خُطط لهُ بصورة متقنة واحترافية.

هناك رأي آخر في موضوع المؤسسات، يقول بأن الفساد في مؤسسة ما سيختفي بنسبة خمسة وسبعين بالمئة، فيما لو جاء مدير جديد يمتلك الكفاءة والنزاهة والشجاعة، ويعرف موظفيه ذلك قبل استلامه مهامه، لأن ذلك يعتبر انذار اولي للجميع، بان الادارة الجديدة تختلف عن السابقة ولديها آليات أخرى يحب أخذها بنظر الاعتبار من موظفي المؤسسة.

ذي قار في زمن المحافظ الجديد السيد عادل الدخيلي لا بد أنها اختلفت عن المحافظ السابق، وهذا طبيعي جدا فهو ديدن التغيير دائما, وقد يكون إيجابا او سلبا، وفي كلا الحالتين سببه الرئيس تغيير الرأس، وعلينا أن نأخذ بنظر الاعتبار الفترة الزمنية للإدارة فالستة اشهر القادمة ليست ستة سنوات.

نظرية تغيير رأس المؤسسة للحصول على أداء افضل حظيت باهتمام واسع من قبل العلماء، وخلصت جميع الدراسات أن موضوع تغيير الرأس لتتغير أداء المؤسسة، هو أمر صحيح وواقعي وأصبح من مسلمات وابجديات القيادة والإدارة معا.

اولى خطوات التغيير تسجل للمحافظ الجديد السيد عادل الدخيلي هو فتح باب المحافظة أمام عامة الناس، ولقاءه ممكن في أغلب ايام الأسبوع، وهو أمر جديد على الناس لم يعهدوه سابقا، فقضاء حوائج الناس مهمة تتطلب صبر كبير من المسؤول، وعليه المجازفة بالأمور البروتوكولية والنزول من البرج العاجي الذي وضعته فيه المسؤولية، وهي خطوة لا ينالها الا ذو حظ عظيم فالإمام الحسين عليه السلام صاحب الذكرى هذه الايام “يقول قضاء حوائج الناس نعمة من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم”.

الزيارات الميدانية المتكررة لمدن ودوائر المحافظة المختلفة من قبل المحافظ الجديد، ومحاسبة المقصرين والتواصل مع الجماهير شيء جديد لم يعهدوه سابقا، وهو بمثابة بداية لا بأس بها، ونقطة ضوء في نهاية نفق مظلم سارت عليه جماهير ذي قار لفترة ليست بالقصيرة.

لكن وهناك الف خط تحت هذه الكلمة، هناك تحديات كبيرة جدا أمام السيد الدخيلي، أولها نسبة الفقر وكثرة العاطلين عن العمل ومكاتب تشغيل الشركات النفطية والأداء العام للدوائر الخدمية، ومسألة الفساد ومتابعة المشاريع وكيفية صرف الموازنة بما يخدم المجتمع “الذيقاري” وليس لخدمة المسؤولين.

كل تلك التساؤلات تطرح أمام السيد الدخيلي، وهي حتما تدور برأسه يوميا والى ساعات متأخرة من الليل، وقد تصل إلى فجر اليوم التالي، فهل يستطيع أداء مهمة التغيير؟ خاصة وأنه يمتلك الخبرة والكاريزما والمتابعة الميدانية والظهور القوي أمام الناس، هذا ما ستكشفه الأشهر القادمة، علما أن جميع الناس بكل مللها ونحلها متعطشة للنجاح اكثر المسؤول.