16 أبريل، 2024 11:36 م
Search
Close this search box.

غضوا ابصاركم فجهاز مكافحة الارهاب سيمر..

Facebook
Twitter
LinkedIn

الكثيرون ممن يشاطرونني الراي ان اكبر الخطايا التي ارتكبتها امريكا عند غزوها للعراق هو امر حلها الجيش العراقي مع علمنا ان كل مافعلته خطايا لا تغتفر الا ان تدمير المؤسسة العسكرية والتي يقترب عمرها من 100 عام ولها من التاريخ ماليس لغيرها من دول الجوار تلك هي اسباب كافية عجلت بالقضاء على هذه المؤسسة وكما هو معروف فأن امر حل الجيش كان قرارا عربيا بأمتياز نكاية بالعراق وقد مر هذا القرار في حين غفلة على الطبقة السياسية التي وصلت الحكم وهي تحمل الضغائن على هذه المؤسسة .

ولم ينته الامر بقرار الحل هذا، بل عمدت مخابرات دولية الى افراغ العراق من القيادات العسكرية، فتم تصفية العديد من الجنرالات من شتى الصنوف البرية والبحرية والجوية فضلا عن الاغراءات التي قدمت الى كبار الضباط من الاجهزة الاستخباراتية والمخابراتية، عندها اصبحت وزارة الدفاع عبارة عن مقهى للضباط المحاربين، يجتمعون كل شهر من اجل استلام رواتبهم واستذكارا لايامهم الخوالد.

ان كل دول العالم ومع اختلاف تسمياتها كونها دولا متقدمة او متأخرة “نامية ” والتي اقل من هذا وذاك فهي تهتم اهتماما كبيرا بمؤسساتها العسكرية وتسعى جاهدة على اختيار قيادات كفوءة لهذه المهمة الكبيرة فالجيش هو صمام الامان لحماية الدولة ومكتسباتها من طمع الاخرين وبما ان العالم الان يعيش في ظل ظروف عسكرة المنطقة وبات العالم مضطربا يبحث عن حماية مصالحه الاقتصادية بطرق بوليسية عسكرية بحتة، وهنالك تسابق كبير في التسليح من اجل ذلك ولكي تحمي تلك الدول اقتصادها فانها عادة ماتلوح بهذا الجيش.

فأمريكا مثلا ما كانت لتحظى بهذه المكانة الا لوجود ترسانة عسكرية متقدمة من اجل انعاش أقتصادها، وكذا هي الصين وكوريا وأيران وروسيا .ان الحديث عن المؤسسة العسكرية في العراق يختلف عن سواها من الدول وحتى اضعف دولة افريقية، وبرغم التاريخ العريق الذي يقترب من 100عام تقريبا فهذه المؤسسة تعرضت الى العديد من الانتكاسات والهزات، وذلك بسب سوء الادارة السياسية التي تعاقبت على حكم العراق، وخاصة ابان حكم البعث 1968-2003 عندما اقحم الجيش في حروب انتحارية وهي حرب انابة افضت الى نتائج كارثية لانزال نعيش تبعاتها، ومن ثم جاء حاكم الاحتلال الامريكي بريمر ليكمل مسلسل تدمير الجيش بقرار “الحل” هذا .

ان المؤسسة العسكرية اليوم وبعد اكثر من 14عاما من التغيير بدأت تستعيد كامل عافيتها، وهي الان تقود حربا غير تقليدية سميت بحروب” الجيل الرابع، وهو من اعقد الحروب على الاطلاق، وقد حققت المؤسسة العسكرية نصرا غير مسبوق اغاظ العدو واثلج قلب الصديق، فحرب الجيل الرابع هي ليست حربا تقليدية تجري خارج المدن، وتكون كرا او فرا، انما هي حرب من شارع الى اخر ومن زقاق الى اخرى لابل من بيت الى اخر ومن غرفة الى أخرى، حتى اذا تطالب الامر يكون الاشتباك بالسلاح الابيض وبرغم الدعم الكبير الذي يلقاه تنظيم داعش من لدن قوى خارجية ومع الامكانيات البسيطة للمؤسسة العسكرية، الا ان النتائج جاءت مزعجة لمن دعم هذا التنظيم .

إننا امام ولادة قوة عسكرية جديدة تسمى (جهاز مكافحة الارهاب) اذ اصبحت تصنف دوليا وتكرم دوليا فامريكا وفرنسا مؤخرا اعتبرت هذا الجهاز افضل الاجهزة العسكرية في المنطقة، ومن خلاله وضع الجيش العراقي بالمرتبة 55 دوليا والخامس عربيا وما كان هذا ليحصل لولا البطولات التي ابداها قادة ومقاتلو هذا الجهاز، وان سر نجاحه يكمن في تلك الصورة الرائعة من التلاحم بين القائد وجنوده. فعندما يكون القائد بين جنوده وفي الخطوط الاولى تاركا غرفته المكيفة ومكتبته الفارهة، يتناول فطوره مع جنوده عندها سيتفانى الجندي من اجل قائده وهذا ماوثقته كاميرات معظم القنوات الفضائية .

ان الخطأ الذي ارتكبه السياسيون هو حقدهم على الجيش في فترة ما، ولابد ان لا يتكرر هذا المشهد ويكون ذلك بابعاد المؤسسة العسكرية عن العمل السياسي، فالسياسة هى رمال متحركة وهي مؤسسة غير ثابتة والجيش مؤسسة ثابتة تبقى مابقي الوطن والليل والنهار، وعلينا ان نستثمر هذا الانتصار فمعظم الشعب العراقي ينظرون الى الجيش كضمان لأمنهم، والاهتمام بهذه المؤسسة وتوفير ميزانيات خاصة تؤمن لها امكانيات التطور ومحاربة القوى التكفيرية، والتي من المبكر القول انها قد انتهت لان اللاعبين ما زالوا على قيد الحياة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب